الجامعة الوطنية للحديد والصناعات التركيبية ترفع صوت العمال عاليا في إسطنبول

أنتلجنسيا المغرب:أبو دعاء

في خطوة نوعية تعكس انخراطها الفعّال في الدفاع عن حقوق العمال على الصعيدين الإقليمي والدولي، يشارك وفد رفيع المستوى عن الجامعة الوطنية للحديد والصناعات التركيبية للمعادن والإلكترونيك، التابعة للاتحاد المغربي للشغل، في أشغال اجتماع الشبكة النقابية الإقليمية لقطاع السيارات والطائرات المنعقد بمدينة إسطنبول التركية بين الرابع والعشرين والسادس والعشرين من أبريل الجاري.

مشاركة الوفد المغربي تأتي لتعزيز الحضور النقابي المغربي في أكبر التكتلات العمالية المتخصصة ولمناقشة الرهانات الجديدة التي تفرضها التحولات الاقتصادية والاجتماعية المتسارعة.

الاجتماع الذي يعرف حضور قيادات نقابية بارزة من مختلف أنحاء العالم، من بينهم كمال أوزكان الأمين العام المساعد للاتحاد الدولي للصناعات، وتيسيير جان ميشيل الكاتب العام للجنة العالمية لمجموعة رونو، بالإضافة إلى جورج ليوترت مدير صناعات السيارات والطائرات بالاتحاد الدولي وأحمد كامل السكرتير الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يهدف إلى رسم ملامح استراتيجية موحدة للدفاع عن حقوق العاملين في قطاعي السيارات والطائرات في وجه التحديات الراهنة.

ويشارك في هذا الحدث الدولي نقابيون من المغرب وتونس ومصر، إلى جانب ممثلين عن نقابتين تركيتين، مما أضفى على اللقاء طابعا إقليميا قويا يعكس تنوع التجارب النقابية واختلاف ظروف العمل، غير أن وحدة الهموم العمالية شكلت قاسما مشتركا بين الجميع، خاصة أمام تصاعد الضغوط الاقتصادية والسياسات التي تمس بالحقوق المكتسبة.

وشهدت جلسات العمل نقاشات معمقة همت القضايا الأساسية التي تؤرق العمال، من ظروف الشغل وتهديدات التسريح الجماعي، إلى آثار العولمة الاقتصادية والتحولات الصناعية، خصوصا ما يتعلق بالانتقال نحو الطاقات النظيفة وأتمتة سلاسل الإنتاج.

مداخلات الوفد المغربي كانت قوية ومركزة، حيث عرض معاناة العمال في القطاع المعدني والالكترونيكي، وأبرز الحاجة إلى مقاربة جديدة تضع كرامة العامل في قلب السياسات الصناعية.

هذا اللقاء النقابي الدولي شكل مناسبة لتعزيز التضامن بين النقابات العمالية من مختلف الدول، والتأكيد على ضرورة بناء جبهة نقابية إقليمية قادرة على مواجهة تغول الشركات المتعددة الجنسيات، وقد اتفقت الوفود المشاركة على وضع خطة عمل مشتركة للمرحلة المقبلة، تقوم على تبادل التجارب النقابية، والدفاع الجماعي عن الحريات النقابية، ومواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية بمواقف موحدة وقوية.

مشاركة الجامعة الوطنية للحديد والصناعات التركيبية في هذا الاجتماع النقابي الإقليمي يعكس إرادتها الصلبة في الانفتاح على القضايا الدولية للطبقة العاملة، ويؤكد من جديد أن الدفاع عن الحقوق لا يقف عند حدود الوطن، بل يمتد إلى فضاءات أوسع حيث المعركة من أجل العدالة الاجتماعية واحدة ومصير العمال مشترك.