مغربنا 1 المغرب
من في لائحة الإغتيالات بعد الشهيد محسن فخري زادة العالم النووي الإيراني ؟؟ الفيلم الإسرائيلي (طهران ) أو العميلة السرية (جاسوسة إسرائيلية في طهران ) .. هي حكاية تجنيد امرأة ربع يهودية بلا تاريخ وبلا هوية حقيقية في لندن ثم إخضاعها لتدريبات مكثفة في قاعدة الموساد بمدينة ليبزيتش الألمانية قبل تسفيرها إلى العاصمة الإيرانية طهران والإشتغال كمعلمة لمادة الإنجليزية .. ومن هنا تبدأ عملياتها المخابراتية .. ماذا تفعل مخترقة حواسيب اسرائيلية محترفة في قلب العاصمة الايرانية طهران؟ .. لتنطق التفجيرات وقتل العلماء النووين بتعاون عملاء من كل الأطياف الإيرانية .. لتعود راشيل عميلة الموساد الإسرائيلي إلى ألمانيا حيث سيحاول الإسرائيليون قتلها والتخلص منها كما شأنهم مع كل من يعترض خطط إسرائيل !!! هي مجرد رواية ومجرد فيلم نعم ، لكنه يذكرنا بأحداث حقيقية عاشتها إيران وكانها تتنبأ بتفصيلات الحرب السيبيرنتيكية المشتعلة بين إيران من جهة وإسرائيل وأمريكا ومن معهما من جهة ثانية .. هي حكاية أخرى لتفجيرات مفاعل نطنز النووي الإيراني وهي حكاية اغتيال ال قادة العسكريين للمقاومة من الشهيد عماد مغنية إلى الجنرال قاسم سليماني ثم سلسلة اغتيال علماء الذرة الإيرانين في العشرية الأخيرة حتى فاجعة اغتيال الشهيد محسن فخري زادة بطريقة هوليودية في قلب طهران .. تصريحات القيادات الإيرانية تنبئ عن علم مسبق باستهداف الشهيد بل ومكان الاغتيال كما قال شمخاني لكنهم وحسب نفس الشخص استخفوا بالأمر لطول الأمد وتوالي محاولات الاغتيال حتى وقعت الواقعة ليس لوقعتها كاذبة .. واقعة لن تكذب واقع الاهتراء الكبير في الجدار الأمني الإيراني بكل مؤسساته وشخصياته وتاريخه وإنجازاته التي عصفت بها هذه الإغتيالات المتكررة في قلب الجمهورية الاسلامية .. يفترض أن ايران تجاوزت بشكل نهائي زمن الانفلات الأمني ما بعد الثورة الاسلامية حيث التنظيم الإجرامي لمجاهدي خلق اغتال أغلب قيادات الثورة وعلماءها ولولا شخصية الإمام الخميني رحمة الله عليه والتي شكلت مغناطيسا حقيقيا لتجميع قوى الشعب والانتقال به إلى زمن المؤسسات والقوة والحرس الثوري الذي تعاظمت سمعته وقدراته التي صالت وجالت حتى قلب فلسطين في حرب حقيقية وكر وفر مع مخابرات العدو والموساد تحديدا .. ونتذكر جميعا قصة الوزير الإسرائيلي السابق "جونين سيغيف" الذي أعلن الشاباك الصهيوني عن اعتقاله عام 2018 بتهمة التخابر مع إيران .. لم نسمع عن أي اغتيال إيراني لشخصية أو قيادي بارز إسرائيلي سواء في الداخل أو في الخارج .. لكن الحرب الاستعلامية والاختراقات مشتعلة ومستمرة ولو أن الواضح أنها لصالح العدو الإسرائيلي في صفوف الجمهورية الإسلامية وسوريا وجبهة المقاومة عموما .. فما السبب في هذا الترهل والضعف الأمنيين ؟ ولماذا ينجح العدو كل مرة في الوصول إلى أهدافه وكأن البيت لا رب له يحميه .. وكأن كل الخطب وكل الشعارات مجرد شعارات من ماء وهواء للتعمية والتبرير فقط ، دون امتلاك القدرة الحقيقية على الرد .. رد الصاع بالصاع الواحد على الأقل فلا أحد يصدق خزعبلات الرد في المكان والزمن المناسبين ولا أحد مع انسياب الوقت سيصدق الحديث. عن الصبر الاستراتيجي فعلا بعيدا عن صدقية الشعار ، مادام هذا الصبر يكااد يتحول إلى عذر القاصر والعاجز فقط .. فمن جعل إسرائيل تتمادى لهذا الحد في استباحة كل العالم الاسلامي والعربي ومحور المقاومة تحديدا ، فكل يوم تقتل طائرات العدو وصواريخه قيادات وجنودا لحزب الله وللحرس الثوري في سوريا على الحدود مع العراق وفي دير الزور وعلى حدود الجولان و في ضواحي دمشق ثم لا يفتأ الاعلام الاسرائيلي ينشر الصور ويستعرض الأسماء والأماكن وكأنها حديقته الخلفية يعربد فيها كما يريد . ولا رد حتى الساعة من المقاومة على كل هذه الغطرسة ولائحة الشهداء طويلة وبلا نهاية .. هل الحل هو الاستغراق في الشعارات وتجييش العواطف فأي حديث عن جيش الله والحرس والأعطاب كثيرة وتتوالى فهل نستمر في إغماض العينين والتلذذ بالشعارات البراقة المنومة فقط ..
أن نكون مع المقاومة ومع إيران المقاومة لا يعني التطبيل للفشل والتهليل لتوالي النكبات ولا يعني أن نغرق في قواميس تبرير الأخطاء وخذا لا ينقص من المقاومة قيمة ولا رمزية باعتبارها جهدا بشريا اولا واخيرا حتى وهي تعتمد المعية الربانية والمنهج الحسيني شعارا لأن المعركة كبيرة ومع قوى كبيرة ومع عقول خطيرة وإمكانات فوق الوصف ، فلا يعقل أن نروم المقولات العرفانية والحرب أداتها الالكترونيات والنانو والجي 5 حتى لو كان قادة إيران أتقى الناس واصدقهم فهم سينهزمون إذا لم يعدوا للحرب عدتها ولم يخططوا لساحات المواجهة بكل مفرداتها والمخابرات والإختراقات الأمنية واحدة من ألف فقط .. هل يعقل أن نروج أن القيادات مرتبطة بنور الله وموصولة بإمام الزمان يسدد خطاها ونحن نرى الفشل يتلو الفشل ، أليس هذا مدعاة لليأس وتنفيرا من كل المنظومة التي تتعامل بالغيب مع قضايا الحساب والرياضيات وواحد زائد واحد تساوي اثنين ولا يمكن أن تصير ثلاثة ابدا .. يتوجع القلب أن نسمع في تحليل ما وقع من خسران كبير لقيادة علمية تغريخية بكل المقاييس أن ايران يديرها العرفاء و يحكمها التوحيد و بالتالي ما سيكون هم يعرفونه و يرونه لأنهم ببساطة بعين الله .. ما هذه الهلوسات والمزايدات في الولاء الذي يضر ولا ينفع وكأن إيران تحتاج من ينفخ في عرفانيتها .. فعلا إنه التخلف في التحليل حتى وهو يدغدغ المشاعر السطحية .. وإيران يقينا فيها من القيادات والطاقات والتجارب ما يؤهلها للمواجهة لكنهم في الأخير قيادات بشرية كما الناس الذين يخطؤونويصيبون ، وأول خطر يصيبهم السقوط في الغرور بكل ألوانه سياسيا ونفسيا وعسكريا واستراتيجيا .. ما يسمى الصبر الاستراتيجي ليس وحيا ننظم قصائد الغزل فيه ، فيبقى من حق الجميع إبداء الرأي ونقد التجربة والاختلالات التي تعرفها وتتزايد فيها فيما هو مشروع الدولة وفيما هي العلاقة مع الٱخر .. ولنتساءل عن سبب اتساع مساحات الغضب والعداء للنظام الإيراني داخليا وفي الطيف المحيط حتى داخل الوسط الشيعي نفسه والعراق نموذج فقط .. وهذا مدخل الاهتراء الذي يسهل تسرب أعداء إيران ما دامت النربة الخصبة متوفرة .. يبدو أن الشهيد محسن فخري زادة كان هدفا سهلا مكن كوموندو القتل الإسرائيلي من تتبعه وهو راجع من محافظة مازندران شمال ايران على بعد 130 كيلومتر شمال طهران إلى أن وصل من منطقة إيبسرد على بعد 70 كيلو شرق طهران حيث قاموا بجريمتهم النحراءبكل سهولة وبكل دقة مع الأسف .. لنتخيل فقط أنهم تمكنوا مت قطع التيار الكهربائي عن كل المطقة واستعملوا سيارة فجروها عن بعد وكذا ورشاش يتحكم فيه عن بعد أيضا واستهدفوا بداية السيارة الأمامية لموكب الشهيد حتى يتمكنوا من استدراجه للنزول من سيارته ثم قتله بكل سهولة وكأنه بلا حرس .. العملية تستدعي مدة طويلة من الرصد والتتبع لعادات ومسارات وساعات ويوميات الشهيد. في بيته وفي عمله الجامعي وفي عمله داخل المفاعل النووي وفيابشارع بما يفتح باب التكهن عن حجم فرقة الاغتيال وحرفيتها وحجمها .. وبالتالي يبرز حجمالغفلة الامنية الايرانية وعدم النباهة وحجم الاختراق داخل. الاجهزةالامنية الايرانية وكذا المجتمع الجامعي والعلمي فكل شيء ممكن فعلا مادام كوموندو القتل أدى مهمته بدقة ثم انسحبوا حسب التسريبات وهم أكثر من عشرة افراد فيما بلغت مجموعات السند والمتابعة والسحب أكثر من ستين فردا وهذا جيش صغير حقا من الموساد داخل العاصمة طهران .. فمن يكتفي بالتصفيق لعدم الرد الايراني واتهام الٱخرين بالقصور هو شريك في إيذاء الشعب الايراني ونظام الجمهورية الاسلامية حقا ويستطيب استدامة استباحة القادة الايرانيين قتلا واغتيالا وخيانة .نعم وشهران فقط تفصلنا عن تنصيب بايدن رئيسا جديدا لأمريكا ، كل من يدعي الحكمة والعقل يوصي بالتروي وينصح الإيرانيين بعدم الرد كما فعل الرئيس الأسبق للنخابرات الأمريكية ، حتى يفوتوا الفرصة على ترامب المترنح والمجروح وجنونه والذي يسعى ناتانياهو لتوريطه في حرب كبيرة على إيران تعرقل أية إمكانية للعودة للإتفاق النووي وتمكن اليمين الإسرائيل من البقاء في الحكم .. لكنها حكمة قد لا ترسخ سوى مسلسل استسهال استهداف قادة المقاومة واغتيال العلماء والرموز دون رادع من أخلاق ولا من قوة التي قد تصير هي المعادلة الجديدة في ميزان القوى في المنطقة
.. * سليمان الهواري / الرباط 3/12/2020
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك