بعد قرار لبنان تسليم شاعر شهير للإمارات..هل تنجح المنظمات الحقوقية في ثنيها عن قرارها الصادم؟

بعد قرار لبنان تسليم شاعر شهير للإمارات..هل تنجح المنظمات الحقوقية في ثنيها عن قرارها الصادم؟
... رأي / الأربعاء 08 يناير 2025 19:34:00 / لا توجد تعليقات:

بقلم : الصحافي حسن الخباز 

مدير جريدة الجريدة بوان كوم 

يبدو ان السلطات اللبنانية تنوي إعادة إعمار بلدها عبر قنص واعتقال كل المطلوبين من بلدانهم ومن غير بلدانهم وعقد صفقات لتسليمهم لمن يدفع اكثر ، وهذا يسيء لباريس الشرق وحولها لباستيل الشرق كما وصفها البعض خلال هذه الضجة .

فقد قررت حكومة نجيب ميقاتي تسليم  شاعر ليس إماراتيا ولا علاقة له بالعربية المتحدة في قرار صادم هز العالم هذا الأسبوع ولا يمكن ان يمر مرور الكرام ، فالعالم تضامن مع الشاعر عبد الرحمان ابن الشيخ الراحل يوسف القرضاوي .

كل الانظار متجهة حاليا صوب لبنان ، والامل معقود في ثنيها على اتخاذ هذا القرار الذي يسيء لكل مسؤول لبناني حالي إلى الابد ولرئيس الحكومة الحالي على وجه الخصوص .

الشاعر المذكور هو مصري الاصل ، له قصائد لاذعة كباقي الشعراء والمبدعين ، وهذا كل ذنبه الذي جعله مطلوبا في مصر وفي الإمارات وسلطات هذين البلدين تطلب رأسه حيا او ميتا وتتنافس على تسلمه من لبنان .

هذا حال عالمنا العربي البئيس الذي تهتم سلطاته بتوافه الامور وتعامل خصومها بكيد النساء ، وتتعامل معهم بالخسة والدناءة ، وتعطي الاوامر لإعلامها لتبرير قرارتها البئيسة هذه .

وقفات احتجاجية كثيرة تشهدها العديد من عواصم العالم لحث لبنان على عدم تسليم هذا الشاعر للإمارات العربية المتحدة فقد كان توقيفه اصلا غير قانوني اساسا فضلا عن كونه يحمل الجنسية التركية وعلى لبنان ان تسلمه لتركيا .

وقد دخل عبد الرحمان يوسف القرضاوي أرض لبنان بشكل قانوني وغادرها باتجاه سوريا كذلك بشكل قانوني وبجواز سفر حقيقي فلم يتم اعتقاله وهو لم يرتكب أي جرم قانوني وهذا غير مقبول إطلاقا كما يقول بعض الحقوقيين الذين يدافعون عن حقه في العودة لتركيا .

هناك مطالبات قوية بعدم تسليمه لان في تسليمه خطرا على حياته والقوانين والنواثيق الدولية تمنع هذا الإجراء والاصل في الحفاظ على حياة وحقوق الإنسان .

وإذا ما تم تسليمه للإمارات فسيتم تعذيبه شر تعذيب ويقضي عقوبة حبسية وبعدها سيتم تسليمه لمصر وسيتعرض لتعذيب أكبر وقد يعتقل مدى الحياة هذا إن لم تتم تصفيته في غياهب سجون الانقلاب .

فالإمارات العربية المتحدة ومصر معروفتان بانتهاكها لحقوق الإنسان سمعتهما سيئة في المجال الحقوقي بشهادات حقوقية دولية ، وسجونهما تحتفظ بالآلاف من المظلومين الذين لم يقترفوا جرما وكل ما فعلوا انهم عارضوا يوما النظام الحاكم .

يجب ان تتظافر جهود كل منظمات العالم والضغط على الدول العظمى المسموعة كلمتها بلبنان او الضغط مباشرة على سلطات لبنان  للوقوف ضد تسليم هذا الشاعر ، فتسليمه كفيل بقتله وهذه جريمة ستكون لبنان شريكا أساسيا فيه إن سلمت عبد الرحمان القرضاوي فعلا .

السؤال الذي يطرح نفسه بحدة هو هل تنجح المنظمات الحقوقية التي دخلت على خط منع تسليم الشاعر عبد الرحمان القرضاوي في مساعيها ، وهل ستتمكن من تحقيق هذا الهدف السامي الذي تسعى وراء تحقيقه . أسئلة كثيرة تبحث لها عن أحوبة شافية والايام القادمة كفيلة بالرد عنها .

هناك احتمال اخير وهو تدخل تركيا بثقلها لإنقاذ هذا الشاعر ، وهذا الاحتمال وارد جدا ومن حق أردوغان ان يطالب بتسلم القرضاوي لكونه يحمل الجنسية التركية اي انه مواطن تركي له حقوق باقي الاتراك ، فهل تتدخل تركيا للحيلولة دون تسليم الشاعر الشهير .

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك