أنتلجنسيا المغرب:elbaz
خلال لقاء حزبي بجماعة سيدي يحيى زعير، التابعة لعمالة الصخيرات تمارة، حضره عدد من قيادات الحزب والمنتخبين المحليين، اختار بركة أن يمرر رسائل تتجاوز حدود التنمية المحلية.
حديثه عن مشاريع الطرق، وفك العزلة، وربط المناطق بالبنيات التحتية الكبرى، جاء محاطًا بخطاب سياسي مركب، يعكس رغبة في تموقع جديد ضمن خارطة السلطة.
تصريحات بركة حول استيراد المواشي والأسعار الملتهبة للأضاحي حملت أكثر من دلالة.
فهي ليست فقط انتقادًا لتدبير ملف ظرفي، بل هجومًا محسوبًا على من يعتبرهم "مستفيدين من دعم الدولة دون وجه حق"، رغم الإعفاءات الجمركية وإلغاء الضريبة على القيمة المضافة.
هذه الإشارة المباشرة، تعيد طرح سؤال شفاف: من يحكم فعليًا سوق الغذاء في المغرب؟ ومن يحمي جيوب المواطن، إن لم تكن السياسات العمومية قادرة على ضبط المضاربين؟
في المقابل، حرص بركة على الترويج لمجموعة من المشاريع الطرقية الكبرى التي ستعرفها عمالة الصخيرات – تمارة، مثل تثنية الطرق الإقليمية والوطنية، إنجاز منشآت فنية، وتطوير الربط السككي، ما يشي برغبة في تقديم الحزب كفاعل تنموي قبل أن يكون سياسيًا.
لكن المتابعين يرون في هذا الدفع نحو البنية التحتية محاولة لفرض "الشرعية الميدانية"، وبناء رصيد انتخابي صلب قبيل أي إعادة ترتيب للمشهد.
وفي لحظة مفصلية من اللقاء، استحضر زعيم الاستقلاليين قضية الصحراء المغربية، مؤكدًا أن سنة 2025 ستكون سنة الحسم الدولي، مستعرضًا اعترافات دول كبرى مثل الولايات المتحدة، فرنسا، وإسبانيا بمغربية الصحراء.
هذه الإشارة الذكية كانت بمثابة تجديد الولاء لمواقف الدولة، وتأكيد على أن الحزب حاضر ليس فقط في المعارك الداخلية، بل أيضًا في الملفات السيادية الكبرى.
يبدو أن نزار بركة لا يكتفي بالعودة إلى المشهد من باب التدبير الحكومي، بل يخطط بصمت للعودة القوية إلى موقع التأثير بخطاب محكم، ونقد محسوب، ومشاريع جاهزة للتنفيذ، يعيد الحزب ترتيب أوراقه، واضعًا عينه على المرحلة المقبلة، حيث لا يكفي الولاء، بل يُشترط الوزن الحقيقي في الميزان السياسي.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك