عيد أمي و( القوق)

عيد أمي و( القوق)
... رأي / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:

مغربنا 1 المغرب  اتصلت بأمي العزيزة كعادتي كل صباح لتكون بدايته بجرعة من صوتها الدافئ ودعواتها اليومية.ولكنني لم أهنئها بعيد الأم، ليس لأنني أجزم أنه بدعة ولا عيد عند المسلمين إلا عيد الأضحى وعيد الفطر،ولكن لأنني نسيت تماما أن 21 مارس ،يوم بداية فصل الربيع و الورود و الشمس الدافئة ،هو كذلك عيد الأم،ليس تجاهلا بعيد ست الحبايب حاشى لله ، ولكن لأن في ذاكرتي أن أول مرة سمعت به ،كان سنة 1975 عندما هاجر عمي لإيطاليا و بعث وزوجته الإيطالية هدية لجدتي رقية بمناسبة عيد الأم ، وكان تاريخها أواخر شهر ماي و ليس شهر مارس.و زاد ترسيخ هذا التاريخ كل سنة في ذاكرتي بعد هجرة أختي لفرنسا ،فكان ولازال يوم الأحد الأخير من شهر ماي تبارك لأمي عيدها، و يبارك أبناؤها عيد الجدة كل أول يوم أحد من شهر مارس. فلهذا عندما وجدت تدوينات فايسبوكية تبارك وتحتفل بالأم ، تذكرت أن هذه العادة الجميلة يحتفل بها العرب في شهر مارس و يوم بداية شهر الفرح و هي كذلك، الأم هي الفرح.فأعدت الإتصال بأمي مرارا إلى أن أجابتني، فباركت لها اليوم. و قالت بفرح (الله يبارك فيك أبنتي و الله يرضي عليك) ، و هي على عجلة من أمرها لأنها سمعت صوتا ينادي في الزقاق (القوق... القوق.. )قالت (سيري راه غايمشي عليا مول القوق.!!). فقطعتُ الإتصال ضاحكة.. فهذه هي أمي كباقي الأمهات ، ففرحهن و سعادتهن في ادخال قوق السعادة لقلوبنا . فمبروك العواشر لأمي الحبيبة و لجميع الأمهات العالم..متى ظهر هلاله سواء شهر فبراير أو مارس او أبريل أو ماي حسب اختلاف تواريخ الاحتفال به في العالم . عيد لم تعرفه تقافتنا المغربية ، كما هو عيد الحب ،عيد رأس السنة..إلا بعد ان تطورت وسائل الإعلام من فضائيات و وسائل التواصل الإجتماعي،و ربما لم يكن انتشاره بالمغرب كما هو الأمر عند المشارقة من مصريين و سوريين و لبنانيين لوجود المسحيين العرب ،الذين لهم السبق في الإحتفال بهذه الأعياد بالعالم العربي.و لقد كان الفضل للسيدة الأمريكية أنا جارفيس التي طلبت من المسؤول عن ولاية فرجينيا بإصدار أوامره بإقامة أول احتفال ليوم الأم يوم 12 مايو 1907، وكان لها ذلك ، لإعادة روابط التواصل و الإهتمام بالأمهات . فأصبح عيدا أمريكيا قبل أن يشيع في العالم، و الذي قد يكون مستوحى من احتفالات الونانيين منذ آلاف السنين بعبادة اليونان لكوبيلي، وعيد الرومان لهيلريا، واحتفال المسيحيين في أوروبا بيوم أحد الأمومة.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك