هل يُفجر بنكيران حزب العدالة والتنمية قبل انتخابات 2026؟

هل يُفجر بنكيران حزب العدالة والتنمية قبل انتخابات 2026؟
سياسة / الثلاثاء 15 أبريل 2025 - 12:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:أبو فراس

يستعد حزب العدالة والتنمية لعقد مؤتمره الوطني الـ2 يومي 26 و27 أبريل الجاري بمدينة بوزنيقة، وسط أجواء مشحونة بالتوتر وعدم اليقين، وغياب ملحوظ لعدد من الأسماء القيادية التي كانت تشكل إلى وقت قريب ركائز أساسية في التنظيم، مثل المصطفى الرميد، ونجيب بوليف، وعبد القادر عمارة، وآخرين.

غياب الأسماء الوازنة يثير تساؤلات القواعد

اللافت في تحضيرات المؤتمر هو تغييب وجوه بارزة من الصف الأول للحزب، الأمر الذي أثار علامات استفهام لدى القواعد التنظيمية والمراقبين السياسيين، خاصة وأن هذه الشخصيات كانت لها أدوار مركزية سواء في قيادة الحكومة أو تدبير الشأن الحزبي الداخلي.

ويرى البعض أن هذا التوجه قد يكون جزءاً من عملية إعادة الهيكلة الداخلية يقودها عبد الإله بنكيران، الأمين العام الحالي للحزب، والذي يسعى إلى إحداث نوع من القطيعة مع مرحلة ما بعد 2011، في حين يحذر آخرون من أن هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام موجة استقالات جديدة أو حتى انشقاقات محتملة.

بنكيران بين السيطرة والانفجار الداخلي

عبد الإله بنكيران، العائد بقوة إلى قيادة الحزب بعد مرحلة التراجع الانتخابي سنة 2021، يواجه اليوم معادلة صعبة: الحفاظ على وحدة الحزب من جهة، وفرض رؤيته التنظيمية والسياسية من جهة أخرى.

وتُطرح بقوة مخاوف من أن تتسبب هذه التحركات في تعميق الانقسامات داخل الحزب، خاصة في ظل الانتقادات التي توجه لطريقة تدبيره للحوار الداخلي، وميله إلى الإقصاء بدل التوافق.

المؤتمر المقبل:تجديد أم تصفية حسابات؟

بين من يعتبر المؤتمر المقبل فرصة لتجديد النخب وبناء مشروع سياسي جديد يواكب تحولات المشهد السياسي المغربي، وبين من يراه محطة لتصفية الحسابات القديمة وترسيخ الزعامة الفردية، يبدو أن حزب العدالة والتنمية يعيش لحظة حاسمة قد تحدد مستقبله السياسي قبل انتخابات 2026.

مصادر مقربة من قيادة الحزب تحدثت عن خلافات حادة حول الوثائق المرجعية المنتظر عرضها في المؤتمر، ووجود تباينات عميقة بشأن الخط السياسي الذي يجب أن يتبناه الحزب في المرحلة المقبلة، في ظل ضعف القاعدة الانتخابية وتراجع التأثير الشعبي.

شبح الانقسام يخيم على المشهد الداخلي

يخشى كثيرون من أن يعمق المؤتمر الشرخ القائم بين تيار بنكيران، والذي يدعو إلى العودة للمرجعية الإسلامية الصارمة في الخطاب والمواقف، وتيار آخر يطالب بواقعية سياسية أكبر والانفتاح على الطيف المدني والليبرالي.

الاختيارات التنظيمية المطروحة، وطريقة تشكيل لجان التحضير للمؤتمر، ثم طريقة تدبير لائحة المرشحين للقيادة، كلها نقاط قد تشكل مفجرات محتملة لصراع داخلي غير مسبوق.

العدالة والتنمية أمام مفترق طرق سياسي

مع اقتراب الانتخابات التشريعية لسنة 2026، يجد حزب العدالة والتنمية نفسه في وضع حساس. فإما أن ينجح في تجديد هياكله وبلورة رؤية جديدة تُعيده إلى المشهد بقوة، أو أن يتجه نحو مزيد من الانقسام والعزلة السياسية، وهو ما قد يهدد استمراريته كفاعل سياسي مركزي في المغرب.

في ظل كل هذه المعطيات، تبدو الأسابيع المقبلة حاسمة، ليس فقط في تحديد مستقبل الحزب، بل وربما في إعادة تشكيل الخريطة الحزبية المغربية بأكملها.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك