ماذا يدور حول الدكتور محمد الفايد ومنتقديه؟ الحلقة الثانية

ماذا يدور حول الدكتور محمد الفايد ومنتقديه؟ الحلقة الثانية
... رأي / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:

مغربنا1  مهلا أيها السادة! مهلا في حملاتكم على الدكتور محمد الفايد! تناولوا ما أنتم عازمون عليه برفق ولا تعجلوا، واستحضروا صدق إيمانكم قبل أن تخططوا خططا، أومناهج، أو طرقا لردع من تحاملتم عليه بدون ما شفقة،وبدون ما جدل صفته واردة في الذكر الحكيم، يقول الحق سبحانه: "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن". ولم يقل عز وجل: إلا بالتي هي أسوأ؟ والأمر يتعلق في الآية هنا باليهود والنصارى، هؤلاء الذين نعرف حالهم وتصرفاتهم مع ما جاء به كل من سيدنا موسى، ومن سيدنا عيسى. ثم إن الجدل المطلوب إلهيا مع غير المسلمين، لا يتقنه في عصرنا غير قلة قليلة. وسؤالنا الأساسي بهذه المناسبة: هل يعتبر الدكتور محمد الفايد واحدا من أهل الكتاب؟ هل هو يهودي أو نصراني مع توفرنا نحن على أدلة تنفي هنا أي زعم من هذين الزعمين؟ إن الرجل يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، ويكن غاية الاحترام لأمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين. وبما أنه مسلم، فمن حقه أن يتناول موضوعات بعينها، كما تناولها قبله آلاف من الكتاب والفقهاء، والشعراء والعلماء. إضافة إلى أن هناك ـ كما يقول الفايد ـ من امتدحوا الضلال المبين، ثم يدعون أنهم سلفيون، وهم من الكثرة بمكان. لقد أحلتكم يا علماءنا على ما ورد في منظومة ابن عاشر من أخطاء فادحة، بادعائه أننا  أشعريون ومالكيون وجنيديون. وكنت قد تحديت، ولا أزال أتحدى أي عالم مغربي مزعوم، أن يقدم دليلا واحدا على أن الجنيد شيخ طرقي له أتباع يشاركهم في أداء أذكار جماعية محددة؟وأراني الآن مجبرا على تقديم أكثر من دليل على كون الراحل محمد المختار السوسي لم يكن سلفيا كما يدعي! وكما يدعي معه مئات العلماء الذين يعدون أنفسهم من مؤيدي ما يدعيه! أضع أمامكم يا علماءنا كتابا غريبا لصاحب "المعسول"عنوانه "الترياق المداوي في أخبار الشيخ سيدي الحاج علي السوسي الدرقاوي". وأنتم لا شك تعرفون ما الذي تعنيه كلمة "ترياق". نقول لكم ولقرائنا: الترياق دواء مركب يدفع السموم. والخمر سميت بذلك لأنها في نظر المدمنين على تناولها تدفع الهموم؟ والترياق هنا لدى المختار السوسي، هو ما نسبه لوالده الذي هو شيخ درقاوي، أدرك من الدرجات ما أثبته له ولده في أكثر من مؤلف! إنما هل ما نسبه لوالده ترياق بالفعل؟ وأية سموم يدفعها عمن أصبحوا من مريديه أولا، وعن غير مريديه من المغاربة ثانيا. وهنا أبين لكم بأن المختار السوسي، غفر الله لنا وله، على عكس ما يدعيه لنفسه، ففي   ص (ج) من الكتاب المذكور قبله، يقول بعظمة لسانه: "وبعد، فإنني أنا مؤلف هذا الكتاب، مبدئي هو مبدأ السلفية، وأنا أعلن ذلك، وأوقن أن الدين الخالص، هو ما كان عليه السلف الصالح، وما لم يكن ذلك اليوم دينا، فلا يكون اليوم دينا. وأعرف أن التصوف الذي مدلوله الإخلاص في العمل بالعلم الصحيح، هو الحق الذي لا غبار عليه، وأن السنة سنة، وهي ماصح عن الرسول وإن تمالأ الناس على تركها، وأن البدعة بدعة، وهي ما لم يثبت عن الرسول، وإن تمالأ الناس على اعتناقها. فهذه عقيدتي، وعلى هذا أحيا وعليه أموت... فلا نغتر في قبول بدعة لا بكرامة (سوف نرى) ولا بخرق عادة (سوف نرى) ولا بشهرة أحد (سوف نرى)؟ وهل يحتاج كلام صاحب "المعسول" هنا إلى توضيح؟ إنه سلفي؟ وإنه مرتبط بالسنة؟ وإنه ضد البدع؟ وإنه لن يغتر ببدعة وإن صدرت عن أقرب الناس إليه؟ كما أنه لن يغتر بخرق العوائد من أي كان، حتى وشهرته عمت الآفاق؟ فقد قدم المختار رحمه الله لوالده في "الترياق المداوي" 50 كرامة تحت هذا العنوان: "الفصل الخامس والعشرون في بعض كرامات الشيخ الباهرة" من ص 149 إلى ص 165. وهي ما يسمى في فكر الدكتور الفايد: الكهنوت أو الكهنوتية، كما شرحنا مدلولها قبل الآن. فعن الكرامة الأولى يقول المختار عن والده: "أخذ عنه إنسان من إداوزيكي وكان من المجان (= الفساق)، فعزم أن يعاود ما كان يألفه فاختلى بأجنبية، وهم بها والمصباح يضيء، إذا بالشيخ معه في وسط البيت، فقال له: ماذا تصنع؟ فأهوى الشيخ بيده إلى المصباح فأطفأه فذهل الرجل هنيهة، ثم استفاق فأخرج عنه المرأة فلم يرها من ذلك النهار"؟(ص 140ـ 150) بقلم المختار السوسي، وبكامل وعيه، تحدث عن هذه الخرافة، والحال أنه ادعى السلفية، وامتدحها، ولعن البدع وأصحابها؟ فحق لنا ـ ونحن نخاطب المتحاملين على الفايد أن نتسـاءل: هل الله أمرنا بدخول البيوت من النوافذ أو من أية مداخل أخرى غيرها؟ أم إنه خاطبنا بقوله: "واتوا البيوت من أبوابها"، والدخول من الأبواب نفسها، هل يتم باستئناس أهل هذه البيوت، أم إنما يتم بدون أي استئناس يذكر؟ أو لم يفهم المختار ووالده قول الله سبحانه: "لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها"؟ وهل تصرفات الوالد التي امتدحها الولد، هي هنا نموذج من "الترياق" الذي جعله المختار عنوانا لمؤلف من مؤلفاته؟ والمختار ووالده الشيخ الذي هو صاحب "الترياق المداوي"، أو لم يكن لديهما نصيب من أحاديث رسول الله؟ أو لم يخطر ببال المختار تحديدا قوله ص: "من ستر على مؤمن عورة فكأنما أحيى ميتا". وقوله ص: "من ستر أخاه المسلم في الدنيا فلم يفضحه، ستره الله يوم القيامة"؟ هل يكفيكم هذا يا علماءنا الغيورين على الدين؟ وما كشفت عنه منذ حين، أو لا يدخل في إطار المنكر الذي علينا النهي عنه والتشهير به وبأهله؟ وهم هنا والد وولد! وبما أن جل من هاجموا محمد الفايد، من علماء ومن أشباه العلماء، انصرفوا عن النبش في الضلال المبين عبر تاريخنا، إلى التهافت على المتاع الدنيوي، فإنني أشرح لهم المعتقد الفاسد الذي يعد من بين دعائم العلاقة بين الشيوخ والمريدين. حضر الشيخ علي الدرقاوي إلى ضريح المدعو سيدي مسعود أفلوس، وحضوره يبرره اللوم الذي كان لا بد أن يوجهه إلى مريده سيدي الحسن الماسي. بحيث إن الجلوس بينه وبين ضريح المذكور، تجسيد للوم الذي أراد توجيهه إليه. فاقتصار المريد على شيخ واحد كمصدر لكل ما يخصه في دينه ودنياه، يمنعه من التطلع إلى نيل بركة أي شيخ آخر غيره، ومن هنا جاء جلوس علي الدرقاوي بين مريده وبين ضريح المدعو مسعود أفلوس، فلأن صاحب أي ضريح يقصده مريد أي شيخ طرقي آخر، لا يفيد قاصده أو زائره. فما يرغب فيه المريد، موجود عند شيخه وحده، لا عند شيخ آخر، حيا كان أو ميتا؟ إنه إذن نهي طرقي عن زيارة المريدين لأضرحة أي شيخ كان. لكنه نهي غير إلهي وغير نبوي على أية حال؟؟؟ وهل يكفي علماؤنا خصوم محمد الفايد ما قدمناه من ترهات هي عند الفايد وعندنا نحن قبله كهنوت بلحمه وعظمه؟وعن كهنوت الشيخ علي الدرقاوي يقول ابنه المختارالسوسي عن الكرامة السادسة والثلاثين: "حدثني أناس متعددون عن الفقيه ابن الأشكر الرسموكي قال: استعرت مركوبة إلى الزاوية في موسم من مواسم الشيخ، فأصابها مرض عضال، هلكت به حتى لا نفس فيها، فانتفخت أطرافها، فذهبت فبكيت على الشيخ، فأتاها الشيخ وهي جيفة فهزها برجله، فلم نزل عن مقامنا حتى قامت تتنفس وكأنما نشطت من عقال". ثم انتقل المختار السلفي إلى الكرامة السابعة والثلاثين لوالده فقال: "ووقع مثلها لمركوب إنسان آخر في رفقة سيدي أحمد الفقيه من أهل القبلة. قال: أتينا بالحبال لنجر البغلة وهي ميتة قطعا، فإذا بالشيخ أتانا فقال: كلا إنها غير ميتة، ثم صار يستديرها ويركلها برجله حتى قامت. وكان سيدي أحمد الفقيه يقول: يحسب الشيخ أننا بله لا نعرف الميت من الحي، فأراد أن يخفي الكرامة عنا"!مما يعني أن معجزة عيسى ـ وهي إحياء الموتى ـ يمارسها مجرد واحد من أتباع رسولنا الصادق! والحال أنه ص لم يكن إحياء الموتى من معجزاته!والمختار السوسيمؤرخ، وبما أن التاريخ علم موضوعه الأحداث الإنسانية في الماضي، فإن مصادره متنوعة، تستبعد أية خرافات يرويها كذابون مغفلون، مما جعل تأثير الرواة المعتمدين لدى المختار السوسي في حديثه عن والده مصادر غير موثوقة؟ فكيف إذن لا يهاجمه ويهاجم أمثاله محمد الفايد، لا لمجدر هجوم منه غير معقلن، إنما لكونهم ينساقون مع الفكر الظلامي ويروجون له ويسكتون عنه، ومسؤولية العلماء تعتمد على فهم الدين أولا، وعلى حمايته ونشره والدفاع عنه ثانيا، حيث يجب احترامهم حرفيا لقوله سبحانه: "إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون". ولقوله تعالى: "إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار". وهؤلاء المحددة هوياتهم قرآنيا هم من يعنيهم الدكتور محمد الفايد على وجه التحديد؟؟؟ الدكتور محمد وراضي

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك



فشل الاتصال بقاعدة البيانات: SQLSTATE[HY000] [1203] User radahmanews already has more than 'max_user_connections' active connections