أنتلجنسيا المغرب:حاوره فهد الباهي
أجرينا هذا الحوار مع الأستاذ "عبدالله بوفيم" المؤلف المعروف والذي ألف 22 إثنان وعشرون كتاب، أولها سنة 2016 كان تحت عنوان : " هكذا سنحول بلدان المسلمين لتصبح مروجا وأنهارا " وأخر هذه الكتب لحد الساعة بعنوان " كذبة نظرية النسبية لأينشتاين "، في إنتظار المزيد من المؤلفات والأبحاث ، وكان للأستاذ والباحث "عبدالله بوفيم" مجموعة من النظريات والمقترحات لأجل محاربة الجفاف في مجموعة من المؤلفات،
إستغلينا هذه الفرصة لطرح مجموعة من الأسئلة في هذا الحوار الخاص مع أنتلجنسيا، من بينها عمليات الإستمطار، وأيضا دفع السحب بواسطة الدراونات...
كما أعطي "بوفيم" رأيه في ما يتعلق بالتخلف هذه السنة عن الإحتفال بشعيرة عيد الأضحى ، نظرا للظروف التي يعيشها القطعان .
وهذا نص الحوار الكامل مع الأستاذ والمؤلف " عبد الله بوفيم " .
1- ما هي أسباب ندرة التساقطات المطرية في المغرب لعامها السابع على التوالي في المقابل نجد تساقطات مطرية مهمة في باقي بعض الدولة ؟؟.
الله عز وجل لم يخلق شيئا عبثا بالمرة، فوجود المغارات في الجبال والهضاب ليس عبثا أو سفها، بل خلقت لتقوم بأدوار جد مهمة. كل مغارة يمكن أن تكون قد تشكلت في آلاف السنين، لتقوم بدور المضخة للبحيرات الباطنية العملاقة التي اعطتنا على مدار القرون أنهارا دائمة الجريان، لكن من يسمون أنفسهم مهندسي الماء، لا يبحثون في مجال الماء الباطني ولا يسألون عن مصدر ذلك الماء الباطني وكيف يتزايد؟ وكيف يجري في باطن الأرض؟ وماهي العوامل التي تتحكم في زيادته وحركته؟ .
يظن مهندسو الماء أن الماء الباطني يكون في ما يشبه الإسفنج من الصخور الرملية ونحوها والحقيقة أن الماء الباطني يكون بين الطبقات الصخرية في مكان الطبقات الهشة التي أذابها والتهمها الماء على مدار القرون، فأصبح الماء يحل مكان تلك الطبقات الهشة التي قد تكون من قبل طبقات ملحية أو طبقات هشة عامة.
بما أن الماء لا يمكنه أن يخرج من قنينة بسعة ربع لتر، ما لم تفتح سدادتها ولو أحدثنا في أسفلها عشرة ثقوب بإبرة صغيرة، فكيف سيخرج الماء في بحيرة باطنية عملاقة يمكنها أن تبلع ماء كل سدود المغرب ولن تمتلئ، من غير وجود مغارة تسمح بدخول الهواء الذي سيسمح للماء بالحركة في الفرشات الباطنية، ليخرج إلينا في الآبار وفي العيون الجارية على سطح الأرض؟
المغارات في قمم الجبال والهضاب لم يخلقها الله عز وجل عبثا بل لها أدوار جد مهمة، أولها هو أنها تستمطر السحب بفعل خروج الهواء الساخن من أعماق الأرض، محملا ببخار الماء والمعادن الأخرى في قمم الجبال والهضاب عاليا، قرب مستوى السحب تقريبا، ثم يمنع ذلك الهواء الساخن تشكل البرد الذي يقضي على الزرع والغرس وعلى كثير من مخلوقات الله عز وجل التي لا تلوذ في باطن الأرض.
غلق المغارات في قمم الجبال والهضاب منع تلقيح واستمطار السحب طبيعيا وبالتالي لابد من اللجوء لما يسمونه التلقيح الاصطناعي وهو بالطبع جد مكلف وقد يستغل من طرف البعض لمنع تلقيح السحب بصب بعض الغازات التي تمنع تلقيح السحب وتمنع نزول المطر.
لحل مشكلة الماء في المغرب أو أي دولة عربية أو اسلامية، يكفي فتح كل المغارات المغلقة في الجبال والهضاب، ليخرج الماء جاريا في العيون وفي الآبار، لأن شح الماء في بلدان العرب سببه الأول هو غلق المغارات بالإسمنت والحجارة ومنع الهواء عن البحيرات الباطنية، وحالنا هو تماما كمن أغلق (حصار) الماء في منزله ويشتكي من انعدام الماء.
فتح المغارات سيمكن البحيرات الباطنية من بلع ملايير الأمتار المكعبة من الماء في كل جريان للأودية، لأن في كل وادي موسمي مواقع فيها رمل وحصى، تلك المواقع هي بلاعات طبيعية تبلع نصيبا من حمولة الوادي لتضخها للبحيرات الباطنية.
2- هل يمكن أن توضح لنا فكرة بناء 10 بتكلفة مالية لسد واحد..وهل من حلول لتنظيف السدود الممتلئة بالوحل ما يساهم في عرقلة تجميع كمية مياه أوفر وأكبر ؟؟
بتكلفة سد واحد يمكن وبكل سهولة وبحلول أبدية مستمرة فعالة تحقيق حقينة أكثر من 10 سدود مخزنة مصفاة مؤمنة وموزعة على مساحات شاسعة بصفر درهم، بعد فتح المغارات التي ستنشط البلاعات الطبيعية التي في قلب وجنبات الأودية، يمكن وبكل سهولة خلق بلاعات اصطناعية في قلب الأودية في المواقع الصلبة فيها، لضخ مزيد من الماء للبحيرات الباطنية حيث سنحفر آبار في قلب الأودية على فرشات مائية، ثم ندعم تلك الآبار جيدا، لحين بلوغ الطبقات الصلبة ونجعل في سطحها مصفاة طبيعية بسيطة، ليملأ البئر بالماء أثناء جريان الوادي، فيضغط الماء على تلك الفرشة المائية المارة بطبيعة الحال في طبقة هشة بين طبقتين صلبتين، لتتوسع تلك الفرشة المائية وتضخ لباطن الأرض مزيدا من الماء العذب.
يمكن أيضا وبكل سهولة ضخ ماء المدن لباطن الأرض بنفس الطريقة مع نظام تصفية بسيط للغاية يمكن من دخول الماء للآبار في قلب الشوارع والأزقة بعد دقائق من نزول المطر حيث يغسل المطر الشوارع والأزقة والأسطح من كل الشوائب والزيوت ونحوها، ليدخل الماء بعدها لباطن الأرض يغذي الفرشات والبحيرات الباطنية.
لقد سبب التنقيب عن المعادن في بعض الأحواض المائية تغوير الفرشات المائية، لذلك لابد من حل المشكلة بحلول سهلة وبسيطة وغير مكلفة وقد فصلت كل هذه الأمور في كتابي الأول الذي نشرته بداية شتنبر من سنة 2016 الذي يحمل الإهداء للملك محمد السادس حفظه الله بمناسبة كوب 22 بمراكش.
3- هل توجد في المغرب بحيرات جوفية يمكن أن يستفيد منها المغرب بصفة عامة والصحراء لسقي الواحات وباقي المستلزمات بصفة خاصة ؟؟.
نعم في المغرب بحيرات باطنية عملاقة بالعشرات و المئات وربما الآلاف، الواحدة منها يمكنها أن تبلع كل سدود المغرب، بدليل أن المغرب يعرف سنوات متتالية من الجفاف تصل لعشرة سنوات ورغم ذلك يستمر الماء وافرا في الآبار، بل وتجري الأنهار بالماء رغم توالي سنوات الجفاف، فلم نعرف جفاف الأنهار الدائمة التي يخرج ماؤها من البحيرات الباطنية إلا بعد أن ثم إغلاق كل المغارات المهمة في الوطن مؤخرا.
4- ما رأيكم في فكرة تخصيب السحب إن صح التعبير ، أو ما يطلق عليها عمليات الاستمطار بالطرق الحديثة ؟؟
فكرة تخصيب السحب لو فتحنا كل المغارات المغلقة، الكبيرة منها التي أغلقت إبان الحماية الفرنسية، تحت ذريعة منع المقاومين من اللجوء إليها، ثم المتوسطة التي أغلقت منتصف التسعينيات تحت ذريعة منع الإرهابيين من الاختباء فيها والصغيرة التي أغلقت مؤخرا تحت نفس الذريعة، علما أنه يمكن غلق المغارات بالسياجات أو حتى بالإسمنت المسلح مع ترك عدة متنفسات مربعة في حدود 30 سنتمتر، تسمح بدخول الهواء وخروجه لكي تقوم البحيرات الباطنية بمهماتها. أول مهمات المغارات هي تخصيب السحب واستمرارها. حين تفتح جميع المغارات سيكون تخصيب السحب اصطناعيا كمن يحمل حليبا مصنعا لمن يملك بقرة حلوبا، فهو في غنى عن الحليب المصنع، لأنه يملك الحليب الطبيعي والجيد.
5- جهات تتهم علماء مختصون يقومون بعمليات دفع الغمام ومنعها من دخول المغرب بهدف إستمرار الجفاف ومن تم ينتشر الفقر ويتخلى الفلاحون عن أراضيهم وبيعها بأثمنة بخسة وزهيدة خدمة لجهات معينة..ما رأيكم في هذه الإشاعات ، هل حقيقة تتطابق مع العقل والعلم ؟؟ .
نعم صحيح ومؤكد فالشعب والمهتمون بالطقس معظمهم أصبح يستغرب كيف يسقط المطر على المحيط الأطلسي ابتداء من سواحل المغرب ولا يدخل المطر للبر المغربي، ثم إن طائرات صغيرة مخصصة لاستمطار السحب، كلما جالت حول السحب كثيرا، كلما زالت تلك السحب ليبقى مكانها دخان أبيض يقول البعض أنه غاز الكيمتريل الذي يصب لمنع استمطار السحب.
6- ما رأيكم في تصدير المغرب 180 مليون لتر من الماء لأوروبا عن طريق فاكهة الأفوكا فقط دون الحديث عن باقي الفواكه والخضر ؟؟
المغرب أصبح فعليا يستورد الماء، لأن الدولة التي تستورد الطاقة وتستورد محطات التحلية، فهي تستور الماء حقيقة لأنها لا ماء لها بدون الطاقة وبدون محطات التحلية وقطع غيارها، بالتالي فالمغرب أصبح في قبضة الدول المهيمنة يمكنها أن تفرض عليه أي قرار خطير ولن يستطيع المغرب دولة وشعبا إلا الإذعان. الذي يستورد ماءه لا يمكنه الاعتراض لأن مصيره بين يدي الآخرين. تصدير المغرب للماء في الأفوكادو هو تغطية على استيراد المغرب للماء للشعب والفلاحة. الدولة التي تنتج الكماليات لتصدرها وتستورد الأساسيات من القمح والشعير والقطاني ثم تستورد الماء دولة في مهب الريح يمكن تمزيقها في غضون أشهر قليلة من قبل حلف الكفار، لو تآمروا عليها لتقسيمها خدمة لمصالحهم بالطبع.
7- ما هو رأيكم في السياسة التدبيرية للحكومة لأجل الحفاظ على الماء بقطعه بين الفينة والاخرى في المدن وعن الحمامات ومغاسل السيارات إلخ .
الحكومة تعلم أنها لو فتحت المغارات المغلقة في الجبال و الهضاب، لحققت الاكتفاء المائي للمغرب مدنا وقرى، جبالا وسهولا وصحارى، لكن هاجس بيع ماء البحر للشعب ورهن مستقبل الشعب والدولة للخارج، يمنعها حاليا من حل مشكلة شح الماء بأقل من 10 في المائة من المبالغ المرصودة للماء.
كلمة أخيرة ومفتوحة مع أو ضد الإحتفال بشعيرة عيد الأضحى في ظل الأزمة التي تعيشها القطعان بمختلف أنواعها في ظل أزمة ندرة المياه ؟؟
الدولة التي يعجز أكثر من ثلثي الأسر فيها عن شراء خروف العيد يجب عليها احتراما لهم أن تمنع أضحية العيد، لكي ليخرج الفلاحون الخرفان المدخرة للعيد فيجد الجزارون ما يذبحون، ليقل ثمن اللحم نسبيا ثم ليحافظ الشعب على القطيع نسبيا، أما الدولة التي لا تراعي شعبها ولا ترفع عنه الحرج مع الأطفال فإن الشعب مؤكد سيسبب الحرج للدولة حين تكون في أمس الحاجة إليه.
هذه ورقة تعريفية عن "عبدالله بوفيم" الأستاذ الباحث والمؤلف لـ 22 كتاب، مسار حافل بالتجارب الميدانية، وهذا الأستاذ عبد الله أمامكم كتاب مفتوح .
جوابا على سؤالكم عن شخصي، أقول بأني بدوي ولدت في البادية جنوب مدينة سيدي افني بمنطقة أمالوا جماعة مستي اقليم سيدي افني، في مناخ رطب يغلب عليه الضباب طيلة السنة تقريبا، لأن الدوار مطل على المحيط الأطلسي مباشرة ولا يفصله عن المحيط إلا نزول هضبة للبلوغ إليه في حوالي نصف ساعة من الزمن.
تلقيت تعليمي الأولي بمسجد الدوار كغيري من ابناء البوادي في المغرب وكنت من المحظوظين الذين بدأوا تعليمهم الابتدائي الذي فتح لأول مرة قرب الدوار في موسم 77/78 ثم انتقلت لمقر القيادة بمستي حيث أكملت التعليم الابتدائي ومنها لسيدي افني، لكن بعمر 14 سنة تقريبا اصبت بالشلل التام بفعل مرض الروماتيزم، الذي استمر معي لخمس سنوات متواصلة، لم استطع خلالها الجري ولا اللعب، ما جعلني اعكف على المطالعة وقراءة الكتب الدينية خاصة المتواجدة في خزانة والدي الفقيه، من كتب الفقه والسيرة والحديث والتفسير، ثم بعد أن طالعتها كلها تقريبا أصبحت اكتري القصص والروايات والكتب الصغيرة من مكتبة الكتب المستعملة القريبة من منزلنا بسيدي افني بنصف درهم لليوم وكنت مرغما على إنهائها في اقل من نصف يوم، وكانت المطالعة هي الملاذ الوحيد لي لأن مشاهدة التلفاز حينها كان ممنوعا علينا نحن الأطفال.
حصلت على البكالوريا علوم تجريبية يونيو 1990 ثم انتقلت لكلية الحقوق بجامعة القاضي عياض بمراكش، حيث حصلت على الإجازة في القانون العام سنة 1995 وكانت المرحلة الجامعية بحق مرحلة المطاعة أكثر وأكثر حيث لم يكن يمر علي يوم دون قراءة كتاب في شتى المجالات، حيث كنت أيضا اكتريها من مكتبة صغيرة للكتب المستعملة بشارع علال الفاسي بمراكش، مقابل تسديد ثمن كتاب واحد في البداية ثم كراء الكتب الأخرى بدرهم أو درهمين لكل كتاب يوميا.
رجعت لمدينة سيدي إفني حيث عكفت على كتب التاريخ والفلسفة في خزانة البلدية وأحيانا انتقل للبادية أمكث فيها أياما وأسابيع أحيانا أمارس ما يمارسه أهل البوادي من الحرث والغرس وجز الصوف وغيره ونافست أهل البوادي في أنشطتهم وتفوقت عليهم في ذلك ولله الحمد.
لقد وهبني الله رب العالمين حب الفلاحة فلم يحدث ولله الحمد أن غرست شيئا أو حرثا ولم يثمر ولم ينتج، بل كان ما اغرسه مميزا عما يغرسه غيري، لأني كنت أثناء الغرس أو الزرع أردد تلقائيا (سبحان الحي الذي لا يموت) وهذه الجملة مفتاح الخير في المجال الفلاحي شرط عدم العدوان على مخلوقات الله عز وجل وشرط عدم منع المحتاجين من جني ما يحتاجون من الغلال.
انتقلت سنة 1997 لمدينة الداخلة حيث عينت مفوضا قضائيا وكان حينها يسمى العون القضائي، لكن ظروف المنطقة لم تسمح وبقيت هناك لسنة ونصف كنت فيها احصل على الكتب من مكتبة وزارة الثقافة وهي بحق مكتبة غنية جدا والمسؤول عنها كان بحق مهتما بالعلم نشيطا.
رجعت لمدينة سيدي افني ثم لمسقط رأسي من جديد وبقيت فيه الى حدود سنة 2000 حيث امتهنت الكتابة العمومية لسنة في سيدي افني وفي سنة 2001 انتقلت لمدينة كلميم حيث ما أزال وفي سنة 2008 حصلت على رخصة لنشر وتوزيع جريدة ورقية باسم جريدة الوحدة وبالفعل باشرت نشرها وتوزيعها مدة من الزمن وفي سنة 2012 فتحت موقعا الكترونيا باسم alwahda.info واستمر الموقع إلى حدود سنة 2016 وأغلقته نهائيا. انشغلت بنشر الكتب وتوزيعها بدل الجريدة الإلكترونية مند منتصف سنة 2016 فكان أول كتاب لي بعنوان (هكذا سنحول بلدان المسلمين لتصبح مروجا وأنهارا) نشرته في بداية شتنبر من سنة 2016 وواصلت نشر كتبي الكترونيا بعد الحصول على الإيداع القانوني الالكتروني لكل كتاب من المكتبة الوطنية بالرباط، حتى نشرت الكتاب الثاني والعشرين الذي بعنوان (كذبة نظرية النسبية لإينشتاين).
بارك الله في جهودكم أستاذنا الفاضل.