نحن وابن كيران .. وتاريخ الحركة الإسلامية المفترى عليه الحلقة الرابعة

نحن وابن كيران .. وتاريخ الحركة الإسلامية المفترى عليه الحلقة الرابعة
... رأي / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:

مغربنا1-maghribona1 

يجدر التنبيه، إلى أنه ينبغي التمييز في هذه الحركة الإسلامية بالمغرب عند تاريخ النشأة والانطلاق والمسار، بين خطين وتيارين نشآ جنبا إلى جنب مع بعضهما في ظروف منفصلة عن بعضهما، وهم :

التيار الذي أشرف على إنشاءه ورعايته بعض رموز الإخوان المسلمين من خارج المغرب، بتغاض إلى حد ما من الحكم، وهو ما أنتج حركة الشبيه الإسلامية، ومشتقاتها، وما تطورت إليه من محطات أفرزت راهنا ما سمي بـ: حزب العدالة والتنمية.

والتيار الذي أنشأه الشيخ عبد السلام ياسين، عفويا منه وتلقائيا وفي معزل عن أي رعاية، ما عدا الرعاية الإيديولوجية لفكر الحركة الإسلامية المعاصرة، والتي أفضى تأثر عبد السلام ياسين بها إلى إطلاق مشروعه التنظيمي متمثلا في جماعة العدل والإحسان، وما عدا التغاضي إلى حد ما عن هذا التأسيس، من قبل السلطة العليا في البلاد.

وما يعنينا في هذا الحكي، هو ما يرتبط بوقائع التيار الأول.

بعد اغتیال الزعیم الاتحادي عمر بن جلون یوم 18 دیسمبر 1975، أصبحت حركة الشبیبة الإسلامیةمسكونة بھم مؤرق للقیادة والقاعدة على السواء، وھوالھم الشاغل: الخلاص من تبعات جریمة ھذا الاغتیالالمشؤوم، الذي بقي وصمة عار تجلل صفحات تاریخ الحركة الإسلامیة المغربیة.

بل وبقي دم عمر بن جلون لعنة تلاحق حركة الشبیبةالإسلامیة إلى أن ھدمتھا سنة 1981، ثم ظل دم عمر بن جلون بعد ذلك، ماثلا بثقله في كل المراحل التي شقتھاالحركة الإسلامیة وفي كل تحولاتھا، حتى وھي تتحول إلى حزب سیاسي ھو حزب العدالة والتنمیة، الذي لم یكنلینشأ لولا أن الحاجة كانت ضرورية عند النظام السياسي، في تثبيت دعائم التوازن الاستراتیجي في البلاد، حملت الحزب السیاسي الإسلامي إلى الموقع الذي تفرضه الضرورة السیاسیة للحكم، كقوة معادلة في مواجھة حزب الاتحاد الاشتراكي حزب عمر بن جلون، والاحتياط لما بعد تسلمه جانبا من السلطة عند رئاسته ماسمي بحكومة التناوب سنة 1998.

فبعد خروج عبد الكریم مطیع من المغرب، مباشرة اثرحادثة الاغتیال، رفقة ابراھیم كمال، وبعد عودة ھذاالأخیر من إسبانیا، واعتقاله عند الحدود، كان دم عمر حاضرا ومؤثرا في حسم الخلافات التنظیمیة داخل حركة الشبیبة الاسلامیة، إذ وفي ظرف ست سنوات، تغیرتالمجموعة القیادیة في الداخل ثلاث مرات، بمعدل سنتینلكل مجموعة قیادیة، ما إن تشارف السنتان على الانتھاء، حتى تندلع الخصومات التي كان یفجرھا عبد الكریممطیع مع المجموعة القیادیة في الداخل.

كان الظاھر في ھذه الخصومات ھو التخوین والتشكیكمن قبل عبد الكریم مطیع في مواجھة حوارییه، ولكن العنصر الباطني القابع في خلفیات ھذه الخصومات ھوحادثة اغتیال عمر بن جلون، والغموض الذي یعتم حول حقیقة تورط قیادة الشبیبة الاسلامیة فیه من عدمه.

أما المجموعة الأولى فقد تشكلت مباشرة بعد كارثة الاغتیال، وخلو الساحة من قیادییھا بعد مغادرة عبدالكریم مطیع أرض الوطن، وتعرض ابراھیم كمال للاعتقال، وانسحاب أكثر من ثلثي المنتسبین للشبیبةالإسلامیة، إثر صدمة جریمة الاغتیال.

وقد أبلت ھذه المجموعة البلاء الحسن، في إعادة رص الصفوف وتثبیت التنظیم، وتقویته وتمتین بناءه، وھم: المرحوم عبد الرحیم السعداوي، والمرحوم عبد الكبير بن الشیخ، والمرحوم نور الدین دكیر، والإخوة: منار عثمان وأحمد بلدھم ومحمد النایت، یساعدھم في مھامھم الاخوة الكبار الذین شكلوا قیادة رجال التعلیم وھم: علال العمراني، عبد اللطیف عدنان، محمد زحل، عمر عصامي، عبد لله أخریف، عبد السلام العربي، أحمد الزیدوني، رحمھم لله تعالى جميعا، وكذا، جامع بوكنو، محمد نجمي، محمد آیت الرامي، وادریس شاھین، ومحمد الدیني، ومحمد بوتغراس.

لكن وفي سنة 1977، أنھى عبد الكریم مطیع مھامالمجموعة القیادیة الأولى بطردھم جمیعا، واتھامھم بالخیانة والعمالة، زورا وبھتانا، وھم الذین كانوا على درجة عالية من التفاني والإخلاص والولاء، وكانوا فلتة زمان من النبوغ القيادي التنظيمي،  في ما اشتھروا فيه بالقیادة السداسیة، في ظروف یطول شرحھا لیست ھذهالحلقات موضوعھا.

ثم تولت المجموعة الثانیة مھام قیادة التنظیم، وھم: محمد بیروین، والمرحوم عبد الحمید أبو نعیم، ومحمد الصنایبي، وعبد اللطیف بكار، والمرحوم عبد الحمید الغدان، ومحمد مودكیري، وأحمد لكراري، وبلقاسم لبیض، وعبد الله بومراج، ومحمد متعبد، ومحمد زیان، ونور الدین ابن حجر، وجمال الدین حركات، بمساعدة وتحت إشراف: علال العمراني، عبد اللطیف عدنان، محمد زحل، فی ما عرف بقیادة المجموعة 16.

لكن في سنة 1979، أنھى عبد الكریم مطیع مھام ھذهالقیادة، وبنفس وسائل الطرد والاتھام بالخیانة والعمالة لكثیر من عناصرھا، في ظروف لیس ھذا مجال تفصیلھا.

ثم جاء الدور للمجموعة القیادیة الثالثة التي انتظمت في ثلاثة مراكز تنظیمیة على الصعید الوطني، ینسق بینھا: المرحوم علال العمراني، والمرحوم عبد اللطیف عدنان.

في الدار البیضاء: عبد الحمید الغدان، محمد زیان، محمد الصنایبي، وھؤلاء الثلاثة ھم من تبقى من القیادةالسابقة، انضاف إلیھمإبراھیم بورجة، عز الدین العلام، عبد لله لعماري/ 10 سنوات سجنا، عبد لله بلكرد/ 10 سنوات سجنا، عبد الرحیم ریفلا/  10 سنوات سجنا، سعید سمین، عبد المالك بشرو، المرحوم عبد الكریم حمیم، عبد الرحیم موھتاد/ الإعدام فالمؤبد، عبد اللطیفصبحي، عبد العزیز قابي، العربي بلقاید، محمد الإمام الحافظي، سعد الدين العثماني، العربي لعظم، محمد الناشي، أحمد فرحات/ 10 سنوات سجنا، حسن العلوي حسن/ 20 سنة سجنا، محمد الحنصالي/ 20 سنة سجنا، العربي مولاحيظ / 10 سنوات سجنا، مصطفى فاتحيالسجن المؤبد، عبدالعزيز درويش/ 20 سنة سجنا، محمد الباھي، ثم ولاد الحبیب/ الإعدام، وعبدالكریم فوزي/ الإعدام، اللذان لازما مطیع في الخارج، وتولیا التنسیق التنظیمي لجناح الحركة في الخارج.

ومع كل هؤلاء، كانت قیادة رجال التعلیم من الإخوة الكبار المؤسسين السالف ذكرھم فیما سبق:

الرباط: عبد الإله بنكیران، المرحوم عبد لله بھا، ورشیدحازم.

فاس ومكناس: عبد الرحمان الیعقوبي، محمد یتیم، محمد الحارثي، مصطفى الودیني/ سنتان في معتقل درب مولاي الشريف، حمید فتاح، عبد العزیز بومارت، ثم عبدالله شبابو بطنجة، وأحمد الديني بالقنيطرة، الأمين بوخبزة بتطوان، محمد كليش بتازة، وجامع بوكنوبالجنوب.

كان المركز التنظیمي للشبیبة الإسلامیة بالدار البیضاء، ھو الأكثر ثقلا من الناحیة التنظیمیة على المستوى الكمي والنخبوي القیادي، وكان یشكل العقل والعمود الفقري للحركة بامتداداته وتشعباته على الصعید الوطني والخارج، وھو الأكثر وزنا وفاعلیة من حیث التراكم التاریخي، تجربة ووعیا حركیا، وكان يمثل تسعة أعشار حركة الشبیبة الاسلامیة حجما.

تولت ھذه المجموعات القیادیة المشكلة بعد صیف 1979، مسؤولیة كبرى من حیث اتساع نطاق التنظیم حجما وكما على صعید المدن المغربیة، وعلى مستوى الجامعات ومؤسسات ومعاھد التعلیم العالي حیثما كانت في جمیعالمدن التي تؤویھا، وانضاف إلى ھذا الثقل، امتدادات العمل الحركي في الخارج.

تضخمت المسؤولیة القیادیة لھذه المجموعة الموزعة بینالمراكز التنظیمیة الرئیسیة، بالنظر إلى الحجم المتنامي تصاعدیا لحركة الشبیبة الإسلامیة، والتي تمددت أفقیا لتشمل فئات واسعة في الأوساط العمالیة والحرفیة، وعلى مستوى النخب التجاریة، ولتشمل أیضا قطاعات متعددة في الإدارات الوظیفیة وعلى مستوى الأطر، لأن العمل الطلابي والتلامیذي الذي اشتغلت علیھ الشبیبةالإسلامیة فیما سبق بعقد من الزمن، بدأ یعطي ثماره من خلال خریجي الجامعات والمعاھد.

فما هي الظروف التي اكتنفت هذا التنظيم والمسؤولية فيه في هذه الفترة الانتقالية؟

يتبع

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك