حبيب كروم يتساءل عن ما يجري داخل دواليب رئاسة الحكومة

حبيب كروم يتساءل عن ما يجري داخل دواليب رئاسة الحكومة
... رأي / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:

مغربنا 1 المغرب
لا ندري ماذا يجري داخل دواليب رئاسة الحكومة؟! وأية حسابات ضيقة تتعلق بإسناد المسؤوليات المتعلقة بالمناصب السامية التي تدخل ضمن اختصاصات رئيس الحكومة ، كما هو الشأن بالنسبة لمنصب الكاتب العام لوزارة الصحة الذي ظل يدبر بالنيابة  لما يقارب السنتيين دون أن يتم تعيين الكاتب العام الحالي  بصفة نهائية، هذا الاستتناء يعد سابقة خطيرة في تاريخ وزارة الصحة وتحديدا؛ في هذا الوقت بالذات الذي تزامن وتدبير الجائحة.
لا يهمني معرفة الأسباب الكامنة وراء هذا البلوكاج، وهل هي سياسية أو غير ذلك، بقدر ما يهمني شخصيا كفاعل جمعوي وكمهني متتبع للشأن الصحي التلاعب و الاستخفاف و الاستهتار بأحد القطاعات الحيوية الأساسية، حتى لكأننا لم نعد نحسبه أحد القطاعات الحساسة وذات الطابع الاجتماعي والبعد الإنساني.
إن عدم تعيين الكاتب العام لوزارة الصحة طيلة هذه الفترة الزمنية، والذي يترجم الأساليب المعتمدة في تدبير القطاعات الحكومية هو اختيار لا يهم فقط فئة دون أخرى، بل يعني كافة مهنيي الصحة وعموم  المواطنين المغاربة.. لذلك ليس من حق الحكومة أن ترجح كفة السياسة على حساب والمصلحة العامة التي تستدعي الإصلاحات الجدرية بهدف النهوض بالمرفق العمومي  الذي يعاني من عدة أزمات، طال الأمد ولازالت تنتظر المعالجة الصحيحة و التقويم الفعال و الناجع لها.
إن استمرار الازدواجية و التناقضات يساهم بشكل كبير في الا ستياء و التدمر و الإحباط في الوقت الذي ترفع فيه شعارات الاصلاح و مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، فكيف لقطاع من حجم قطاع الصحة بموارد بشرية متعددة و كبيرة، أن يدبر بالنيابة لا لشئ سوى لحسابات نحن في غنى عنها؟
فهل هذا المنصب السامي أهم من تجسيد وتنزيل خطابات صاحب الجلالة الذي دعى في عدة مناسبات إلى القيام  بإصلاح جذري لقطاع الصحة ؟ وهل المنصب السامي أهم من احترام ذكاء نساء و رجال الصحة و عموم المغاربة؟ وهل المنصب السامي أهم من نكران الذات؟ وهل المنصب السامي أهم من خلق جو يسوده الاحترام ليساعد على بناء الثقة  بين المواطنيين و المؤسسات العمومية.
أرى وهذه وجهة نظري الخاصة؛ إذا كان الكاتب العام الحالي لا يستحق الظفر بمنصب المسؤولية فكيف دبرت جل مراحل الجائحة منذ ظهور الحالات الأولى لكوفيد_19، نحن لسنا مرغمين ولا مجبرين  على التعايش مع التناقضات الناجمة عن حسابات ضيقة.
حسب المنطق؛ لا يمكن لشخص قاد معركة ضروس وحربا طاحنة بمعية وزير و مدراء مركزيين وفرق عمل من داخل القطاع و خارجه ضد فيروس قاتل خلف إصابات و ضحايا، وتنتهي الحرب والمعركة ولا زال لم يشغر هذا المنصب.
وختاما نتساءل: هل ستواصل وزارة الصحة مواجهة و إدارة الحرب ضد كورونا  بكاتب عام بالنيابة؟!
حبيب كروم فاعل جمعوي نقابي وحقوقي

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك