القشعريرة

القشعريرة
... رأي / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:

مغربنا 1 المغرب 
أخذ ثمانية قادة سياسيين على عاتقهم أن يسافروا حوالي ألف كيلومتر كي يلتقطوا صورة بجانب جدار لمركز تفتيش خاص بالجمارك بمنطقة الكركرات. هل تستحق الرحلة ذلك العناء؟ ركب سبعة قادة سياسيين طائرة خاصة مكتراة، وحجزوا سبع غرف في فندق فخم في مدينة الداخلة (عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، وحده، من قرر أن يأخذ طائرته الشخصية من مراكش، وألا يتناول الغذاء رفقة باقي القادة السياسيين)، وكل ما قدموه في نهاية المطاف كان صورا وبيانا جرت كتابته بالرباط، قبل أن يمتطي الجميع الطائرة. ولسوف يواجهون بعض السخرية على الشبكات الاجتماعية. هل تحق السخرية في هذه الظروف؟ يملك هؤلاء القادة، على كل حال، مناعة إزاء الاستخفاف من هذه الأعمال. لقد تشكلت مشاعر الألفة بين السياسيين وبين الناس العاديين بسبب تاريخ من الاستهزاء المتبادل. ينظر الناس إلى أعمال السياسيين كاستعراض خال من أي قدرة على بذل المجهود للتغيير، خاصة عندما يتعلق الأمر بأشياء ذات حساسية هائلة.
على الأحزاب أن تقف عند حدودها، وهي، على ما يظهر، تعرف الطريقة التي يجب أن تتصرف بها كل مرة تعلق الأمر بالصحراء. لذلك، كان من المجحف أن ننظر إلى زيارة القادة السياسيين للكركرات كعمل استعراضي، أو مطالبتهم بفعل ما هو أكثر.
لكن ما يهم هو ما يعنيه التبخيس المنظم لأعمال السياسيين؛ حيثما كانوا. يمثل ذلك مشكلة بالنسبة إلى الدولة والسياسيين أنفسهم. تضع الأحزاب نفسها في موضع خادم مطيع في اللحظة التي يطلب منها أن تمثل الدور بإتقان، وفي الواقع، ليست الأحزاب هي من يجب أن تتولى قضية الصحراء كما غيرها من أولويات الدفاع. ومع ذلك، على الأحزاب أن تكون صريحة مع نفسها قبل كل شيء، وكما هي على وعي بحدودها، فإن الطرق التي تعبر بها هذه الأحزاب عن نفسها في قضية الصحراء يجب أن تخضع لبعض التغييرات. تقول الأحزاب إنه ليس بمقدور أي كان أن يبدع شيئا أفضل مما تفعله، وهذه حقيقة بالفعل في بيئة ركنت إلى الكسل. وربما ليس في المستطاع أكثر من بعث رسائل إلى قادة سياسيين آخرين لإبداء فهم وتفهم أكبر لموضوع الصحراء. المشكلة، في حقيقة الأمر، تكمن في ما تعتقد الدولة أنه قابل للمشاركة، لكنها كونت موقفا من الاعتداد بالنفس إزاء استسلام الأحزاب. هل ينقص ذلك شيئا من شأن القضية؟ كلا، لكن خدوشها بادية.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك