بقلم:المحامي والناشط الحقوقي محمد الغلوسي
على المحامين المغاربة المؤمنين برسالة المحاماة الكونية ونبلها الإنساني أن يخرجوا من دائرة التردد والتواري إلى الخلف ،عليهم أن لايقبلوا بالتسامح مع الفساد والسمسرة والرشوة ،هناك من يدفع المحامون للقبول بذلك كقدر وواقع لا مفر منه ،وهناك من يسعى لإقناع المحامين بأن النجاح المهني يعني "الشطارة "و"القفوزية ""وتشبيك العلاقات " ويحرص على تمرير هذه الرسائل للشباب الملتحق بالمهنة لتعميق واقع الفساد داخل منظومة العدالة ،إنه الفساد الذي ينتج عنه إشاعة الشعور بالظلم واليأس وتقويض كل قيم المواطنة والقانون والعدالة ،إن أخطر أنواع الفساد وأشدّه قساوة هو داك الذي يشكل وسيلة لهضم حقوق الناس داخل المجتمع بل أحيانا قد يشكل طريقا للمس بحريات الأفراد وذلك بالزج بهم ظلما في السجون !!!،لا يمكن ان تبقى المحاماة معزولة عن تحولات المجتمع وتطلعاته في تخليق الحياة العامة ،كما لايمكن أن تبقى خارج الأضواء الكاشفة في عالم متغير ومتسارع التحولات في ظل ثورة رقمية وتكنولوجية هائلة لا تعترف بالحدود
إن المحاماة ليست تجارة أو بورصة إنها مهنة تساهم في انتاج العدالة والدفاع عن الحقوق والحريات ،وعلى رجال ونساء مهنة الدفاع أن يقولوا كفى من الفساد والرشوة والسمسرة لتحصين المهنة والدود عن إستقلاليتها وتفويت الفرصة على كل المتربصين بها ،إنها مهنة تضمن العيش الكريم لأصحابها بكرامة وبرأس مرفوع دون الحاجة إلى امتهان الأساليب القذرة ،علينا أن نقوم بأدوارنا الحقوقية والوطنية للدفاع عن أطروحة الإصلاح المؤسساتي والسياسي العميق بعقلانية ومسؤولية لكي لا يستمر الفساد في التغول ويصبح الجميع مهددا دولة ومجتمعا
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك