... رأي / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:
مغربنا1-maghribona1
يقول لك "السلفي" أن الدين ما قال الله وما قال رسوله وما أن تسلم له بذلك حتى يضع بينك وبين الدين قبيلة من الشيوخ يتحولون بقدرة قادر إلى أصول فوق أصول الفقه الإسلامي وحتى لو حاولت تجاوزهم وجدت أصل الأصول الذي لا يَجُوز النظر في أي مسألة في علوم الإسلام قاطبة دون معرفة رأيه وقوله في النازلة وهو الإمام ابن تيمية. وسيرفض السلفي الانتساب إليه كحال كل متمذهب، لأن الانتساب للسلف يُربحه مساحات في الحِجاج بلا جهد، لكن بما يضاهي التحايل.
ستجد "سلفيين" في الشبكة يتناظران حول أشعرية شيخ الإسلام النووي دعوى أحدهما أن العثيمين برّأ "النووي" من النسبة والآخر يحاجه، ولا ينتبه المستقطَب المسكين لهذا التيار الشاذ إلى أنهم جعلوا العثيمين أصلا وقوله دليلا في نفسه، وستجد في الشبكة "شيخا" آخر يقول أن اتفاق الأئمة الأربعة على مسألة لا يُفيد صحتها ودليله على دعواه هو أن ابن تيمية خالفهم في مسائلَ، وحجة "الشيخ" على خطأ الأئمة الأربعة أن ابن تيمية رأيه هو الصحيح!!!، ولا يقول لك السلفي لماذا رأي ابن تيمية هو الصحيح وليس العكس، لأن ابن تيمية في اعتقاده معصوم من الخطأ. المستقَطب المسكين لا يُعلمونه أن آراء الفقهاء هي اجتهادات وفق أصولهم، وكل واحد منهم يُعمل اجتهاده وفق أصله ولا أحد من الخلق كائنا ما كان يستطيع أن يدعي أيُّ اجتهادات الفقهاء هو الصحيح على وجه اليقين، لأن أسباب اختلاف الفقهاء غير قابلة للتجاوز ولا سبيل إلى حسم القول فيها وكل من شاء أن يأتي برأي لا بد هو معتمد على أصل لا يفيد اعتقادُه إلا الظن وغَلبَته، فالاشتراك والعموم والتخصيص والمقتضى والمجاز والاستعارة والسياق والإضمار هي أجزاء ماهية اللغة وليست أحوالا تعرض لها، يقول "السلفي" أنه يريد أن يرجع في فهم الكتاب والسنة إلى ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة قبل ظهور الخلاف، وحقيقة مقاله أنه يريد العودة لما كان عليه الناس قبل ظهور اللغة.
لكن "السلفي"، التيميّ على الحقيقة، يريد أن يفرض "اجتهاده" بالتفاف فج يدعي فيه النسبة للسلف والفهم على طريقتهم موهما المتلقي أن هنالك فهما للدين لا يتسرب إليه الخلاف. ومُلمحا تارة مصرحا أخرى أن علماء الإسلام اختاروا متعمدين الميل عن الفهم الصحيح، وهنا مربط الفرس وأصل الزيغ.
لا يوجد شيء اسمه فهم السلف، لأن ما يفهمه جميع خلق الله لابد أن يتجسد في لغة، واللغة لا تدل بعبارتها فقط بإجماع خلق الله، والذي يدعي أنه يتلقى الفهم من السلف مجردا عن "لباسه" اللغوي يريد فقط أن يمرر قناعته بالتفاف يغنيه عن الحاجة لإقامة دليل لن يفيد غير الظن لأن ذلك شأن كل حجاج في الخطاب الطبيعي.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك