... رأي / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:
مغربنا 1 المغرب
خلال أواخر الثمانينات و وأوائل التسعينات، كلما حلت ذكرى 8مارس كما تسميها طالبات الحركة الإسلامية،و عيد المرأة كما تسميها الرفيقات اليساريات ، وإلا تجندت طالبات الحي الجامعي بمدينة الدار البيضاء لتخليده في ممر الحي الجامعي قبالة الأجنحة المخصصة للطالبات لأنه المكان الأكثر إضاءة .بعد وجبة العشاء في المطعم الذي يقدم أطباق لا مذاق فيها إلا مذاق (الصودا) ، تتجمع الأخوات و الرفيقات بفتح حلقة بشعارات حقوق المرأة.
فتبدأ الحلقة تتوسع بانضمام الطلبة و الطالبات. في أواسط الثمانينات لم تكن تشارك الأخوات في هذه الحلقات لأنه في نظرهن لا عيد في الإسلام إلا عيدين :عيد الفطر و عيد الأضحى، و لأن الإسلام كرم المرأة فلسنا في حاجة لكل هذه الحقوق و القوانين الدولية التي تدعو لها الرفيقات.و اللواتي يعملن على تمييع المرأة و إخراجها عن وقارها و عفتها ووووو. كانت الأخوات تمرن من أمام الحلقة و عيونهن في الأرض مستاءات من قلة حياء هؤلاء الرفيقات وهن يهمسن (الله يهديهم).و في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات انتبهت الأخوات و تنظيماتهن أن عليهن أن يساهمن في نقاش الحلقات ،ليس للإحتفال بيومهن ،ولكن للرد على تضليلات الرفيقات و الرفاق التي ينشرونها في صفوق الطالبات و الطلبة. تضليلات تسيئ للإسلام و للمرأة المسلمة.
فكانت الأخوات تدخل في معتكف تقريبا شهرا قبل حلول الذكرى ، فتعد الردود كتابة ، و قد تحفظ عن ظهر قلب بعض المداخلات النارية. فكانت هذه الذكرى توحد بين طالبات التوجهات الإسلامية خصوصا العدل والإحسان و حركة الإصلاح والتجديد، لتكثيف الجهود و مواجهة الفكر اليساري الهادم لأخلاق و افكار الطالبات بالخصوص. فبمجرد ما تفتح إحدى الرفيقات الحلقة فتبدأ صاحبات الجلاليب و الخمارات تلتحقن باستحياء .فتبدأ المداخلات و المداخلات المضادة بين التوجهين اليساري و الإسلامي، فثارة اليسار ينعث الإسلاميين بالتخلف و الرجعية و الخنوع لنصوص دينية تحد من حرية المرأة و تحرمها من حقوقها ، و ثارة ينعث الإسلاميون اليسار و الرفاق بأنهم خارجين عن الدين و يريدون فرض القوانين الوضعية..
نقاش يعضضه مداخلات الطلبة الذكور من التوجهين مناصرين طالبات تنظيماتهم. فيعلو صوت النقاش وقد يتحول في بعض الأحيان إلى سب و شتم بين الطرفين.ثم بعد ذلك غيرت الأخوات الخطة فأصبحن هن من يفتتحن الحلقات قبل الرفيقات..و يسيرن الحلقة بدون حرج.وبدأت نقاشاتهن تتطور و تنضج و فيها انفتاح شيئا فشيئا علي ماتطرحه الرفيقات تارة بعنف و تارة بهدوء.. فتنتهي الحلقة غالبا بعد منتصف الليل ، وينتهي مفعول أطباق المطعم .فتلتحق الطالبات إلي غرفهن للبحث عن بقايا خبز و شاي وزيت زيتون و ربما قطعة(البقرة الضاحكة). وغالبا هذا الطبق يجمع حوله أخوات و رفيقات لمواصلة النقاش تحت قهقهات ،تغضب الطالبات اللواتي يوقيضهن صخب النقاش .فتمر ليلة ذكرى و عيد المرأة و لقد وتقث علاقة إنسانية جميلة بين الأخوات و الرفيقات ..اللواتي يعشن نفس الظروف و يعانين حرمانهن من نفس الحقوق، و لو كانت كل واحدة تعبر عنها بقناعاتها الخاصة و المختلفة عن الأخريات..فكان للتواصل الإنساني و الإجتماعي بين الفئتين من الطالبات ، دور كبير لتعميق النقاش أصبح يطبعه نضج و هدوء و إنصات للأخر.. فاصبح الإحتفال بعيد المرأة يعده الطرفان. و يتناوبن على تسيير الحلقات التي لا تخلو من نقاشات حادة ، لا يلطفها إلا (براد أتاي بلا نعناع) بعد منتصف الليل بالغرفة 45 أو 55 جناح بن خلدون..
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك