قراءة في تركيبة الحكومة الجديدة : حكومة تكنوقراط ام حكومة أحزاب ؟

قراءة في تركيبة الحكومة الجديدة : حكومة تكنوقراط ام حكومة أحزاب ؟
سياسة / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:

مغربنا 1 المغرب : عبد الناصر فضيلي كما كان متوقعا خرجت الحكومة بتشكيلتها، بعدما تم اقصاء عدة وجوه قديمة. و كالعادة ، هذه التشكيلة احتفظت بنفس الاسماء في وزارات السيادة كذلك تقريبا بنفس الاسماء في الوزارات المتحكمة في دواليب الاقتصاد (حزب الاحرار منذ 15 سنة). نجد ايضا في التشكيلة الحكومية اقحام بعض الوجوه الجديدة  منها  اطر سابقة في شركة AKWA و افريقيا . مثل هذه الحكومات يصعب عليها فرض ذاتها في نطاق ديمقراطي حقيقي و بوجود معارضة توازن اغلبية حكومية. فالتكنوقراطي و المعين يميل الى تطبيق اوامر حرفية ولا يكترت لانتظارات الشعب او المراقبة البرلمانية. و الان والحالة هاته ان البرلمان المنتخب سيعرف غياب تام للمعارضة. فربما لن يكون اي ضغط على مكونات هذه الحكومة و ربما لن نسمع او نرى بعض الوزراء، كالوزير فردوس مثلا في الحكومات السابقة الا عند بعض الصحافة، بطبيعة الحال سيتكلمون على إنجازات لا يروها الا هم. استوزار شكيب بنموسى يثير اندهاشا كبيرا ، و هو واضع النموذج التنموي الجديد، عن حزب الاحرار . و هنا نهنىء بحرارة لمن قام بهذا التخطيط من البدء بوضع خطة جديدة للتنمية الى تولي هذه الحكومة مسؤولية تنفيذها و تنزيلها الى أرض الواقع. و نتمنى ان لا يتعامل مع الاساتذة المتعاقدين بخلفية تجربته كوزير الداخلية. فوزي لقجع رئيساً للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وتعيينه حديثاً وزيراً منتدباً لدى وزيرة الاقتصاد والمالية، كان يشغل منصب رئيس قسم الميزانية في وزارة المالية تكنوقراط ولا ينتمي إلى أي حزب سياسي، . شأنه في ذلك شأن نبيلة الرملي التي تراكم عمدة اكبر قطب حضري مع وزارة الصحة رغم ما راج و شاع عنها، في شهر مارس من هذه السنة، من ضعف التسيير و احتمال شبهات في صفقات، كمندوبة وزارة الصحة لجهة الدارالبيضاء. و ها هي تعود بترقية مهمة كوزيرة للصحة. و هنا، نتساءل هل المغرب لا يتوفر على طاقات و كفاءات بشرية غير هؤلاء السوبيرمانات الذين يجمعون بكل هذه المناصب، فهاهم مستشارون، برلمانيون، رؤساء جماعات و بلديات واقاليم و جهات و وزراء…. الم يكن احرى بتكليف شخص واحد بمهمة واحدة حتى يتسنى له التركيز فيها و اعطاء الفرصة لبروز كفاءات جديدة؟. كنا نظن، كما روجوا خلال الحملة الانتخابية، ان حزب الاحرار خزان لا ينضب من الاطر الوزارية و لكن ظهر بانه ليس كذلك. حزب الاصالة و المعاصرة، في شخص رئيسه، اتبث انه مستعد لتغيير قراراته و مبادئه المعلنة في رمشة عين اذا ما كان المقابل هو الاستوزار. اما حزب الاستقلال فيظهر بملامح الغائب الحاضر في هذه الحكومة بحيث لم تظهر شخصية الحزب في وزراءه المعينين. تساؤل اخير هو كيف يعقل ان يكون لوزير في الحكومة المغربية جنسية فرنسية او اسبانية ؟ فلمن سيكون ولاء هؤلاء الوزراء؟ هذ الوزراء لاعبين "دوبل فاس"، و خصوصا في هذه الظرفية المشحونة مع الجارة اسبانياو مع فرنسا. كان يجب ان يكون من شروط الاستوزار التنازل على الجنسية المزدوجة ؟ لانه ، مثلا، كيف سيتعامل هذا الوزير مع قرار فرنسا في تقليص عدد التأشيرات ؟ على كل حال نحن ننتظر الوعود و بالارقام التي و عدوا بها و نتمنى ان يحققونها. و لكن العبرة لماذا لا نلغي الانتخابات و البرلمان و نكتفي بحكومة موظفين؟.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك