أنتلجنسيا المغرب/الباز
بحسب مصادر اعلامية ، فإن نتائج الفحص، الصادرة في 31 مارس، بيّنت وجود نسب من المبيد تتراوح بين 0.12 و0.29 ملغ/كلغ، أي ما يتجاوز بأضعاف الحد المسموح به داخل الاتحاد الأوروبي والمحدد في 0.03 ملغ/كلغ فقط.
السلطات الألمانية لم تنتظر تأكيد النتائج، بل بادرت إلى سحب المنتجات من رفوف الأسواق فورًا، في تحرك احترازي أثار الكثير من الجدل.
أما السلطات الإسبانية، والتي استلمت الشحنة عبر أحد الوسطاء، فقد اختارت الحل الجذري: الإتلاف الكامل للشحنة، بعد تصنيفها ضمن فئة "الخطر الصحي الخطير"، دون توضيح دقيق للأعراض المحتملة الناتجة عن استهلاك هذا المنتج الملوث.
مبيد "أبامكتين"، المعروف بفعاليته القاتلة ضد الحشرات والقراد والعث، لا يخلو من سمية عالية حين يتعلق الأمر بالبشر.
تشير مصادر طبية موثوقة إلى أن التعرض لمستويات مرتفعة من هذه المادة قد يتسبب في اضطرابات عصبية، قيء، فقدان التنسيق، اتساع حدقة العين، تهيج، بل وحتى الدخول في غيبوبة قد تفضي إلى الوفاة نتيجة توقف التنفس.
هذه الواقعة فتحت باب التساؤلات واسعًا حول فعالية الرقابة الزراعية في المغرب، ودور الوسطاء الإسبان في تسريب شحنات غير مطابقة للمعايير الأوروبية.
كما أعادت للأذهان المخاوف القديمة من تكرار سيناريوهات سابقة أثرت سلبًا على سمعة الصادرات المغربية، في وقت يعاني فيه القطاع الفلاحي من ضغوط داخلية وخارجية متزايدة.
وفي ظل هذا التصنيف الصريح من طرف RASFF باعتبار الحادثة "خطرًا كبيرًا" على الصحة العامة، تبدو الحاجة ملحّة لإعادة النظر في منظومة تتبع الجودة، وتكثيف الفحوصات قبل تصدير المنتجات، درءًا لأي أزمة مستقبلية قد تكون أكثر كلفة على سمعة "المنتج المغربي".
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك