لماذا رفضت إسرائيل مبادرة القسام؟

لماذا رفضت إسرائيل مبادرة القسام؟
... رأي / الجمعة 01 نوفمبر 2024 - 13:29 / لا توجد تعليقات:

مغربنا 1  أعلنت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس عبر ناطقها العسكري عن استعدادها الإفراج عن المحتجزيْن " نوريتي إسحق" و " يوكابد ليفشيتر" لأسباب إنسانية قاهرة ودون مقابل، حسب ما وصف الناطق باسم القسام في تصريحه؛ إلا أن هذه المبادرة قوبلت برفض إسرائيلي دون إبداء الأسباب، في وقت تواصل مئات من عائلات الأسرى لدى المقاومة بالتظاهر أمام مقر وزارة الجيش الإسرائيلي " الكرياه" في تل أبيب، مطالبين نتنياهو بالتنحي واعترافه بالفشل وإعادة أبنائهم في غزة حسب ما نشرت يديعوت أحرنوت أول أمس. فما السر في رفض إسرائيل استلام المحتجزيْن كما عرضت كتائب القسام؟ يمكن قراءة السلوك الإسرائيلي في إطار استراتيجي في محاولة من إسرائيل بإظهار أن المشكلة مع غزة أكبر وأعمق من قضية المفقودين والأسرى، وأنها لا يمكن أن تتعايش مع الوضع القائم في غزة بالشكل الذي كانت عليه الأوضاع قبل السابع من أكتوبر الماضي. من ناحية أخرى يمكن تفسير ذلك بأنه محاولة لعدم الوقوع في فخ استدراج المقاومة لإسرائيل في التعاطي مع ملف الأسرى المحجوزين لديها بشكل تدريجي، والتسليم بعدم إمكانية حل هذا الملف الا بالتفاوض. خاصة بعد إعلان الجيش الإسرائيلي عن تشكيل لجنة المفقودين والأسرى في وقت سابق. وينبع هذا التحليل من سلوك القيادة السياسية في إسرائيل التي لا تزال تكابر وتحاول إقناع الجمهور الإسرائيلي أنها تستطيع إحداث اختراق في هذا الملف بقتل المزيد من المدنيين في غزة وتدمير عشرات آلاف الوحدات السكنية وقطع الماء والكهرباء، وتنفيذ سياسة العقاب الجماعي للفلسطينيين. ويمكن قراءة ما جرى كإجراء طبيعي؛ لعدم إعطاء المقاومة بغزة الصورة الأخلاقية أمام العالم الذي حاول الاحتلال بكل ما يملك من أدوات إعلامية، ووكالات عالمية من تشويه صورتها وربطها بتنظيمات مثل داعش وغيرها. وقد سقطت وكالات عالمية في مستنقع هذا السلوك الإعلامي المضلل، في وقت تعلن فيه القسام أنها ستفرج عن المحتجزيْن لأسباب إنسانية. فيما يرى البعض أن ما حصل يعبر عن حالة الشرخ الداخلي الإسرائيلي بين الحكومة وجمهورها الذي يطالب بالإفراج عن المفقودين، فتأتي المقاومة بهذه المبادرة لتعمق هذا الشرخ وتزيد من حالة الانقسام الداخلي في المجتمع الإسرائيلي. ويمكن قراءة هذا الرفض الإسرائيلي في إطار قطع الطريق على حماس والمقاومة في غزة في محاولتها تخفيف الضغط الدولي عنها وكسب بعض التعاطف والتأييد لها في أهم ورقة تستخدمها إسرائيل في شيطنة غزة وتبرير كافة جرائمها ألا وهي قضية المفقودين والأسرى في غزة، وهذا يفقد إسرائيل شرعية عدوانها على غزة أو شرعية القسوة والاستخدام المفرط للقوة في معاقبة المدنيين في غزة على أقل تقدير. في وقت عبرت فيه جهات أمريكية ودولية عن قبولها بل ورضاها عن الخطوة التي أقدمت عليها كتائب القسام من إطلاق المحتجزتيْن الأمريكيتين وتسليمهما للصليب الأحمر الدولي بوساطة قطرية. برأيي ستبقى الأسئلة بشأن هذا الرفض مفتوحة، وستبقى التفسيرات لهذا الرفض مشروعة ما لم يصدر تصريح اسرائيلي رسمي يبين سبب هذا الرفض، ويمكنني التأكيد ختاماً أن غزة بمقاومتها كما فاجأت العالم بعملها الميداني في السابع من أكتوبر ما زالت تفاجئه بدبلوماسيتها النشطة وسلوكها الإنساني وتسجيل النقاط على قيادة العدو وإحراجه أمام الجمهور الإسرائيلي.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك