... رأي / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:
مغربنا 1 المغرب
ماذا بعد اغتيال العالم النووي الإيراني في قلب طهران ؟ هل سنطرح نفس السؤال بعد كل عملية اغتيال داخل خط المقاومة ويجب أن ننتظر نفس الجواب ؟؟ عندما يصرح الرئيس روحاني مباشرة بعد العملية أن إسرائيل لن تستدرج الشعب الإيراني لردود أفعال غير محسوبة ، ألا نكون حقا في نفس دائرة الجواب السوري بعد كل عملية هجوم إسرائيلي على دمشق .. سيكون الرد في الزمن والمكان المناسبين ؟؟ ولا رد حقيقي أتى فعلا بعيدا عن لغة الفرحة بالشهادة وتقديس الشهداء .. وهو أمر مسلم به عقديا ، لكن الحديث هنا في السياسة والحرب وليس في العواطف والتجييش الديني لتقبل وتفسير تلقي الضربات !! ماذا سننتظر وقيادات عسكرية كبيرة تصرح أن الرد سيكون دون ضجيج ، ماذا نفهم ؟ هل سيكون هو نفس الرد على اغتيال الشهيد قاسم سليماني !! في إسرائيل شبه احتفالات بعد أن نفذ المجرم ناتانياهو وعيده باغتيال عالم الذرة وكبير خبراء الصواريخ الإستراتيجية في ايران خلال ندوة له سنة 2018 حين ذكره بالإسم وقال .. محسن فخري زادة تذكروه .. كيف نتجرع هذه السلسلة من اغتيال القادة العسكريين والعلماء الكبار .. هل هذا هو فعلا ما يسمى الصبر الاستراتيجي ؟؟ إنه خامس عالم إيراني يغتاله الموساد الإسرائيلي والأمريكان في المدة الأخيرة .. لماذا تمزق الحاجز الأمني الإيراني ومن الداخل .. يقينا أن اغتيال الشهيدين المهندس وقاسم سليماني تم بفعل اختراقات أمنية من داخل الحرس الثوري نفسه .. ويقينا ان اغتيال البارحة للشهيد العالم النووي .. تم نتيجة اختراقات دقيقة في الجهاز الأمني الإيراني والمخابرات الايرانية وداخل الحرس الثوري المكلف بحراسة العالم النووي الشهيد .. أين الخلل .. الحرب المخابراتية طبيعية وتاريخية بين الأعداء .. ومن يفرط في سنتيمتر واحد من جداره الأمني سيجد عدوه يرتع في كل مساحاته الداخلية .. إيران هي الوجهة السياحية المفضلة للروس والأذربيجانيين والكازاخستانيين والأوكرانين .. ويقينا أن الموساد الإسرائيلي يخترق كل هذه الساحات ومن زمن طويل ويسهل عليه الوصول لطهران بكل سهولة .. ما يزيد الطين بلة هو حجم العداء الداخلي للنظام والمتزايد بشكل طبيعي نتيجة تشابك عدة عوامل .. ليس أولها الوضع الإقتصادي الكارثي بشكل عام بفعل الضغوط والحصار الخارجي وأيضا نتيجة التواجد الإيراني في كل ساحات المواجهة والحرب على كل جبهات المشرق العربي ، والتكلفة الكبيرة لهذا التواجد .. وهنا يجب أن لا ننسى تنظيم مجاهدي خلق وتراكم حقده الغير متخيل على النظام الإيراني وحجم السند الذي يتلقاه من الأمريكان وهو في الأخير تنظيم إيراني وله امتدادات في الداخل أحببنا ذلك أم كرهنا بما يجعل تواجده الداخلي ذو طبيعة استخباراتية تحديدا ما دام مشروعه في إسقاط النظام يعتبر ضربا من الجنون ويحوله إلى أداة انتقامية في يد الغرب فقط .. هل انتهى ربيع طهران حقا بعد ما سمي الثورة الخضراء وبروز الإصلاحيين واعتقال كروبي ورموز أخرى بتهم الخيانة والولاء للغرب ..ألا يشكل كل هذا أرضية خصبة لاختراق النسيج الإيراني وخاصة في شقه الأمني .. هل يتم اختراق إيران عبر حلفائه من خارج إيران كما حصل عند اغتيال الشهيد عماد مغنية عبر اختراق عميل للصهاينة كان هو الحارس الشخصي لزعيم حماس خالد مشعل وكان يسرح ويمرح في سوريا ؟؟ بعض التسريبات الإعلامية تقول أن اغتيال الشهيد القائد قاسم سليماني تم من خلال معلومات سربها مرافق من الحشد الشعبي ليتم اتخاذ القرار الكبير والسريع باغتياله مع الشهيد المهندس .. هل يمكن اعتبار هذا كله مجرد أخطاء وخاصة عندما تتكرر أم هي بنية ترسخت ضمن المنظومة الأمنية بما ينذر بتكرارها خاصة في هذه المرحلة العصيبة في السياسة الدولية والرئيس الأمريكي ترامب يستعد لمغادرة البيت الأبيض .. مرحلة يستغلها ناتانياهو الإسرائيلي بمزيد من الإغتيالات و انتهاك السيادة السورية كل يوم لعله يعقد أكثر ويربك سياسات بايدن القادم الجديد للبيت الأبيض والحديث عن عودة الإتفاق النووي مع إيران وهو ما ستحاربه إسرائيل وبكل الطرق .. الحرب هنا تدار بالإتفاقيات والديبلوماسية كما تدار أيضا بالمخابرات و بالدم والنار والاغتيالات .. نتذكر جميعا كيف استدرج حزب الله الكولونيل الإسرائيلي ليعتقله في قلب بيروت وكيف فاوض بأسماء أسرى أو مجرد بقايا جثث لجنود صهاينة في عمليات تبادل ، مقابل إطلاق المئات من الأسرى اللبنانيين والعرب في سجون الصهاينة والشهيد سمير القنطار كان في مقدمتهم .. قبل أن تعود إسرائيل لاغتياله هو أيضا !! هي الحرب الشاملة فعلا وستستمر مادامت إسرائيل موجودة ..
* سليمان الهواري / الرباط
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك