أنتلجنسيا المغرب:elbaz
في خطوة صادمة تهدد مصداقية كبرى العلامات التجارية الأمريكية، لجأ مصنعون ومنشئو محتوى صينيون إلى منصة "تيك توك" لكشف أسرار مدوية تتعلق بكيفية تصنيع المنتجات الفاخرة التي تروج لها شركات عملاقة مثل "نايكي"، "أديداس"، "مايكل كورس" و"جوتشي"، محققين ملايين المشاهدات، ومطلقين حملة هزت الأسواق الأمريكية.
الحملة الصينية، التي انطلقت وسط تصاعد غير مسبوق في التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية وفرض رسوم جمركية باهظة على المنتجات الصينية، كشفت بالدليل القاطع كيف تُصنع أشهر المنتجات الفاخرة في مصانع صينية، بأيدي عاملة محلية وبتكاليف زهيدة للغاية، قبل أن تُصدَّر إلى الأسواق الأمريكية واروبا ويتم وضع علامات تجارية مرموقة عليها، مصحوبة بعبارات مضللة مثل "صنع في أمريكا" أو "صنع في إيطاليا".
المقاطع المنتشرة تظهر خطوط إنتاج هائلة لأحذية وحقائب وإكسسوارات من المفترض أنها "فاخرة"، تُصنع في مصانع تقليدية في مدن صينية، ثم يعاد تصديرها بعد إضافة شعارات العلامات التجارية العالمية، لترتفع أسعارها بشكل جنوني يصل أحياناً إلى 5000% من تكلفة تصنيعها الأصلية.
وقد أثارت هذه الفضائح موجة غضب واسعة بين المستهلكين العالميين، الذين استشعروا أنهم وقعوا ضحية لأكاذيب وخداع استمر لعقود، ودفعوا مبالغ فلكية مقابل منتجات عادية الجودة، فيما تحصد الشركات الأمريكية الكبرى أرباحاً خيالية على حساب العمالة الصينية الرخيصة.
هذه الحملة الصادمة ليست مجرد كشف لحقائق تجارية، بل تمثل حرباً اقتصادية وإعلامية شرسة، قد تغير قواعد اللعبة في أسواق المنتجات الفاخرة. فبينما تحاول الولايات المتحدة فرض المزيد من الضرائب على المنتجات الصينية، فإن الصين ردت بذكاء، مستخدمة سلاح الحقيقة التي يمكن أن تدمر أوهام الفخامة، وتعيد تشكيل قناعات المستهلكين حول العالم.
الآن، الكرة في ملعب الشركات الأمريكية الكبرى التي تواجه تحدياً وجودياً حقيقياً. إما الشفافية وتبرير الأسعار الفلكية، أو مواجهة احتمالات الانهيار أمام وعي استهلاكي عالمي متزايد، لا يقبل المزيد من الأكاذيب.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك