"باجو" يكتب عن تحولات السياسة العالمية بعد وصول ترامب للبيت الأبيض

"باجو" يكتب عن تحولات السياسة العالمية بعد وصول ترامب للبيت الأبيض
... رأي / الخميس 23 يناير 2025 - 16:57 / لا توجد تعليقات:

بقلم:حميد باجو

التحول الذي يحدث اليوم في توجهات السياسة العالمية... بعد وصول ترامب...
هو في الحقيقة اعلان عن انتقال النظام العالمي من مرحلة تاريخية الى اخرى... بما يصاحب ذلك من تغيرات في الآليات وموازين القوى ونوع المتدخلين في اطاره.
من مرحلة الرأسمالية النيوليبرالية الى مرحلة "الراسمالية الرقمانية"...
هو شبيه نسبيا بما وقع في السبعينات... حين الانتقال الى النيوليبرالية...
ووقع في الأربعينات... حين الانتقال الى الكينزية...
او كذلك في بداية القرن... الانتقال الى الرأسمالية الصناعية.
بوادر هذا الانتقال كانت قد ظهرت بعد ازمة 2008... التي كشفت عن حدود النموذج النيوليبرالي المعتمد اكثر على تداول الراسمال المالي... والعولمة التجارية...
ولكن كان ربما ضرورة انتظار حتى تنضج هذه الصيغة الجديدة من الرأسمالية... "اقتصاد المعلومة" عبر التحكم في انتاجها وفي ادوات تداولها. ووصول الفاعلين فيها الى راس هرم الثروات العالمية... ايلون ماسك واصحابه... Gafam.
هذه الفئة الجديدة من الراسماليين الكبار... هي التي تدخل اليوم في تحالف مع اطراف اخرى معينة من الراسماليين السابقين... القريبين من ترامب... وذلك بهدف التحكم المباشر في مقاليد السياسة وتوجيهها لصالحهم.
هو ما اعطى الثنائي الحالي ترامب/ماسك...
وبالشعارات التي رفعها الأول.
الانغلاق التجاري من جهة... في مواجهة العولمة...
ودعم المحافظة الثقافية... من جهة اخرى... في مواجهة نزعات التحرر والليبرلية المطلقة..
غير انه يبدو ومن الآن... ان ليس هناك انسجام تام او تكامل بين الطرفين...
وقد يكون من اول ما سيختلفان عليه... هو ما يتعلق بحرية تداول وانتقال عناصر هذا الاقتصاد الجديد عالميا... من مكونات صناعية وتكنولوجية وطاقية... وادمغة بشرية مؤهلة... الخ... في تعارض مع السياسة الحمائية لترامب...
بمعنى ان التحالف بين الطرفين... قد لا يدوم طويلا... لتعارض مصالحيهما في العديد من النقط... وقد لا يصمد اكثر من نهاية ولاية ترامب ربما...؟؟؟!
ليكشف هذا المكون الراسمالي الجديد المرتبط بالاقتصاد الرقماني... بعد ذلك.. عن تواجهاته السياسية والثقافية الخاصة.. وبشكل مستقل عن الأول...
ورافعا لواء ايديولوجية اخرى مختلفة للهيمنة على العالم... من غير ما ولفناه وجربناه لحد الآن.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك