فقه المراجعة

فقه المراجعة
... رأي / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:

مغربنا 1 المغرب 
• فقه المراجعة من أعظم أنواع الفقه التي هجرها المسلمون والتي تحدث عنها القرآن في قوله تعالي"لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ"أي التي تلوم صاحبها وتراجع نفسها.
• أقوي مراجعة للنفس ومحاسبة لها تمت في تاريخ الحركات الإسلامية هو ما أعلنه المرحوم كرم زهدي في محاضرات مبادرة العنف والتي كان مفادها"نقول لكم بكل صراحة ووضوح أننا القادة التاريخيون للجماعة مسؤولون مسؤؤلية تامة عن كل الأخطاء التي وقعت في الفترة الماضية,ونحن نسعى في تصحيحها ومراجعة أنفسنا وتصويب كل خطأ وقعنا فيه من قبل,وهذه المراجعة واجبة علينا,وهي لوجه الله وحده".
• كانت هذه الكلمات السحرية التي خرجت من قلب شجاع هي البداية الحقيقية لحل أعقد المشكلات التي واجهت المبادرة,رحمه الله رحمة واسعة.
• من أجمل كلمات اللواء/أحمد رأفت التي سمعتها منه"هل تظنون أنكم فقط الذين راجعتم أنفسكم,كلا,نحن أيضاً فعلنا ذلك ألا ترون أن أبواب السجون كانت في اتجاه واحد إلي داخلها وأصبحت في اتجاه واحد إلي خارجها,وأصبحت مقار الأمن مكانا لحل مشكلاتكم وليست مشكلة لكم".
• وقد تعلمت من ذلك درساً بليغاً أن من يراجع نفسه أولاً سيلزم الآخرين بمراجعة أنفسهم من تلقاء أنفسهم ودون قيد أو شرط أو كثير طنطنة وفلسفة.
• من أهم الكلمات التي قالها اللواء/فؤاد علام"إنشاء وتكوين الجماعات في وجود الدولة هي أعظم بدعة ابتدعت وأضرت بالإسلام والأوطان",وقد تفكرت في هذه الكلمات فوجدتها صحيحة لأن إنشاء هذه الجماعات لم يفد الإسلام حقيقة وواقعاً وأدي إلي وجود دولة داخل الدولة,وأدي إلي صدامات عنيفة بين الدولة والجماعات,مما أدي إلي حشر الآلاف من الشباب الطيب المحب لدينه إلي السجون يقضون فيها زهرة شبابهم ويزدادون فيها حقداً علي الدولة التي عادة ما تعاملهم بقسوة أو تعذيب وإهانات,فلا هم أفادوا أنفسهم ودينهم وأوطانهم,ولا هم حققوا ما يريدون من إقامة الدولة علي طريقتهم,فلا أرضاً قطعوا ولا ظهراً أبقوا,لأن الدولة تنتصر عليهم دائماً.
• عادة ما تضم هذه الجماعات شباباً غضاً صالحاً ذكياً نشطاً ولكن جهودهم تضيع سدي في مواجهات عبثية تعطل مسيرة الإصلاح وتدعم الديكتاتورية وتشجع الجميع علي الخروج عن القانون بل عن الرحمة,فينسى كل طرف قواعد العدالة والرحمة والإنسانية والإخوة في غمرة هذه المواجهات العبثية.
• من أهم الحكم التي خرجت بها من حياتي المشحونة بالتجارب"إذا أردت أن يرحم خصومك تلاميذك وأبناءك فارحمهم أنت أولاً,بأن تصرفهم عن طريق العنف ومواجهة الدولة,لن يرحمهم أحد حتى ترحمهم أنت وتدلهم علي طريق الرحمة والإحسان والرفق,ابدأ أنت أولاً طريق السلام وسيجبر ذلك الدولة مهما كان عنتها وتشددها علي سلوك هذا الطريق,وهذا يسميه البعض"هجوم السلام,"فإن لم يتحقق لك معها السلام الكامل فإنها ستوقف كل ما ينافي القانون والعدل والرحمة.
• أزمة الشباب الحقيقية أنه يريد تغيير العالم كله أو تغيير الدولة ويضيع معظم وقته في التفكير في ذلك,وينسى في غمرة ذلك أن يغير نفسه إلي الأفضل والأصوب,والأدهى من ذلك أنه يغضب ممن يوجهه إلي ذلك,ويغضب ممن ينتقده أو يحاول تصويب عيب فيه,وكأنه أخطأ في الذات الإلهية,حيث يقدس الشاب نفسه,في الوقت الذي يصر فيه علي النقد المستمر والمتواصل للمسؤولين كل العصور,ويريد أن يرتب الدولة وهو غير قادر علي ترتيب غرفته,البداية من النفس دائماً .
• من أجمل الكلمات التي قرأتها للحبيب المستشار حسني السلاموني"احرص علي الباقي من رصيدك من ستر الله,فقد ينقذ رصيدك فجأة,ويرفع الله عنك غطاء سترك في أي وقت",كلمات أفزعتني وأفزعت كل من قرأها,لأننا نعيش وأسرنا في ستر الله ورحمته وفضله,اللهم استرنا في الدارين,آه لو رفع عنا الستر في الدنيا والآخرة,فافتضحنا فيهما أمام الخلائق,وفضيحة الآخرة أخطر حيث لا حل لها,وأعظم الأصدقاء هو من يظهر الجميل فيك ويستر القبيح,وخاصة حين الخلاف.
إنَّ الكرامَ وإنْ تغيرَ ودهُم *** ستروا القبيحَ وأظهَروا الإحسانا
• من أهم الأشياء التي تغير نظرتك للحياة ثلاثة المرض والغربة والسجن,وهذا حدث مع مصطفي أمين,والسادات,ومانديلا وعشرات آخرين.
• خلاصة العمر بعد تجارب العمر أن السعادة الحقيقية هي العافية في الدنيا والعفو في الآخرة.
• اللهم عافنا في الدنيا معافاة تامة واعف عنا في الآخرة فليس لنا سواك يا رب العالمين.
• قيل لأحد الحكماء كيف أصبحت قال:أصبحت بين نعمتين لا أدري أيتها أفضل:ذنوب سترها الله عز وجل فلا يستطيع أن يعيرني بها أحد,ومودة قذفها الله في قلوب العباد لم يبلغها عملي .
• إنني أتأمل في هذه الكلمات الرائعة وأجد نفسي أعيشها بقلبي ووجداني,فأتقلب في نعم كثيرة من الله,ولكن هاتين النعمتين هما أسمي النعم.
• آه يا رب,ما أحلمك وأعظمك وأكرمك,اللهم أتم علينا عافيتك وسترك ومحبتك ومحبة خلقك.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك