سياسة / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:
مغربنا 1 المغرب
كتب الزميل "رشيد نيني" مقالا اعتبرته رائعا في عموده "شوف تشوف" بجريدته "الأخبار"، يتحدث فيه عن عظمة المغرب شعبا وملكا ومؤسسات.
وتطرق الزميل إلى التفوق الكبير الذي أبانت عنه المملكة، خلال تنظيمها لعملية التلقيح ضد فيروس "كورونا" الفتاك، مشيرا إلى أن دولا عظمى اتخذت من المغرب نموذجا وأصبح إعلامها ومؤسساتها يضربون المثل بالمغرب وينتقدون حكوماتهم ويتهمونها بالفشل، كما حصل مؤخرا في فرنسا.
وأكد مدير جريدة "الأخبار"، أن كل الفضل يعود إلى عاهل البلاد الملك محمد السادس، الذي كان سباقا إلى اتخاذ قرارات حاسمة في الوقت المناسب، إن على مستوى إغلاق البلد في وجه الملاحة الجوية، أو على مستوى إعلان حالة الطوارئ الصحية وإحداث صندوق مواجهة كورونا، أو على مستوى ضمان اللقاحات بالمجان لكل أبناء الشعب المغربي بتدخل مباشر منه، وإعطاء تعليماته الصارمة للقيام بعملية التلقيح في ظروف شفافة وناجعة، وهي العملية التي يتتبعها بشكل يومي ودائم...
وتساءل "نيني"، عن هل هي مصادفة أن يكون جبل إيغود بنواحي اليوسفية موطن أقدم إنسان عاقل على وجه البسيطة؟وهل هي مصادفة أن سبعين بالمائة من احتياطي العالم من الفوسفاط يوجد بالمغرب؟وهل هي مصادفة أن أخطر منطقة عرفها كوكب الأرض على الإطلاق هي منطقة كمكم بجنوب شرقي المغرب، والتي كانت تعيش بها أخطر الحيوانات المفترسة؟وهل هي مصادفة أن تكون الدولة المغربية هي أقدم دولة في العالم؟ هل هي مصادفة أن الحرس الملكي المغربي هو أقدم حرس ملكي في العالم؟ هل هي مصادفة أن تكون أول شهادة تمنح في الطب هي شهادة صادرة عن جامعة القرويين حصل عليها مغربي اسمه عبد الله بن صالح؟ وهل هي مصادفة أن تكون أقدم جامعة في العالم هي جامعة القرويين نفسها؟...
مقال لا يمكن لعاقل أن يختلف مع ما تضمنه من معطيات قيمة، أو طريقة كتابته البسيطة والمتسلسلة، والتي تدخل من وجهة نظرنا في إطار السهل الممتنع، الذي يميز كتابات الزميل "رشيد نيني".
بالمقابل، وأنا أنتشي بكل ما كتبه الزميل، أفاجأ بل أصدم بلقطة يصعب التعليق عليها، حينما ينتشل رجل سلطة "الميكرو" من أستاذ متعاقد كان في تصريح لأحد المواقع الإعلامية، ويجره بطريقة مهينة أمام "الكاميرا" بمدينة الرباط اليوم.
تصرف أقل ما يمكن أن يوصف به، البشاعة، الحكرة، والتعسف...تصرف يجعلنا نتساءل عن ماهية الدولة وتبنيها لمفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وهلم جرا، قد يقول قائل أنه تصرف فردي ولا يمت بصلة للمؤسسة التي ينتمي إليها رجل السلطة، نتفق مع هذا الطرح وبالتالي وجب على وزارة الداخلية الخروج ببلاغ تعلن فيه عن ما ستقوم به تجاه رجل السلطة، أوعلى الأقل فتح تحقيق في الموضوع، احتراما للشعب العظيم ولملكه الهمام ولسلطة الإعلام التي لا يختلف إثنان في كونها الركيزة الأساسية للنهوض الديمقراطي، الإقتصادي، والإجتماعي...
فما كتبه الزميل "رشيد نيني" يرفع المعنويات ويجعل كل مغربي في أي قطعة بالكرة الأرضية، يفتخر بانتمائه لشعب ولمملكة عريقة، في حين ما أقدم عليه رجل السلطة يدفعك إلى الخجل ويفتح الباب أمام مجموعة من التساؤلات.
تناقض صارخ يجعلك تحس، بأن البلد دخل في مرحلة سكيزوفرينيا متقدمة وغير مفهومة.
ففي الوقت، الذي يسعى فيه عاهل البلاد إلى تقديم صورة إيجابية بالإقدام على مجموعة من المبادرات المحمودة، تجد فيه مؤسسات أو بعض الأفراد يغردون خارج السرب، ويقدمون نماذج تعود إلى العصور البائدة.
من هنا، وكما نقول دائما ونشدد على ذلك، فلن تقوم قائمة لهذا البلد العظيم دون مصارحة ومصالحة حقيقية، بين مؤسسات الدولة والمواطنين وتنظيماتها السياسية والنقابية والمجتمعية، فبدون هذه المصالحة لن يستعيد المواطن المغربي ثقته في الأحزاب وفي الدولة.
فمنسوب الثقة لدى المواطن ارتفع في مناسبتين بالمغرب من وجهة نظرنا، عند المصادقة على دستور 2011، وحاليا بسبب الجائحة وطريقة التعامل معها، رغم بعض الإنتقادات التي لا ترقى إلى هدم النسق كليا، وبالتالي وجب ودائما من وجهة نظرنا استغلال منسوب الثقة هذا والسير قدما نحو مصالحة حقيقية بين الدولة ومواطنيها وأحزابها.
فالمصالحة تعني بالأساس، استرجاع دور الوساطة التي كانت تقوم بها الأحزاب السياسية والنقابات والجمعيات، بين المواطنين والدولة، وهذا لن يكون إلا باستعادة الثقة في التنظيمات المذكورة، وفي العمل السياسي ككل...
من جهة أخرى، فالمصالحة نراها بحل مجموعة من الملفات العالقة، التي تساهم في عودة الثقة بين جميع أطراف المعادلة، بما في ذلك ملفات ذات طبيعة سياسية، حقوقية، اجتماعية، واقتصادية.
كما تعني المصالحة بالنسبة لنا، التزام المواطنين بما لهم وما عليهم، أي التشبث بحقوقهم وبالمقابل القيام بواجباتهم.
المصالحة كذلك، تستدعي من الأحزاب والنقابات والجمعيات، التعامل بشفافية مع كل الملفات، وفتح المجال أمام ما يسمى في علم السياسة بدوران النخب، وإبداع صيغ وطرق جديدة لاستقطاب الفاعلين والنشطاء الشباب في زمن رقمي بامتياز.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك