... رأي / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:
مغربنا 1 المغرب
تزخر مؤلفات الفقهاء بوصف نعيم المؤمن في الآخرة، غير أن مايعرف بنعيم الجنس أخذ الجانب الاكبر في الوصف، معتمدين في ذلك على روايات وقصص إخبارية… ، فمثلا اجمع المفسرون على أن المقصود بالآية” إن أصحاب الجنة في شغل فاكهون” بأن الشغل الشاغل لأهل الجنة هو فض الأبكار!، مما يبعث الكثير من التساؤل حول اسباب التوافق على هذا التفسير. اهم جوانب هذا الاتفاق يكمن في وحدة تفكير المجتمع الاسلامي عموما والقبلي خصوصا في أصول نظرته للمراة، والذي يتفق على تقييد حركتها في الحياة العامة، هذا التقييد سبب رئيس في خلق حالة الهوس الجنسي عند الرجال ضمن هذه المجتمعات،مما يولد مثل هذا التفسير، الجانب الثاني استغلال الدولة هذا الهوس في إطار شرعي بمساعدة رجال الدين، عبر اضافة كمية من الخيال الجنسي فالروايات من اجل دعم إرادة التضحية لدى الجنود خلال الحرب، هذا الطرح يمثله ابن النحاس بكتابه مشارع الاشواق الى مصارع العشاق حيث اخرجه لتحفيز المقاومة في فترة الحملة الصليبية وخط فيه أبرز ما يحرك الغرائز في وصف الحور العين. هذه التخيلات لم تعد حصرا على فقهاء الدولة في الوقت الراهن بل وجدت فيها التيارات الاسلامية المسلحة مادتها فالاستقطاب والمواجهة، فجزء كبير من خطابها الدعوي يرتكز على التوصيف البورنوغرافي لأجساد المحظيات في الجنة، كمهر لمن ركب رحلة الموت، ولعل عبد الله عزام قائد الافغان العرب رائد هذا الخطاب، يليه في احداث الحرب السورية عبد الله المحيسني، لكن لماذا يلقى هذا الخطاب إقبالا خاصة عند الشباب اليافع؟. يكمن ذلك صراحة فالكبت، وهو معضلة جاء نتيجة عدة عوامل (تاخر سن الزواج.المناخ، التربية..) والكبت كما عبر عنه روسو: “يمارس ضغوطا صامتة وشديدة تتطور لتصبح فيما بعد أمراضا تصيب شخصبة الانسان”،اما المحلل النفسي يونغ فيقول: “إن الكبت الجنسي ليس مجرد كبت غريزة, بل إن خطورته تجعل الإنسان يتدهور روحياً ومعنوياً، عذاب نفسي وإحساس عميق باليأس وانعدام القيمة، الجنس هو طاقة حيوية وإيجابية تعمل على توازن الشخص روحياً ومعنوياً، والمكبوتين جنسياً يشعرون أن مرتبتهم الإنسانية قد هبطت إلى مستوى المعوق أو المجنون”. لذا لايستغرب ان عمر المنفذين اوالمسجلين في قائمة (الاستشهاديين) من العشرينات، وهو سن تتراكم فيه عقدة الشعور بالذنب (التقصير في حق أمته) اضافة إلى الكبت الجنسي…
فطريق الموت بالنسبة له هو المختصر لتحقيق حلمه بلقاء تلك الأنثى المسكونة في عقله. ترافق الشاب قبل تلك الرحلة تبريكات من إخوانه مع باقات تحفيزية من جملة الأناشيد والأشعار ( زفو الشهيد) مع جديد الثياب وروائح العطر… ، كل هذا من أجل انثى رسم له تفاصيلها خيال الفقهاء واستغلتها التيارات المسلحة لتجنيده. وكإشارة بسيطة سنوات التحاقي بالحرب الأهلية السورية كان دور الخَطَابْ(ة) نشيطا في تلك البيئة ولم تمنع ظروف الحرب التهافت على الزواج بل كان مشجعا من عدة طرق، مما يؤكد أهمية الجنس بشكل عام عند الشخص العادي وبشكل خاص عند المقاتل والذي لايفوت فرصة التعدد كلما اتيحت الإمكانيات لذلك.. ، ناهيك عن الأخبار المتناقلة خاصة في بداية الحرب عن بعض القتلى تفيد ان فلانا قتل وأثر المني على ملابسه، وآخر قتل وقضيبه في حالة انتصاب..! إشارة تفسر اهمية هذا المحور عند المقاتل، زيادة كذلك عن الرؤى والاحلام وتفسيرها الذي أخذ نفس المنحى
. من هنا جاء الداعية المصري خالد الجندي لقطع هذه التفسيرات المتعلقة بالجنس في الجنة، نافيا وجود أعضاء تناسلية وان وظيفتها تتعلق بالدنيا فقط … مستندا على نفس القاعدة التي يقف عليها الفقهاء بان التعديلات إذا جازت على النوم والشرب… في الحياة الآخرة بعدم مشابهتها نظيرها فالدنيا، فلماذا لاتجوز على الجنس الذي بقي ثابثا فالتفسير!؟، هذا التصريح يعتبر من اهم الإجتهادات التي جائت لسد الطريق على توظيف مثل هذه الرويات من جانب التيارات المسلحة لتجنيب خاصة الشباب الوقوع في مثل هذا الإغراء، وبه نختم الكلام.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك