أنتلجنسيا المغرب:فهد الباهي/م.إيطاليا
في نداء ناري بمناسبة فاتح ماي، وجه
حزب النهج الديمقراطي العمالي مدفعيته الثقيلة نحو واقع اجتماعي وصفه بالمخنوق،
حيث تزداد البطالة انتشارا وتتسع رقعة هشاشة الشغل في ظل ارتفاع جنوني لأسعار
المواد الأساسية، يقابله جمود قاتل في الأجور والمعاشات والمداخيل، ما اعتبره
الحزب انقلابا صريحا على القدرة الشرائية للمواطنين المغاربة وعلى كرامتهم
الاقتصادية.
ولم يوفر الحزب اليساري في بيانه
انتقاداته لسياسات الدولة التي اعتبرها مرتهنة لمنطق الربح، مشيرا إلى تفكك منظومة
الخدمات الاجتماعية من تعليم وصحة وسكن، بفعل زحف متواصل للخوصصة التي تضع الربح
فوق المصلحة الشعبية، ما جعل من الفقراء أكثر فقرا ومن الأغنياء أكثر ثراء في مشهد
وصفه الحزب بغير العادل وغير المقبول اجتماعيا.
الهجوم على الحقوق النقابية كان بدوره
في صلب الرسالة، إذ ندد الحزب بما سماه قمعا ممنهجا من طرف السلطة والباطرونا ضد
العمل النقابي، من خلال منع تشكيل المكاتب النقابية وطرد مناضليها وعرقلة تسليم
وصولات الإيداع، في تجاوز صارخ للقوانين، ودعا إلى إلغاء الفصل 288 من القانون
الجنائي وإسقاط القانون الجديد الذي يكبل الحق في الإضراب.
النهج العمالي لم يخف رفضه لما وصفه
بمخططات تدميرية تستهدف مكتسبات الشغيلة، وعلى رأسها قوانين التقاعد المعدة على
مقاس الباطرونا، والمراجعة التراجعية لمدونة الشغل، معتبرا إياها محاولة مكشوفة
لضرب الوظيفة العمومية وخوصصة ما تبقى من القطاع العمومي.
أما الحوارات الاجتماعية، فاعتبرها
الحزب مجرد مسرحيات موسمية تهدف لتقديم الفتات للعمال مقابل تمرير مشاريع
استراتيجية للرأسمال، مؤكدا أن الغاية منها هي فرض الخنوع الطبقي وتأبيد استغلال
العمال وسط صمت سياسي وتواطؤ نقابي في بعض الحالات، ما يجعل فاتح ماي هذه السنة
مناسبة للاحتجاج أكثر من الاحتفال.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك