فهد الباهي: يدعوا لدعم "ابتهال" مادياً في خطوة نحو الحفاظ على كرامتها وحمايتها من نوائب الزمن

فهد الباهي: يدعوا لدعم "ابتهال" مادياً في خطوة نحو الحفاظ على كرامتها وحمايتها من نوائب الزمن
... رأي / الأحد 06 أبريل 2025 - 08:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:فهد الباهي/م.إيطاليا

في حدث غير مسبوق، أظهرت المهندسة المغربية "ابتهال أبو السعد" شجاعة استثنائية عندما فضحت تورط موظفي شركة "مايكروسوفت" في تقديم دعم تقني لإسرائيل، الذي يُستخدم في إبادة الشعب الفلسطيني.

خلال احتفالية بمناسبة مرور 50 عامًا على تأسيس الشركة، أكدت "ابتهال" أن هذه المعلومات والتقنيات التي يُزود بها الاحتلال الإسرائيلي من قبل بعض موظفي الشركة تعتبر خيانة لحقوق الإنسان، ودعت العالم إلى التحرك لمحاسبة هؤلاء المتورطين.

موقف "ابتهال" كان بطوليًا، حيث قررت التضحية بوظيفتها في "مايكروسوفت" من أجل القضية الفلسطينية، لتكون بذلك واحدة من القلائل الذين يجرؤون على قول كلمة الحق في وجه الهيمنة الرقمية والاقتصادية الغربية.

لم يكن هذا القرار سهلًا، فقد علمت بأن ذلك سيجعلها هدفًا لشركات التكنولوجيا الكبرى التي تتأثر بعلاقاتها السياسية مع القوى الغربية، بل قد يغلق في وجهها أبواب العمل في العديد من هذه الشركات.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه: كم من خطيب جمعة أو إعلامي أو شخص في منصب نفعي مالي كبير وصغير..اختار السكوت في مواجهة الظلم والاحتلال؟

"ابتهال" لم تلتزم الصمت، بل اختارت أن تكون صوتًا للمظلومين في فلسطين، صوتا للأطفال والنساء المرملين والتكلى والشيوخ ، وهو ما يذكرنا بالكثير من المنابر التي لم تكن لتأخذ موقفًا حاسمًا في هذا الموضوع. في

وقت تتزايد فيه محاولات تشويه الحقائق وتجاهل قضايا الشعوب المستضعفة، أظهرت "ابتهال" نموذجًا نادرًا في الجرأة والشجاعة، وتعتبر قوة وصوتا مغربيا حرا مشرفا للأمة العربية الإسلامية.

ورغم أن قرارها قد كلفها وظيفتها في "مايكروسوفت"، يبقى الأمل معقودًا على العثور على فرص جديدة في شركات أخرى قد تكون أكثر انفتاحًا على المواقف الإنسانية، حتى وإن كانت تلك الشركات آسيوية أو صينية التي غالبًا ما تواجه ضغوطًا من الغرب على خلفية مواقفها السياسية.

وفي هذا السياق، قد تكون العودة الدائمة إلى المغرب خطوة مثيرة للاهتمام، حيث يمكن لوطنها أن يستفيد من كفاءتها ويساهم في تعزيز مكانتها في عالم التكنولوجيا.

لكن الحقيقة المؤلمة هي أن هذا الموقف البطولي لن يستمر في ذاكرة الكثيرين لفترة طويلة، حيث يغلب على الناس النسيان بعد فترة قصيرة.

ومع ذلك، من الضروري أن لا تكون هذه النهاية لشمعة "ابتهال" ولا نرضى أن تأتي ريح تطفأ هذه الشمعة، علينا أن نحميها لنستنير بعلمها وخبرتها، بل يجب أن نعمل جميعًا على دعمها، حتى لا تظل بلا أفق أو فرصة للتقدم في حياتها المهنية والشخصية.

إنها بحاجة إلى دعم ملموس من المجتمع الذي تذكّر مواقفها النبيلة.

ولهذا، أقول وأقترح .

لماذا لا نفتح حسابًا بنكيًا لدعم هذه البطلة المغربية ونساهم فيه بما إستطعنا؟

فتح حساب باسمها شخصيًا (مع الحذر من المنتهزين) لمثل هذه الفرص، و لتسهيل التبرعات سيكون وسيلة جيدة لمساندتها في هذه المرحلة الصعبة، ويمكّننا من المساهمة ولو بمبالغ صغيرة لمساعدتها على مواجهة تحديات الحياة اليومية الجديدة التي ستواجهها ونخفف عنها.

هذه المبادرة قد تكون خطوة مهمة لدعم "ابتهال" في استكمال مسيرتها الهندسية والعلمية، وقد تفتح أمامها فرصة لتأسيس مشروع خاص بها أو حتى إنشاء شركة "تكنولوجيا" مبتكرة، ولما لا، يمكن أن تساهم هذه الفرصة في تعزيز مكانة المرأة المغربية في هذا المجال الحيوي.

كما أنها ستُسهم في الحفاظ على كرامتها وعفتها، ودعم صوتها الحر في مواجهة التحديات المقبلة في القليل من الايام القادمة، وهذا ليس بجديد على المرأة المغربية التي لطالما أثبتت، عبر الزمن، قدرتها على الإبداع والنضال، وجعلت من نفسها ركيزة أساسية في المجتمع الوطني والدولي.

وبالنظر إلى أن "ابتهال" تتحدى الهيمنة الغربية، فإنه من الممكن أن تصبح رائدة في عالم "التكنولوجيا" وتُسهم في تغيير الواقع، تمامًا كما فعل المغاربة في لحظات تاريخية فارقة، فكما قال "صلاح الدين الأيوبي" بنظرة ثاقبة للزمن.."لو تخلى عن فلسطين العالم كله، لن يتخلى المغاربة".

هذه المقولة تلخص موقفنا كمغاربة تجاه قضايا الأمة والقضية الفلسطينية بالتحديد، وقد حان الوقت لنظهر التضامن الحقيقي مع "ابتهال"، التي تستحق منا كل الدعم والاحترام.

إذا تخاذل العالم أو خذلت بعض الأطراف، فإننا كمغاربة نملك القدرة على خلق المعجزات، كما فعلنا دائمًا.

دعونا نكون جزءًا من هذه المعجزة " التكنولوجية" الجديدة التي قد تساهم "ابتهال" في تحقيقها وونال الشرف الابدي لنصرة إخواننا في غزة.

 

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك