مغربنا 1 المغرب
يحكى أن أمير المؤمنين هارون الرشيد كان يوماً في أحد مجالسه الخاصة، يبارز أحد منافسيه على رقعة الشطرنج ، فإذا بأحد الأعراب يطلب مقابلته بإصرار شديد . قام هارون الرشيد بتغطية رقعة الشطرنج من باب الاحترام للضيف ، وأمر بإدخاله ثم سؤاله :
هل تقرض شعراً يا هذا ؟ أجاب الضيف : لا يا مولاي .
هل تقول نثراً ؟ رد الضيف : لا يا مولاي
هل تحفظ شيئا ؟ لا يا مولاي .
هل تتقن علما ؟ أجاب الضيف لا يا مولاي
هنا قام هارون الرشيد بنزع الغطاء عن رقعة الشطرنج وتوجه لمنافسه قائلا : إلعب فلا أحد معنا .
مناسبة هذه القصة هي اللحظة التي عشتها اليوم -أنا الذي لم يسبق لي أن شاهدت قناة تلفزية إخبارية جزائرية ، لاقتناعي المسبق بأنه لا فائدة ترجى من ذلك - حين دفعني الفضول وحب الاستطلاع لألقاء نظرة سريعة على ما يروجه الإعلام هناك ...و كم كانت صدمتي كبيرة وأنا أكتشف ، على لسان المذيعة في القناة الجزائرية الأولى -وهي تقرأ بحرص شديد من الورقة المكتوبة أمامها - أن "جيش الجمهورية الصحراوية الشجاع " حسب وصفها ، ما فتيء يدك منذ أربعة أيامٍ مواقع "جيش الاحتلال المغربي " ويحولها إلى "حفر من النار " وراء "جدار الذل والعار " الذي يختبأ وراءه " العدو" ، وكم كان حزني شديداً وأنا أكتشف " الكم الهائل " ، حسب ادعائها ، من بلاغات التنديد ب" العدوان الغاشم " الذي تعرضت له " جبهة البوليساريو و"حملات المساندة المنقطعة النظير " في كل أرجاء العالم التي تتوصل بها ، من طرف بضع "هيئات "، تبين لي لاحقا وهي تسرد أسماءها ، أن حجمها لا يتجاوز " جمعيات للأحياء " عندنا ، في الوقت الذي يحظى المغرب في ما يقوم به ، بدعم منظمات بحجم الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ، ودول بعيارات أوروبية وأسيوية وإفريقية كبرى ... ولذلك أقول بصراحة ، أن حزني الأشد والأكبر إنما كان على الحالة التي وصل إليها جيراننا سياسيا ودبلوماسيا وإعلاميا ، إذ يبدو أننا بتنا نلعب وحدنا على هذه الرقعة من الجغرافيا ...فالعب إذا ، إذ يبدو أنه لا أحد معنا ...
ملحوظة تعرفونها جيداً : يقال أن الشطرنج لعبة ذهنية لا مكان فيها للحظ ، ظهرت في الصين حين امتدت إحدى الحروب طويلا ، فقرر قائدا الجيشين المتصارعين إيجاد طريقة لحسم المعركة بينهما دون إراقة الدماء فكان أن اخترعا لعبة الشطرنج .
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك