سياسة / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:
انتلجنسيا مغربنا 1-Maghribona 1
أصدرت "التنسيقية المغربية لقدماء المعتقلين الإسلاميين"، بيانا توضيحيا عنونته بـ"بيان لمن يهمه".
وجاء في البيان الذي توصلت الجريدة بنسخة منه، أن التنسيقية المذكورة، أقدمت على إصدار بيانها التوضيحي، رفعا لكل لبس وغموض محتمل حول قضية منتسبيها.
وأعلنت التنسيقية في بيانها، عن تشبثها بالهوية الوطنية، مشيرة إلى أن غرضها التعبير الجماعي، الرامي إلى المطالبة بحقوق أعضائها.
وهذا النص الكامل للبيان كما توصلت الجريدة بنسخة منه:
بيان توضيحي
سعيا منا لرفع اللبس والغموض المحتمل بخصوص قضيتنا التي نعتبرها عادلة ومن أجلها ثم التأسيس لهذه التنسيقية والمتمثلة في الدفاع عن قضيتنا والتأكيد على التشبث بهويتنا الوطنية ، نعلن نحن ضحايا الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، المنخرطين في " التنسيقية المغربية لقدماء المعتقلين الإسلامين" بأن الغرض من هذا البيان يتمثل في التعبير عن موقفنا الجماعي الرامي إلى المطالبة بحقوقنا المشروعة لدى الجهات المختصة ببلادنا حتى لا نتهم بالتحامل على مؤسسات البلاد الحقوقية والجهات السياسية صاحبة القرار بشأن حقوقنا، آملين أن يغلب العقل على الانفعال، والعدل على الانتقام، والمصلحة الوطنية على الحسابات السياسوية الضيقة و الغير المجدية، خاصة وأننا نعيش في سياقات إقليمية ودولية وضعت فيها دول أمام اختبار للتاريخ وأمام أطماع الطامعين والغلاة من قوى اليمين القومي والديني المتنامي في أوروبا والعالم، قوى صاعدة تبحث عن قضايا من أجل اتخاذها ذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة، وهذا ما لن نرضاه لبلادنا، ونتمنى من ذوي الحكمة والعقول الرشيدة النظر الحصيف، لتغليب كل ما يساهم في جمع لحمة الأمة المغربية بكل مكوناتها ، و أن لا تعطى الفرصة مجانا لخصومها للصيد في الماء العكر.
كما نذكِّر أن توجهنا إلى مؤسسات البلاد الحقوقية وإلى الجهات السياسية ذات الاختصاص ينسجم مع تقليد وممارسة ومبدأ القانون الدولي، و يتعلق بمبدأ استنفاذ الإجراءات الوطنية قبل اللجوء إلى الهيئات الحقوقية العالمية والأممية إذا لم نجد، لا سمح الله، تجاوبا مرضيا وواقعيا يحفظ حقوق وكرامة الجميع على الأقل يحفظ ماء الوجه
ونحن إذ نوجه اليوم هذا البيان التوضيحي ونأكد عليه ، فقد سبق لنا أن طرقنا باب مؤسسات حقوقية للتعريف بقضيتنا و عرض مطالبنا المشروعة بدون جدول زمني أو طرح تفاوضي، فإنه لازال يحذونا الأمل أن هناك فرصة تاريخية وسياسية للاستدراك والتعامل الإيجابي والبناء بهذف تحقيق مطالبنا المشروعة، من حيث اعتبار قضية اعتقالنا وسجننا لسنوات "قضية سياسية"، وأن الاعتقال كان تعسفيا وأن المحاكمات إفتقرت لكل شروط المحاكمة العادلة والضمانات الحقوقية التي أوجبتها المعاهدات والمواثيق الأممية ذات الصلة، وأننا تعرضنا خلال اعتقالنا لأبشع صور التعذيب الجسدي والنفسي والاجتماعي والأسري، و كذا الحط من الكرامة الإنسانية التي كان من الواجب صيانتها كما حرمت ذالك كل الشرائع السماوية والاتفاقيات الدولية، وعلى رأسها شريعة وأحكام ديننا الحنيف.
وبناء على ما سلف ذكره، نأكد على التشبث بمظلوميتنا وأن سجننا لسنوات كان اعتقالا سياسيا وتعسفيا من جميع الجوانب، وحيث إن القانون الدولي ومعاهدات جنيف والبرتوكولات ذات الصلة في مثل هذه الحالات وميثاق الأمم المتحدة و القرارات والتوصيات الحقوقية الأوروبية والدولية واجتهاد الفقه، كلها أجمعت على حرمة المس بكرامة الإنسان ظلما وهضما والحط منها وتعريضه للاختطاف والاعتقال التعسفي والتعذيب، كما أنها ألزمت الحكومات والدول المسؤولة على مثل هذه الممارسات والتجاوزات القانونية والحقوقية، بجبر الضرر وتعويض الضحايا ماديا ومعنويا و توفير عناية طبية خاصة على نفقة الدولة، يستفيد منها الضحايا وذويهم في حالة الوفاة داخل أو خارج السجون بسبب ما تعرضوا له من تعذيب وإهمال طبي، وتمكين من غادر السجن من الاندماج في المجتمع والمساهمة في ازدهاره وتطويره كمواطن فاعل في النسيج المهني والخدماتي والاجتماعي.
إننا إذ نثمن التفاعل الإيجابي لبعض الجهات مع قضيتنا ومطالبنا خلال بداية مسيرة تنسيقيتنا، فقد تم على الأقل الاستماع إلينا وتقاسم مآسينا ومعاناتنا اليومية بعد مغادرة السجن ونحن نحمل معنا ذكريات مريرة وإعاقات وأمراض مستديمة طويلة المدى وتعشش في الذاكرة لن تمحى ولن تنسى بسهولة، فإننا بالموازاة مع ذالك نأمل ونرجو بأن يعلم الجميع بما فيهم المؤسسات الحقوقية والجهات السياسية المسؤولة ببلادنا، بأننا لا نحمل حقدا ولا ضغينة لأحد، وأننا إذ نتمسك بمطالبنا وحقوقنا المشروعة بنفس الصبر والاحتساب والإصرار على عدالة قضيتنا وسماحة مواقفنا الفكرية والسياسية والدينية خلال مرحلة السجن، فإننا مصممون على الاستمرار بنفس الروح التي واجهنا بها مراحل الاعتقال والتعذيب في غياهب المعتقلات السرية و المؤسسات السجنية الرهيبة إلى أن كتب الله لنا الحرية من جديد لنساهم في بناء وطننا، وصيانة كرامتنا وإنجاح مصالحة حقيقية لا غالب فيها ولا مغلوب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك