"خالد أوباعمر" يكتب:بناء قرى نموذجية هو الخيار الأمثل

"خالد أوباعمر" يكتب:بناء قرى نموذجية هو الخيار الأمثل
... رأي / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:

مغربنا1-Maghribona1 الخصوصية المحلية والثقافية لساكنة الجبال في الأقاليم المتضررة من الزلزال ليست مبررا للحيلولة دون بناء قرى نموذجية ولا يمكن الركوب عليها وتوظيفها لتبخيس الاراء والمواقف التي طالبت ببناء قرى نموذجية في إطار سياسة إعادة الإعمار التي أعلنت عنها الدولة وحددت غلافها المالي في 120 مليار درهم لمدة خمس سنوات. وجود قرى نموذجية لا يلغي الاعراف والتقاليد والعادات السائدة في تلك المناطق، كما أن ثقافة الجبل ستظل حاضرة بكل أبعادها في تلك القرى. الخطير هو إعادة إنتاج البؤس للحفاظ على مصالح الفاعل السياسي والحزبي الذي ينظر للجبل وفق منظور سياسي انتهازي يرى في ساكنة المناطق الجبلية التي تعاني من البؤس الاجتماعي كخزان أساسي من الأصوات الانتخابية التي يحتاج لها في الانتخابات الجماعية والتشريعية. نموذج  البناء الذي كان في المناطق التي ضربها الزلزال لم يعد صالحا على الإطلاق في ظل تصنيفها كمناطق زلزالية من طرف الخبراء في المجال، وهو الأمر الذي يستوجب الاشتغال على بناء قرى نموذجية تراعى فيها مصالح وحقوق الأجيال المقبلة. الأرياف الجبلية في كل مناطق العالم، وفي بعض المناطق عندنا في شمال المغرب تغري بالعيش فيها، بسبب جمالية المنازل المبنية فيها وفق معايير هندسية تنسجم مع طبيعة الجبل، وبسبب توفرها على بنيات تحتية جيدة من طرق وإنارة عمومية ومدارس ومستوصفات وشبكات الماء الصالح للشرب. هناك توجهات تخترق المجتمع تحمل أفكار رجعية لا تنسجم مع طبيعة المرحلة التي يمر منها المغرب حاليا وتتعامل مع أغلب المبادرات بمنطق استئصالي أو وفق نظرية المؤامرة. المطالبة بالاجلاء المؤقت للمتضررين من الزلزال في المقال الذي نشرته قبل بلاغ الديوان الملكي الذي حدد نوعية المساعدات التي ستقدم لضحايا الزلزال الذين تضررت بيوتهم كليا أو جزئيا كان الغرض منهأمرين: حفظ الأرواح أولا، وحماية كرامة الناس ثانيا. بمعنى آخر، في ظل وجود هزات ارتدادية، وبسبب التغيرات المناخية التي يمكن أن تعرفها تلك المناطق في أي لحظة وحين، قلت ينبغي  إجلاء السكان ومنحهم تعويضات مالية لتأمين سنة من الايجار والمعيشة، في أفق بناء مساكن لهم  وإعادتهم إلى دواويرهم. الحذر كما يقول الآباء  والاجداد يخفف من القدر. أما ثقافة الجبل، وخصوصية الساكنة واعراف الناس وتقاليدهم، فنحن من أشد المدافعين عنها، لعدة اعتبارات يمكن إثارتها في مقالات لاحقة. هناك من يكتفي بقراءة عنوان المقالات فقط فيشرع في سب الناس واتهامهم بالتآمر على الجبل وساكنته والتخطيط لاجلائهم من المناطق التي ولدوا وترعرعوا فيها وغير ذلك من الهلاويس. إلى هؤلاء أقول: نحن في ظرف وطني عصيب وأمام مصاب جلل وعلى الجميع أن يتحلى بالصبر والتعقل ووضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار عوض التهجم على الناس ومصادرة حقهم في الكلام لمجرد انهم تحدثوا بحس وطني وانساني نبيل عن إجلاء ضحايا الزلزال خوفا عليهم من كل مكروه. أكثر من عشرين سنة والدولة المغربية تنفق الملايير من أجل تسويق صورة جميلة على  مغرب العهد الجديد وفي ثوان معدودة ضرب الزلزال منطقة الحوز  فكشف للعالم بأسره أن هناك مغرب منسي لازالت ساكنته تعيش حياة القرون الوسطى. زلزال دفع المراقبين وطنيا ودوليا إلى التساؤل عن مآل ملايير الدراهم التي خصصتها الحكومات المتعاقبة لتنمية العالم القروي وتقليص الفوراق المجالية وعن نجاعة الأداء في سياسات الدولة العمومية ذات الصلة بالتنمية الانسانية والبشرية. بقلم:خالد أوبا عمر  

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك