المغرب يقود مجلس حقوق الإنسان..ولاية استثنائية ترسم ملامح الإصلاحات المستقبلية

المغرب يقود مجلس حقوق الإنسان..ولاية استثنائية ترسم ملامح الإصلاحات المستقبلية
سياسة / السبت 28 دجنبر 2024 19:00:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:أبو فراس

في نهاية ولاية حافلة بالإنجازات، المغرب يضع بصمته كرئيس لمجلس حقوق الإنسان، متوجاً سنة من العمل الدبلوماسي والابتكار المؤسسي الذي يعزز مكانته كفاعل عالمي في مجال حماية الحقوق الأساسية.

قيادة مغربية فاعلة: حصيلة تفوق التوقعات

مع نهاية السنة الجارية، أسدل المغرب الستار على واحدة من أنجح الولايات في تاريخ مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. ترأس المملكة ثلاث دورات كاملة للمجلس، قادت خلالها جلسات الاستعراض الدوري الشامل، وأطلقت مبادرات مبتكرة جعلت من هذه الفترة علامة فارقة في تاريخ الهيئة.

عمر زنيبر، الممثل الدائم للمغرب لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف، عبّر عن فخره قائلاً: "نغادر هذه المسؤولية ونحن نشعر أننا أدينا الواجب على أكمل وجه".

معركة انتخابية عززت مكانة المغرب

في يناير الماضي، شهدت انتخابات رئاسة مجلس حقوق الإنسان تنافساً محتدماً بين المغرب وجنوب إفريقيا. فازت المملكة بـ 30 صوتاً مقابل 17 صوتاً فقط، على الرغم من الحملة الشرسة التي شنها خصوم المغرب.

هذا الفوز، بحسب زنيبر، كان تكريساً للثقة المستحقة التي تتمتع بها المملكة في المحافل الدولية، ودليلاً على مصداقية سياساتها الحقوقية ودبلوماسيتها النزيهة.

الذكاء الاصطناعي والتغير المناخي: حقوق الإنسان في سياق عالمي جديد

خلال فترة الرئاسة المغربية، تم تسليط الضوء على قضايا معاصرة تشكل تحديات كبرى لحقوق الإنسان.

  1. التكنولوجيا وحقوق الإنسان:
    نظم المغرب اجتماعاً دولياً حول تأثير الذكاء الاصطناعي على حقوق الإنسان، حيث ناقش الجوانب الأخلاقية والفجوة الرقمية التي تعزز من عدم المساواة.

  2. التغير المناخي:
    أعطت الرئاسة المغربية أولوية كبرى لتأثير التغيرات المناخية على حقوق الإنسان، من خلال اجتماع دولي ركز على تأثيراتها الاجتماعية والاقتصادية.

المساواة بين الجنسين: مبادرة رائدة

ضمن خطواتها الإصلاحية، أطلقت الرئاسة المغربية مجلساً استشارياً معنيّاً بالمساواة بين الجنسين. هذه المبادرة، التي لاقت إشادة واسعة من المجتمع المدني والدبلوماسيين، تهدف إلى تعزيز المناصفة وجعلها واقعاً عملياً في مجال حقوق الإنسان على المستوى الدولي.

تجربة العدالة الانتقالية: تقاسم نموذج ملهم

أبرزت الرئاسة المغربية الخطوات التي قطعتها المملكة في مجال العدالة الانتقالية، من خلال تنظيم ندوة للاحتفال بالذكرى العشرين لهيئة الإنصاف والمصالحة. هذه التجربة، التي تشكل نموذجاً عالمياً، كانت محور نقاش دولي جمع صناع القرار والخبراء.

خلوة الرباط: استشراف مستقبل مجلس حقوق الإنسان

في نوفمبر الماضي، نظمت الرئاسة المغربية خلوة استثنائية بالرباط جمعت أعضاء مجلس حقوق الإنسان والمفوضية السامية لحقوق الإنسان. هذا الحدث، الذي تم في إطار غير رسمي، ناقش تحديات تعزيز حقوق الإنسان واقترح آليات جديدة لإصلاح المجلس.

إشادة دولية بولاية مغربية مثالية

رؤساء البعثات الدائمة لدى الأمم المتحدة وصفوا أداء المغرب بـ "المميز"، مؤكدين أن هذه الولاية قدمت نموذجاً للعمل الفعال في قيادة مجلس حقوق الإنسان.

إرث غني وإصلاحات مستدامة

المغرب، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، استطاع أن يعكس رؤيته الاستراتيجية في تكريس دولة القانون واحترام الحقوق الأساسية. هذا الإرث، المليء بالمبادرات المبتكرة، سيكون نقطة انطلاق لمسار جديد من الإصلاحات التي يحتاجها مجلس حقوق الإنسان في مواجهة التحديات العالمية.

بعزم راسخ ورؤية طموحة، يؤكد المغرب مجدداً أنه شريك موثوق في بناء عالم أكثر عدلاً وإنسانية.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك