مسيرات الغضب الشعبي.. احتجاجات واسعة ضد التطبيع والملاحقات القضائية للنشطاء في المغرب

أنتلجنسيا المغرب:فهد الباهي/م.إيطاليا

شهدت مختلف المدن المغربية يوم أمس الثلاثاء 18 مارس 2025.مسيرات شعبية غاضبة شارك فيها آلاف المحتجين ضد قرار الحكومة استئناف العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعد التصعيد العسكري الأخير في فلسطين .

هذه المظاهرات تعكس تباينًا صارخًا بين قرارات الحكومة والنبض الشعبي الذي يرفض التطبيع جملة وتفصيلاً، ما يعكس حالة من التوتر بين الحكومة والشارع المغربي، فالمغاربة يرفضون أي شكل من أشكال التعاون مع الكيان الصهيوني، مؤكدين أن هذا التحرك يتعارض مع الثوابت الوطنية.

ويأتي هذا التحرك الشعبي في وقت حساس حيث تشهد البلاد محاكمات مثيرة للجدل ضد مجموعة من النشطاء الحقوقيين، وبعضهم من جماعة العدل والإحسان، التي تُتهم الحكومة بمحاكمة عناصرها بغرض تكميم الأفواه وضغطها على المعارضين.

لكن هذه المحاكمات لا تقتصر على هذا التيار الإسلامي وحده، بل تشمل أيضًا نشطاء من تيارات سياسية أخرى، تتنوع خلفياتهم الفكرية، لكنهم جميعًا يشتركون في موقفهم الرافض للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي، في الوقت الذي يواصل فيه القضاء والحكومة التأكيد على نزاهة هذه المحاكمات، مشيرين إلى أنها تتم في إطار احترام القانون، يرى معارضو الحكومة أن هذه الإجراءات جزء من سياسة القمع.

ومع هذا، يبقى الجدل قائمًا، حيث تتبادل الأطراف المختلفة الاتهامات، وتظل كرة الاتهام تتدحرج بين السلطة الحاكمة والمعارضة الشعبية، ما زاد من تعقيد الوضع السياسي والحقوقي في المغرب بالأونة الأخيرة، حيث أن تساؤلات كبيرة تطرح نفسها حول مصير الحريات السياسية والتعبير في البلاد ومستقبل العلاقات مع القوى الشعبية الرافضة للتطبيع.