احتكار الطاقة بالمغرب..عندما تتحول السياسة الطاقية إلى حكر على شركة واحدة

احتكار الطاقة بالمغرب..عندما تتحول السياسة الطاقية إلى حكر على شركة واحدة
سياسة / الأربعاء 22 يناير 2025 13:30:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:أبو فراس

أكدت النائبة فاطمة الزهراء باتا، عضو المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، المحسوب على المعارضة البرلمانية، أن قطاع الطاقة بالمغرب يواجه تحديات عميقة تهدد تنافسيته وتفتح المجال أمام الاحتكار.

جاء ذلك خلال اجتماع لجنة البنيات الأساسية يوم الثلاثاء 21 يناير 2025، الذي حضرته وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، حيث انتقدت باتا سيطرة شركة واحدة، وصفتها بـ"الشركة الزرقاء"، على قطاع المحروقات وإرساء هيمنة مشابهة على سلاسل إنتاج وتوزيع وتسويق الغاز.

وقالت ذات المتحدثة، إن هذه الشركة لم تكتفِ بالهيمنة على المحروقات، بل أضحت تستحوذ أيضًا على صفقات حيوية، أبرزها صفقة بقيمة 2.4 مليار درهم متعلقة بالفيول الموجه لإنتاج الكهرباء، فضلًا عن صفقة تحلية المياه بمحطة الدار البيضاء. وتساءلت باتا عن مستقبل القطاع الطاقي في ظل هذا الوضع الاحتكاري، وعن مدى تأثير ذلك على مشاريع الهيدروجين الأخضر التي تسعى المملكة لتطويرها.

كما أوضحت، أن "عرض المغرب" للهيدروجين الأخضر يُعد خطوة طموحة نحو تحقيق أهداف طاقية وبيئية، تستهدف إنتاج حوالي 3 ملايين طن بحلول 2030، ما يعادل 4% من الطلب العالمي. لكنها شددت على أن تحقيق هذا الطموح يصطدم بغياب إطار تشريعي واضح ينظم الاستثمار في هذا المجال.

باتا لم تتردد في إثارة تساؤلات حادة حول السند القانوني لمنشور رئيس الحكومة المتعلق بالهيدروجين الأخضر. إذ أوضحت أن المنشور يقدم إعفاءات ضريبية وتدابير تمويلية دون المرور عبر القنوات الدستورية المعنية، بما فيها المجلس الحكومي. واعتبرت هذا التجاوز دليلًا على غياب الشفافية في إدارة هذا الملف الحيوي.

وأبرزت النائبة أن القطاع يواجه عدة تحديات، منها صعوبة تقدير الطلب العالمي المستقبلي على الهيدروجين الأخضر، ضعف التكنولوجيا المتاحة، ارتفاع التكاليف المالية، ونقص إمدادات المياه عالية الجودة الضرورية للإنتاج. هذه العوامل، برأيها، تضاعف العقبات أمام تحقيق أهداف السياسة الطاقية الوطنية.

التساؤلات التي طرحتها باتا تعكس قلقًا عميقًا من اختلالات هيكلية تضرب القطاع الطاقي بالمغرب، في وقت يفترض أن يكون هذا القطاع قاطرة للتنمية الاقتصادية والاستدامة البيئية. استمرار الوضع الحالي قد يعرقل تحقيق الأهداف الطاقية الطموحة التي أعلن عنها المغرب، ويضعف قدرة البلاد على المنافسة في الأسواق العالمية للطاقة النظيفة.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك