في مقرّ البنتاغون، حديث الرئيس بايدن عن #حقوق_الإنسان_في_السعودية_أوّلا!

في مقرّ البنتاغون، حديث الرئيس بايدن عن #حقوق_الإنسان_في_السعودية_أوّلا!
... رأي / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:

مغربنا 1 المغرب 
لم يتحدث الرئيس الأمريكي الجديد خلال زيارته لوزارة الدفاع عن صفقات الأسلحة والدخائر المجمدة للسعودية، ولا عن "الاستثناء" في العلاقات السعودية الأمريكية الذي يلوّح به بعض المسؤولين في الرياض، بقدر ما بدأ خطابه بالإشادة بإفراج الرياض عن الناشطة لجينة الحثلول التي وصفها بأنها "مدافعة قوية عن حقوق النساء."
جاءت هذه الخطوة بعد خمسة أيام من المكالمة الهاتفية بين وزير الخارجية الأمريكي أنثوني بلينكن ونظيره السعودي فيصل بن فرحان، ضمن مشاوراتهما بشأن ضرورة إنهاء الدعم الأمريكي للتحالف السعودي الإماراتي في حرب اليمن. وكانت المحكمة السعودية قد أدانت لجينة بالسجن خمس سنوات ونصف في ديسمبر الماضي.
في الوقت ذاته، ترتب واشنطن هذا الأسبوع لاستئناف عضويتها في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الذي يضم 193 دولة في جنيف، وهو قرار تصحيحي لقرار ترمب الانسحاب من المجلس في يونيو 2018. وقال وزير الخارجية بلينكن إن حكومة بايدن "تتبنى التزام الولايات المتحدة بسياسة خارجية تتمحور حول الديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة."
وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس بايدن لن يسقط على الفور الرسوم الجمركية على الصين التي طبقها الرئيس السابق ترامب، وأن بايدن أبلغ الرئيس الصيني شي جين بينغ أن "الولايات المتحدة ستسعى لمواجهة التوسع العسكري الصيني وانتهاكات حقوق الإنسان." وقد وجهت حكومة بايدن تنبيها مماثلا بشأن انتهاكات حقوق الإنسان إلى روسيا وميانمار.
كما ذكرتُ في مقابلات سابقة، تقوم البراغماتية السياسية لدى حكومة بايدن في الجمع بين منحيين اثنين: منحى التمسك بالمصالح الاستراتيجية الأمريكية في علاقاتها الخارجية وتحالفاتها الإستراتيجية، ومنحى الدفاع عن الاصلاحات الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، بما قد يتجاوز ما كان عليه الوضع في الحكومات الديمقراطية السابقة، ومنها حكومات أوباما وكلنتون وكارتر.
ويعزى هذا المنحى الحقوقي القياسي إلى سبببين رئيسيين:
أولهما، حتمية تصحيح عدد من القرارات التي اتخذها دونالد ترمب، ونالت من مصداقية الولايات المتحدة في أعين الدول الأخرى، خاصة باتجاه تجاهل المنظومة القانونية وتشجيع السلطوية والشعبوية والصفقاتية واعتبار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "ديكتاتوره المفضّل". ولن تجد القاهرة حاليا من سيبرّر سياسة القمع والسجن لحوالي ستين ألفا من النشطاء والصحفيين من شتى المشارب الفكرية.
ثانيهما، ليست حكومة بايدن حكومة ديمقراطية تقليدية، بقدر ما هي خليط من ممثلي الجناح التقليدي المعتدل والجناح التقدمي اليساري، ومن ممثليه نائبة الرئيس كامالا هاريس. وهذا ما يجعل سياسة القيم والاعتبارات الأخلاقية ضلعا رئيسيا لفلسفة حكومة بايدن، وهو ما سيمنح الأمل لعشرات الآلاف من المغيبين في الزنزانات المظلمة من المحيط إلى الخليج.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك