لا لطف مع الأشرار..التعليم خط أحمر

 لا لطف مع الأشرار..التعليم خط أحمر
... رأي / الثلاثاء 07 يناير 2025 09:01:00 / لا توجد تعليقات:

بقلم:فهد الباهي . إيطاليا

عندما نسمي السخافة فن، هذا عفن .

عندما نسمي الوقاحة فن، هذا عفن .

عندما نسمي العهر والعري فن، هذه فتن.

عندما تجمع كل هذا في واحدة ستسهر على ضمان جودة التعليم علينا أن نلبس الكفن. 

"بانو راما المغرب" لا يمكن أن تغمض عينيك، صحيح، أصبحنا فرجة للعالم ولم نعد نستطيع أن نخفي هذا، مواقع "سوشال ميديا" عرت الواقع، "دنيا وإحساس – هيام ستار- شاروخان - تحصمص – أمهم ضاوية..." والقائمة طويلة ، كل يوم تطلع فيه مصيبة جديدة، كل يوم تشاهد ما لا يصدقه العقل، كل يوم تستفيق على خبر يحزنك ولا يفرحك، كل يوم يجعلك تطرح مليون سؤال ولماذا وصلنا لما نحن عليه اليوم، الجواب، انحدار جودة التعليم.

وتسأل عن من الحاكم ومن المحكوم في بلدي الحبيب، وكيف تدار اللعبة.

وتظل تسأل ولا تمل،  من هم جنود الخفاء، من هي الخفافيش التي تسعى لهدم حضارة عمرة ألاف السنين، من هم الأعداء الحقيقيون للوطن بيننا، ومن يسعى لهدم القيم والمبادئ والاخلاق،  ومن هم الجواسيس داخل ردهات المؤسسات الحكومية العملاء الذين يطبقون أجندات خارجية، ومن الذين يستفردون بقرارات ومصير المغاربة، عن علم أو عن غير علم، ومنهم مكرهين غير باغين..، حالهم حال الأئمة الذين طردهم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية..لا لسبب، هو أنهم خرجوا عن النص، وخرجوا عن الخطبة الموحدة وكلفهم هذا الحرمان من الدريهمات المعدودات...

سيخرج المجتهدون في إصدار القرارات السريعة، أو قرارات الطوارئ، ويقولون أن الحاكم هو الملك، ولا يوجد إختلاف أن الملك رمز للشعب، ولكن السؤال من يتحمل مسؤولية صياغة التقارير الكاذبة والمغلوطة ورفعها إلى الملك، ملايير برامج "طارت وغبرات" وعلى رأسها ملايير المخطط الإستعجالي عفوا "الإستعطالي" لإصلاح التعليم بالعرض البطيء.

وباقي المشاريع الموجودة في الورق، لكن الواقع أراضي حمراء، وبما أنك تظل تطرح هذه الأسئلة ،أنت خائن للوطن، ويلصقو بك صك الخيانة "تيكيت خائن"، ويهيئ لك محاكمة عادلة (عفوا طازجة ومحكومة قبل أن تعقد الجلسات الجلسات) من قبل خبراء مختصين في التعذيب النفسي، يقارعون كؤوس الويسكي بينهم بكل راحة وحرفية في صالات القرارات بالحديقة الخلفية للحكومة.

 يختارون لك القاضي الذي سينفذ المهمة، القاضي الذي سيعدم حقوقك بلا رحمة، القاضي الذي لن يتردد في هدم مستقبلك بلا شفقة، ولا ننكر أن هناك قضاة يخافون الله ويحرصون على أن لا يظلم بين يديهم مواطن كيف ما كان .

 وهنا استحضر قشافة طليقة أحد القضاة وكانت أختَا صديقة.

 وقالت: بالحرف أن زوجها السابق، القاضي، ذات يوم جاء بين يديه شخص عادي ألقت عليه الشرطة القبض في أحد دورياتها بالشارع العام، وكان الأخير سكران،

 سأله القاضي: ماذا كنت شاربا .

 الرجل : "ويسكي" سيدي القاضي

القاضي : 'الويسكي باش خلطتيه..

الرجل : رد بعفوية..مونادا فانتا" .

 فكان الحكم ثلاثة أشهر وغرامة تقول صديقتي، حيث حكى القاضي القصة لقضاة وزوجاتهم كانوا معهم في حفل عشاء، أخبره الجمع "كترتي عليه بزاف" سي(فلان)، فكان الجواب: "باش نعلموا يشرب الويسكي مخلط بموندا فانطا"، وفي لحظة صاخبة تعالت الضحكات و أجمع الجميع على عدل القاضي كون الويسكي لا يخلط بمشروب "موندا فانطا" .

وكم من معطل تمت محاكمته وسجنه بسبب قانون "فانطا'، وكم من مواطن طرد من أرضه على منوال قانون "فانطا"، وكم من حقوقي تم سجنه بقانون "فانتا"، وكم من صحفي تم اعتقاله بسبب قانون "فانتا" .

 أقطع الإنارة عن محاكمات "فانطا"، وكلنا أمل في مجلس مستقل لمراجعة الأحكام المشكوك فيها وخاصة ، محاكمات الرأي، حتى بعد النقض والإبرام.

و بعدها يعطون الضوء الأخضر للصحافة الصفراء "أطاك لو" ويبحثون في رفوف حياتك ولا أحد منا خال من العيوب، ربما يجدون صورة لدى صديق (عميل)، أوشريط فديو أو تحريف صوت مكالمة صوتية، وقد يستعينون بتقنيات الذكاء الإصطناعي إذا إستدعى الأمر ذلك، وكل هذا محاربتك عن رأي كان ضد ونزواتهم وقراراتهم التي لا يقبلون لها تبديلا.

وهذه الحروب غالبا لا تكون فيها الندية، من البداية عليك أن تقبل أن تضحي من أجل الأغبياء الفقراء الذين يقبلون أن الله خلقهم فقراء وعليهم أن يقبلوا فقرهم، ولا حق لهم في التعليم والصحة والمال، وأن كل شيء يعوض في الأخرة، وألا يفكر نهائيا أن الله يحب ويفضل العبد القوي على الضعيف، ليس في الجسم، ولكن في الرأي والجد والجهد والعمل والعزيمة .

عسى أن ترى عقول هؤلاء النور يوما، عقول حرموها من التعليم، عقول جعلوا التفاهة و التافهين والتافهات قدوتهم، وعليك الخروج من ذاتك حتى لا تحس بلسعات التعذيب بكل أصنافه، عندما تصل هذه المرحلة قد تحس أنك وصلت درجة الأنبياء والرسل والمتنزهين المعصومين الذين لا يخشون قول الحق في حضرة أي كان، وهي أعلى مراتب والزهد في الدنيا.

 مكاننا الحقيقي، الجنة، لولا زلة والدينا أدم وحواء، ونزولهما لنؤدي رسالة سريعة والعودة إلى الجنة، ورسالتنا الحقيقية حتى نعود للجنة علينا أن نتعلم و نقول الحقيقة، في وجه أي كان ومهما كان ، فقط.

شخصيا، لم أختلف يوما مع فصيل كان، أحيانا أختلف في الرأي وأحترم رأي غيري على أساس أني ضعيف ولم أستطع إقناع المحاور، وهذا من باب كسر جموح الكره والبغض في نفسي حتى لا أعطيها حق التطاول على رأي غيري ولو بقي الاختلاف سائدا بيننا.

 لكن عندما تجد أشياء لا تقبل التنصيص ولا تقبل التوضيح ولا تقبل إلا أن تكون كما هي، حيث لا يمكن قسمت الشمس ولا يمكن قسمة القمر، هنا تختلف المعادلة وتعلم أن المخاطب/ة أو المحاور/ة في عقله صخرة كلس، أو في عقله (ة.ي.رخ) إقرأ الكلمة من اليسار وستفهم ما في عقول هؤلاء.

لا شك أن الذين في عقولهم (ة.ي.رخ) يدعون الإختلاف وإحترام الأخر، ويتحدثون بلباقة ورزانة عندما لا تجادلهم أو تخالفهم، سيحدثونك عن شيكسبير والموناليزا وهيراقليون والأساطير اليونانية والرومانية، ويطيرون إلى الإشتراكية والبلشفية والإمبريالية.. ويحلقون بك في فلكهم الذين يفقهونه وإن وجدوا أنك لا تفقه شيء، يحسبونك ضالتهم، (تيطويك في الجيب). 

تتقدم إليك خطوات لتحدث عنك التعصب الديني وتشرح لك النصوص القرأنية على هواها وإن شاءت تتطاول على عليها بطريقتها المقرفة، وتخرج فوطة الفن والمسرح لتمسح فيها كل المسخ والخطايا والعفن الذي تخرج منه رائحة (ة.ي.رخ)، لتجرك خطوة تلو الأخرى وتبعدك عن الضلال حسب معتقدها الصهيوني الفاسد بحجة الهداية إلى الفن والتحرر من العقد، تحت يافطة اليونيسكو.

لكن الفن رسالة نبيلة نظيفة عفيفة ليس بالضرورة أن تكون بالتعري أو التهكم على القرآن الكريم والدين ومعتقدات المسلمين .

أقول لعقول مكونة من (ة.ي.رخ)، الذين يتغنون أن من ستسهر على جودة التعليم، تتوفر على شهادة من معهد اليونسكو.

من هي اليونيسكو؟؟

"اليونسكو" مجموعة من المنظمات التأمت وأتحدث على أساس إخراج العالم من الفقر والهشاشة والمساواة والعدل...إلخ، وتبين أنها مجرد منظمة مخترقة تهدم الشعوب عن بكرة أبيها، ولا حظوة فيها للعرب والمسلمون تحديدا، هذا رأي في اليونسكو .

وحتى الجوائز التي كان يستحقها علماء عرب وخاصة المسلمون لم يتسلموها، وأعطيت لغيرهم عن قصد عمدا متعمدا على أساس إعتبارات العقيدة والإنتماء، وفي الحديث عن مجال المجازر والحروب، ماذا قدمت اليونسكو للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لإبادة جماعية منذ 76 سنة، وماذا فعلت لشعب اليمن الأبي، وماذا قدمت للسوريين الذي هجروا من ديارهم إبان حكم الجبار الطاغية الفار اللاجئ "بشار الأسد"، عن أي يونيسكو ستحدثوننا، وعن أي منظمات تتحرك بـ "التيليكوموند "، تغريكم النظرة التسويقية الإعلامية الممولة فقط.

ستظلون تعترفون بهذه المنظمات المخترقه صهيونيا، و التي تدعم إختراق الدول من الداخل لأن عقولكم فيها (ة.ي.رخ).

أذكر في لقطة من مسلسل الزير سالم، وهي قصة كما تعلمون قبل دخول الإسلام بمئات السنين، وفي مشهد يقول إبن (كُليبْ) أول ملك ولي على العرب، لعمه الزير سالم لا نريد حربا، وسأله عن السيوف والخيول والعتاد، رد الملك الصغير إبن أول ملك على العرب الجواب أعطيناهم السيوف والخيل والعتاد ، ويضيف مالنا ومال هذه الحرب نريد السلم، ضحك شقيق أول ملك على العرب سالم بنخوة تعلوها الهامة والشهامة والكبرياء، سلام بلا خيول أي ذل هذا، ما الفرق بين حياتكم والحياة التي كان جساس يجبركم عليها، (جساس إبن عم أول ملك على العرب وخال ولده الجرو)، ويسترسل سالم في مشهد درامي كله رسائل للأمة العربية جمعاء، إنتهت الحرب، وهل تنتهي مطامح الرجال..هل ستعيشون حياة كريمة فيها قدرة على إتخاذ القرار، ويرد الملك مالنا وما لهادا يا عماه، وكان الرد، مالكم ومالي الحياة إذن.

إذا لم نستطع العيش في حياة بدون عزة وأنفة وكرامة الموت أرحم لنا إخوتي العرب .

كان هذا مجرد مقتبس من قصة فيها الكثير من العبر، وهنا نحن اليوم نجد أنفسنا نتمرمط بين أرجل الإسرائيليون اليهود الصهاينة الذين يتسللون في عروق الدولة يوم بعد يوم، في جميع المؤسسات وجميع القطاعات، وحتى الأراضي الفلاحية لم تسلم منهم، نسلمهم أسلحتنا، نسلمهم التعليم وهو السيف البتار الذي يمكن أن نحارب به اليوم وغذا، نسلمهم التعليم وهو الفرس الذي يمكن أن يكر ويفر في أرض معركة التقدم والازدهار، نسلمهم التعليم كي يمحوا جميع الأيات والأحاديث التي تنبهنا خبثهم وشرهم عبر العصور، نعطيهم سيف التعليم على يد إخوة أعداء الوطن الحقيقيون، ويكفي أن ننتظر جر السيف على رقابنا كما فعلوا في فلسطين قبل 76 سنة .

لا أصدق أن تكون واحدة عارية فاسقة تناصر اليهود والصهاينة داخل الوطن في وزارة هي أساس الدولة، الهدف ليس الإشراف، الهدف هو إستقطاب  باقي الأطر وإغرائها والسيطرة عليها في هذه المؤسسات ، أجزم أنها مجرد جاسوسة والأيام بيننا، إن عشنا سنحكي للأجيال الصاعدة عن هذه المكيدة ومن كان وراءها ومن شارك فيها، عن مكيدة الظهر والعمر بالنسبة للإسرائليين الصهاينة قتلة الأطفال والشيوخ والنساء، يعتبرون المغرب أرضهم وملاذهم بعدما سيطردون من أرض فلسطين المحتلة، وهذا طبيعي، لأنه رغم القتل والإبادة الجماعية، مازالت إرادة الشعب تنبض، ولكن إرادة الله قريبة .

في اعتقادي الرجعي، في اعتقادي الغبي، في اعتقادي الذي يحن إلى العصور البائدة والغير متنورة، لنقل الجاهلية حتى تستريحوا، أقول أن التطور والحداثة والازدهار يجب أن يكون على أيدي علماء عاصروا جيلين أو ثلاثة، حكماء بالعقل يتعاملون بالمنطق، همهم الأول الحفاظ على أساس بنيان وترابط الدولة، وهو الدين وحماية القرأن حيث القرأن هو اللحام بين مكونات المغاربة أمازيغ وغرب وريفيون وصحراوين وجبالة وكل الأجناس تحت راية واحدة وعرش واحد.

مسرحية وعرض ماسخ لعارية تظهر للعالم بحمالات الصدر وتبان في مشهد "بورنو" لا يشفع لها أن تشغل هذا المنصب الحساس، وإذا تعرت كاملة كما ولدتها أمها أعتقد أنها سوف ترتقي لمنصب أعلى، وتتقاضى راتب أغلى.

لهذا، نقول عندنا في المغرب طاقات كبيرة جدا، مواهب علمية، وإن الأمم تحيا وتساير وتعاصر بالعلم والتعلم والإحترام ، أما الفن والغناء والمسرح والرياضة، وباقي المواهب، إختيارية، هذه المرحلة، نحتاج طبيب يعالج، نحتاج مهندس يبني، نحتاج عالم صانع، ونحتاج معلم يوفر لنا كل هذه الطاقات الضرورية في هذه الظرفية بالذات .

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك