إلى منتقدي الحركات الإسلامية..في الحاجة إلى ضوابط أخلاقية ومعرفية

إلى منتقدي الحركات الإسلامية..في الحاجة إلى ضوابط أخلاقية ومعرفية
... رأي / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:

بقلم:نور الإسلام بن عباس نقد الإطار المعرفي المحرك لتجربة "الإسلام السياسي" مهم، بل ضروري وواجب. لكن هذا النقد لا بد من أن ينضبط بأخلاقية معرفية مركزية، تقوم على: - الفكر في جانب كبير منه هو نتاج الواقع التاريخي، الاجتماعي والسياسي ...الخ، وبهذا فتنزيل كليات الإسلام إنما يرتبط بمدى فهم المنظّر للواقع الذي يعيشه. - الواقع الذي يعيشه الإنسان لا يتكشف دفعة واحدة، بل عبر مراحل، يمكن للواحدة منها أن تجاوز عمر الكثير. - إدراك ذلك الواقع بتمامه يحتاج إلى النظر إليه عند نهايته، أو استشراف تلك النهاية. - إدراك الواقع في الحالتين عملية اجتهادية، ثم اسقاط الكليات الإسلامية عليه هو الآخر عملية اجتهادية. - يخضع النقد إلى ما نسميه في علم اجتماع المعرفة ب "الممكن المعرفي"، أي حدود المفكر فيه خلال زمن فكري ما، وبمقارنة بسيطة بين المنتج العلمي في العلوم الإنسانية والاجتماعية (علوم الواقع) خلال قرن من الزمن، سيظهر لنا الفارق المهول في مساحة إدراك الواقع، والاطلاع على النظريات الكبرى والصغرى والأعمال النقدية ونقد النقد، ونقد نقد النقد...الخ كفيل بإدراك هذه الحقيقة... = ثروة علمية هائلة ننعم بها اليوم. - الرغبة في التغيير والفعل: فالرغبة في تغيير الواقع (وهي الهدف في الأنموذج الإسلامي) تجعل المفكر الحركي يخضع لضغط لا يشعر به المفكر الناقد الساكن. لا يعني هذا رفض النقد، بل هو واجب وضروري، وإنما لا بد، ومن خلال النقاط السابقة، تنمية خلق التواضع عند ناقد تجربة الإسلام السياسي، تواضع يعقل من خلاله الناقد عدم تميزه بالضرورة عن ذلك الذي عاش في ثلاثينات وأربعينات القرن العشرين وما بعدها، لأنه ببساطة ينظر إلى العالم بنظارات لم يحصل عليها غيره، ولو كان في مكانه فلربما - بلا ضرورة - وقع في نفس الأخطاء التي يأخذها على الحركي ... نقدك واجب، وفهمك ربما يكون أفضل من فهم ذلك الحركي، لكن لا تجعل من هذا بوابة للعجب والعلو، فأنت في النهاية محظوظ. لكل هذا لا بد أن يقوم النقد على المبدأ القرآني "ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا".

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك