خالد أوبا عمر يكتب:بنكيران: طائر الفنيق الذي ينبعث من رماده

خالد أوبا عمر يكتب:بنكيران: طائر الفنيق الذي ينبعث من رماده
... رأي / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:

مغربنا 1 المغرب

في كل مرة يجد فيها حزب العدالة والتنمية نفسه في قلب العاصفة، يخرج عبد الإله  بنكيران لإنقاد الموقف، وإطفاء نيران الغضب في صفوف المناضلين!

عبد الإله بن كيران، إطفائي  متمرس، ويعرف بذهائه السياسي، وبحسه البراغماتي، كيف يقتات سياسيا من الأزمات التي يعيشها الحزب، وكيف يحولها إلى قوة دفع عجيبة، لإنبعاثه السياسي من جديد في علاقته بالسلطة الحاكمة ، في ظل مشهد حزبي وطني، أصبحت سماته الرئيسية هي الفراغ، والضعف، و الانتهازية!

بنكيران رجل له قدرة خارقة على ترويض مناضلي حزبه، وإذا ظهر السبب بطل العجب!

فهو يرى في نفسه الأب الروحي، والمربي الذي نشأ جيل بكامله من المناضلين، الذين يشكلون نواة الحزب الصلبة على يده، ويد رفيقه المرحوم عبد الله باها، بل إنه يعرف كل واحد منهم حق المعرفة، مادام أنه هو الرمز، وهو الزعيم، وهو البوصلة الرئيسية داخل التنظيم الحزبي، الذي خرج من بيت ابن دار المخزن البار، عبد الكريم الخطيب!

عبد الإله بنكيران، يعرف متى يقوم بعمليات الكي؟ ومتى يقوم بعمليات البخ؟

 غير أنه من باب الإنصاف، فإن  خروجه الاخير، يحسب له، مادام أن الغاية هي التي تبرر الوسيلة، وفق المنهج الميكيافيلي!

الدولة بدورها يقظة جدا، وتعرف مع من تتدافع سياسيا، وتعرف كيف تلعب أوراقها في الوقت المناسب، وبالمنهجية التي تنسجم مع خياراتها الاستراتيجية؟

الدولة التي تملك سلطة القرار والحكم، لم تكن يوما ضد التفريط في حزب العدالة والتنمية، وقد كتبت ذلك في مقالات رأي سابقة ، لأنها تدرك أهمية الادوار التي يمكن  لهذا الحزب أن يلعبها في سياق كل مرحلة، واليوم قال بنكيران بصريح العبارة، أنهم وقفوا إلى جنب الدولة لكي يمر الربيع العربي، واللبيب بالإشارة يفهم!

وباستحضار ما يقوله بعد مناضلي العدالة والتنمية، في الشبيبة أو في الحزب، فالامر في تقديري الشخصي، مجرد جعجعة بدون طحين،  في إطار التكتيك السياسي، لحزب تمرس أعضاؤه، على منهجية البخ والكي!

محمد السادس عندما يقتنع بشيء ما، يقوم به في التوقيت الذي يراه مناسبا، وبالمنهجية التي تصيب الهدف الذي ترغب فيه الدولة، بشكل براغماتي، وهذا ما عبر عنه  بشكل واضح، وزير الخارجية، ناصر بوريطة ، عندما قال بأن الملك محمد السادس آمن بالتطبيع مند سنة 2018.

العدالة والتنمية قضى عشر سنوات على رأس الحكومة، لعب خلالها أدوار لم يلعبها غيره فيما قبل، وقد أصبح الآن حزب عادي، مثل باقي الأحزاب التي تؤثت المشهد الحزبي الوطني، وخرجة بنكيران، تظل على أهميتها، خرجة سياسية محكومة بما هو نفعي بالدرجة الأولى.

خبرة بن كيران في السياسة، وتجربته كرئيس حكومة خلال مرحلة صعبة، خاض فيها الحزب، صراعا مريرا مع مراكز قوى فاعلة داخل مربع السلطة، أمور تعلم منها الرجل أن مواجهة السلطة، في المجالات التي تندرج في إطار المجال المحفوظ لرئيس الدولة، ممارسة غير مسموح بها في أعراف وتقاليد دار المخزن.

لهذا، لا تستغربوا إن سمعتم يوما، أن المنادي قد نادى، وأن بنكيران قد لبى النداء، وانبعث من رماده كطائر الفنيق.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك