ملابسات الظاهرة الجهادية الجزء الاول

ملابسات الظاهرة الجهادية الجزء الاول
... رأي / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:

مغربنا 1 المغرب  بعد فشل تجربة الاسلام السياسي وسقوط عواصمه لصالح الثورة المضادة في اليمن وليبيا وسوريا وتونس ومصر سواء بطريق الانقلابات او الصراع العسكري ومحاكمة رموزه أو بالأحرى ازاحتهم عن المشهد رغم التأثير الأيديولوجي الذي تعزز في الشارع العربي إزاء أحلامهم التي تعد بالحكومة الإسلامية التي تحرك المخيال الجمعي لدى الشعوب العربية التي احتضنت ذلك المسار وقدمت بتضحيات كثيرة لأجل تحقيقه، في الجهة الأخرى يطفو الاسلام الجهادي الذي يلغي من حسابه كل تمظهرات السياسة والدبلوماسية والمظاهرات ومسك العصا من الوسط ليقرر الحل الصفري في الصدام من الخطوة الأولى تحت شعار الجهاد هو الحل كما نظر لذلك ابو مصعب السوري العقل الاستراتيجي للحركات الجهادية، تقاطعت الجهود الإسلامية على أرض الربيع العربي وان كان الخيط يمتد إلى قبل ذلك، هي حلقات متواصلة عكسها التيار الإسلامي بكل أصنافه، لكن تبقى حركة الإخوان والسلفية الجهادية أبرز المؤثرين على الساحة رغم اختلاف المناهج بينهما في الوصول إلى سياسة المجتمع وفق نموذج الخلافة الذي ساد العصور الوسطى ووصول درجة من التنافر والمناكفة وصلت إلى حد التكفير لبعضهم البعض، وتنسيق الجهود بينهم في مواقف أخرى وإن كانت الإخوان هي الاب الذي تفرع عنه كل مطالب استرجاع الحكومة الإسلامية ابتداء من الزعيم حسن البنا، سعت السلفية الجهادية في مسارها الطويل إلى التمرد على الواقع السياسي الدولي عبر خيار المقاومة المسلحة وفق العقيدة الوهابية والقطعيات التي نص عليها سيد قطب لبناء مجتمع فريد يحاكي جيل الصحابة في محو كل الواقع الذي لا يتطابق مع حياة السلف، لا شك أن الجميع كان يستشعر وجود تيار يتبنى الخطاب الإسلامي منزوي ومعزول عن التأثير لكنه حاضر بقوة في مجريات الأحداث من خلال حملة من الهجمات التي تبناها بحجة محاربة الكفار والرد على العدوان والظلم الذي تتعرض له المنطقة الإسلامية من قبل القوات الإمبريالية ومن والاهم من الحكومات العربية، أسهم حادث ١١ سبتمبر في إبراز هذه الظاهرة لدى المجتمعات الإسلامية والتعرف أكثر على سياسة تلك الجماعات المنتمية لما عرف لاحقا بالسلفية الجهادية. كانت ارض أفغانستان ملاذا ملائما لممارسة النشاطات الجهادية باعتبارها خارجة عن سيطرة النظام الدولي نتيجة الحرب الأهلية بين حركة طالبان والحكومة الأفغانية، وإن كانت جذور ذلك تعود إلى الحرب السوفييتية التي دارت رحاها هناك حيث شكل المقاتلون الأجانب طيفا مهما في ذلك الصراع المشروع لدى الإدارة الأمريكية حينها، برزت على أثرها ظاهرة الأفغان العرب الذين سمح لهم بالعبور عبر تسهيل حركة مرورهم إلى ارض الاحلام للدفاع عن أرض المسلمين من شيوعية الجيش الأحمر. سحق المجاهدون الأفغان والمقاتلين الأجانب الدب الروسي طبعا لعب الدعم الأمريكي والدولار الخليجي والعديد من الوجوه الدينية دورا كبيرا في عملية طرد السوفييت، لم تكن الأرضية الفكرية مشتركة بين تلك المجموعات ناهيك عن التنافس على الغنائم والسلطة ، مما اشعل حربا جديدة بعد ذلك بين رفاق السلاح وشيوع الفوضى وانعدام الأمن، كما تقدمت امريكا لتحل محل الروس بهدف بسط سيطرتها على تلك البلاد بعد ذلك، أسهمت هذه التطورات في ظهور تنظيم خريج المدارس الدينية بهدف ضبط الفوضى وتحكيم الشريعة عرف بحركة طالبان. توحي التسمية التي عرف بها المقاتلون الأجانب (الأفغان العرب) بالمدح والرضى عنهم على الأقل لما كانت البنادق متوجهة نحو الجيش الأحمر لكنها بعد ذلك أصبحت مرادفة للإرهاب والملاحقة عندما أدركت امريكا رفضهم لاملاءاتها الجديدة، حيث سارت الأمور نحو تشكيل جماعة أخرى عرفت بتنظيم القاعدة.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك