هو شاب طيب زارني بطرابلس ليبيا وأنا لاجئ بها، في سنوات حرب أفغانستان ضد الاتحاد السوفياتي، فعرضت عليه أن أسعى لتسجيله في كلية الدعوة الإسلامية بطرابلس مثل بعض من زارني فيها، فأبى بشدة، وأصر على الانتقال إلى أروبا، وكانت ظروفي مع مجموعة من الإخوة الطيبين في ليبيا على غير ما يرام، لمناورات الأجهزة المغربية فيها ضدنا وقد أطلق لها النظام الليبي الحبل على الغارب لظروف سياسية عابرة، ولكونه اختار المقام في إيطاليا لسهولة العيش بها، ساعدته على ذلك ماديا ومعنويا، على أن يراقب أحوالنا في طرابلس، ويتصل بنا كل مرة ويكون صلة بيننا وبين غيرنا إذا ما تغيرت أحوالنا نحو الأسوأ.
انتقل الأخ إلى إيطاليا بسلام واستمر اتصاله بنا شهرين أو ثلاثة أشهر، ثم انقطعت اتصالاته، وبحثنا عنه فلم نجد له أثرا، ثم بلغنا أنه في أفغانستان مع جيش حكمتيار.
بعد حوالي سنتين تقريبا فوجئت بمكالمة منه، أخبرني فيها أنه عاد من أفغانستان إلى روما لقضاء بعض أغراضه الخاصة وحرص على الاطمئنان علينا بهذه المكالمة، فسألته، كيف سافر إلى أفغانستان ومن دعاه إليها ومهد له سبيل الانتقال إليها، فذكر أنه التقى ببعض الأفغان في إيطاليا فعرضوا عليه التطوع معهم فقبل، وأرسل جوازه إلى الولايات الأمريكية المتحدة حيث وضعت فيه تأشيرة لأفغانستان، ثم سافر والتحق بجيش حكمتيار، وسوف يعود إلى معسكره بعد أيام، فأبديت له عدم موافقتي على ما فعل، وطلبت منه ألا يعود للاتصال بي ثانية، لأن مكالماتي كلها مراقبة، وظروفي لا تسمح بذلك، والهواتف لا تساعد على الفهم أو التفهيم.
بعد فترة قصيرة من عودته إلى أفغانستان، انتصر الثوار ونصب برهان الدين رباني رئيسا، واشتبك جيش حكمتيار في قتال طائفي ضد الأقلية الشيعية في أفغانستان فقتل صاحبنا على يد جيش الشيعة، وأعلن حكمتيار استشهاده.
بعد حين انهزم جيش حكمتيار في حرب طائفية بين طوائف السنة فلجأ حكمتيار إلى إيران عند الشيعة الذين كان يكفرهم ويحاربهم فآووه وأعانوه ماديا ومعنويا على خصومه.
رحم الله الشاب المغربي المتطوع الذي قاتل الشيعة وغفر له، ثم لجأ قائده "حكمتيار" السني إلى الشيعة فآووه ...و ...و....
فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَار
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك