... رأي / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:
مغربنا 1 المغرب
قبل حلول شهر رمضان بيومين وصلت المؤونة من سطات وبن چرير و مراكش و مديونة و البيضاء ..فتحتها بعناية عائشة الطالبة بكلية العلوم تخصص فزياء كمياء،و المدبرة المالية لغرفة 45 جناح بنخلدون .فبدراهم قليلة بصندوق الغرفة الذي تساهم فيه كل قاطنات الغرفة، تستطيع أن توفر مواد غدائية لأسبوع على الأقل لأكثر من ستة طالبات على الأقل دون أحتساب الضيفات التي كانت تعج بهن الغرفة. في الرفوف المخصصة للمواد الغدائية بالدولاب المشترك ،رتبت عائشة الشباكية، التمر،سلو ،(الكريسات)، البريوات ،الحمص ،العدس ....أما قطع اللحم و الدجاح فقد أعطت أوامرها لأن تطبخ في نفس الليلة حتى لا تصبح نتئة . و هكذا داخل الدولاب اختلطت و اجتمعت خيرات المغرب . خلال شهر رمضان تنظم الطالبات إفطارات جماعية في جو أخوي وتضامني ،سواء داخل الغرف أو في البهو الكبير. و في العادة كل طالبة تساهم بطبق و لو بقطعة جبنة البقرة الضاحكة و حريرة المطعم ،و لكن أن تساهم بشباكية و شهيوات بعتثها أمهات لكي يخففن طول الصيام على بناتهن المغتربات،فهذا يكون كرم حاتمي تشكر عليه المتبرعة . تعد سفرة الفطور كما كانت تطلق (الإخوانيات)على الغطاء البلاستيكي الذي يغطي سجاد (موكيت)الغرفة . وعليه توضع (الزلايف) و كؤوس الشاي والحليب .(زلايف )و كؤوس متنوعة ليس موضة (ولكن كل وحدا من بلاد) .قبل الأذان تعد إحدى الطالبات موعظة حول رمضان و الصيام والزهد و الصبر والصدق .. .و تنشد صاحبات الأصوات الجميلة أناشيد بأداء متعب .و تبدأ تلاوة القرآن الكريم و الأدعية إلى حدود آدان المغرب . فتبدأ الحركة بأصوات الطالبات الخافتة ،كل واحدة تريد أن تقدم للأخرى تمرة وهي حريصة أن لا (تهرس صيامها) إلا بعد أن تحصل جميع الطالبات على تمرتها و كأس ماء . بعد الصلاة التي لابد أن تؤمها طالبة من صاحبات البيت ،الغرفة ، تبدأ وجبة الفطور دون نسيان الدعاء لهن و لعائلاتهن و لفلسطين و أفغانستان و لجميع المسلمين و بطبيعة الحال المغرب داخل (جميع المسلمين) و إن لم يذكر بالإسم.ولا ينسين الدعاء على (الكفار ).يتخلل الفطور ضحكات و حكايات اليوم الحلقات ،المحاضرات ،ازدحامات المطعم ...و إذا كانت من المدعوات طالبات يساريات فالمزاح و النقاش يأخد منحى آخر كله (شدان في الإخوانيات و الرفيقات)،و ربما احتجاج إحدى الرفيقة على احراج أحد الأخوان لأحد الرفاق و إعلان في حلقة أنه مفطر ،فتبدا النقاشات حول حرية المعتقد و (لبغا يعصي الله على الأقل يستر راسو).يحتد النقاش حول بقاياالشباكيةو المسمن المحشو(المعمر )بما تبقى من دجاج المؤونة الرمضانية و غيرالدسم ، ليس لأن سعيدة الطالبة بشعبة اللغة الفرنسية ، قللت من الدهون لأنها تؤمن بالحفاظ على صحتها وصحة زميلاتها ، ولكن لأن المدبرة الأقتصادية عائشة حددت لها كمية الزيت لدهن المسمن . وفي احدى الإفطارات الجماعية والتي كانت على شرف الطالبات الإفريقيات، ( كأن المغربيات ليس إفريقيات) ،و خاصة السودانيات اللواتي أحضرن أطباقا و مشروبات سودانية كالكركدي و الفول ..ولكي يتم اكتشاف و تدوق أطباق البلدين ، اقترحت إحدى الطالبات السودانيات أن تأكل المغربيات الأطباق والمشروبات السودانية ، و تأكل السودانيات الأطباق و المشروبات المغربية.فبدأت عيون الطالبات المغربيات تدور فيما بينهن،لأن يوما من أيام رمضان قضي بدون حريرة و شاي منعنع شدت له عائشة الرحال قدما إلى ليساسفة ، و بدون شباكية ولا سلو ....و كان عليهن شرب الكركدي و تدوق الفول و أطباق أخرى.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك