جند الله .. في قلب حركة الإختيار الإسلامي

جند الله .. في قلب حركة الإختيار الإسلامي
... رأي / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:

مغربنا 1 المغرب  رحمة الله عليك أخي حسن .. حالك لم يتغير كثيرا من أول ليلة رأيتك فيها في قلب الثمانينات .. والبارحة زرتني في مكتبي ، مفتشا لمادة التربية الإسلامية ، بجلبابك التقليدي كما لباسك دائما .. أو قميصك والعباية والبلغة وهلم تسلفا .. نعم لقد باعدت بينا كثيرا شقة التنظيمات ، و المذاهب والأفكار والتوجهات ، ولكني لا أملك إلا أن أحضنك بكل الحب الممكن الذي أكنه لك دائما .. الحب إحساس يتجاوز المنطق حتى وهو رديف الإنسان وفقط .. باعدت بيننا الخضات التي عرفتها الساحة الحركية والتنظيمية وقد يكون كل واحد منا انحاز يسارا أو يمينا فيما يراه الرأي الصواب والمرجعية الحقة .. وأنت كنت هكذا دائما ، ربما لم تكن تتكلم فيما تعتقده فقط .. .. وهذه الزوابع تعصف بالحركة والتنظيم والكل يهرول يمينا و شمالا والكل يتسابق نحو محاضنه السرية في المدن و المداشر البعيدة بل وخارج الحدود ، الكل يجمع عشيرته والأقربين وأبناء قبيلته الأولين ..إقناعا وولاء و إغراء وفي بعض الأحيان ترهيبا أيضا .. وقد تغيب الأخلاق والدين و المواعض و يصبح التشهير مشروعا في حرب الإستقطابات .. وأجي نتا بقى تعاود لي على الدين وقيام الليل والبكاء والعواطف الجياشة .. في المعركة الكبرى تحسم معادن الرجال والأخلاق .. لأن كلمة واحدة قد تقتل معنويا العشرات وتردي بهم إلى مجاهيل الشقاق والخلاف والبعد وربما الحقد والتقاتل من أجل لا شيء في الأخير .. يكفي أنك فقدت أخا كان رائعا لأنك استعملت فيما تعتبره حربا مقدسة كل الوسائل الدنيئة كي تكون حقيرا حقا يا رفيقي حتى لو لقبوك زعيما ورئيسا وأمينا عاما و شهبندر الحركة الإسلامية و سلطانها .. غيفارا يا سيدي مالك ياك غي الألقاب الله يسهل و يجيب التيسير .. أنت شيعي تخترق الحركة يجب أن تطرد ، وأنت مهادن ومعتدل بحكم علاقاتك داخل الخط البنكيراني ويجب أن تخنق ، وأنت لا علاقة لك بأخلاق القيادة ويجب أن تختفي .. المهم كلشي هاز الكلاش و كيشير .. وطبعا كلشي مؤمنين و صادقين و قوامين وذاكرين .. أجي نتا فسر هاد التشقليبة وهاد العاجاب العوجاب .. إنها كارثة التنظيم وهاجس الأمن وقلة الزاد والخبرة وقصوحية الراس حقا .. وهنا يمكن أن يضيع كل شيء .. لن أذكر اسماء وليس لي الحق معرفيا وأخلاقيا أن أتهم أي أحد لكن يكفي أن أذكر ألأخ قنديل صاحب المقالات الكبيرة و الرائعة على جريدة الجسر وبعدها في جريدة النبأ .. من اغتال قنديل ومئات القناديل الذين كانوا يشرقون حقا في ظلام تخلف الفهم وتمثلاث الدين والتدين لكنهم ممن ركبوا أهوال الهروب إلى الهامش والهجرة إلى أرض الله الواسعة .. من أمريكا إلى كل أوروبا إلى قم في إيران هم موجودون .. لا يهمني من استكمل تشيعه السياسي إلى عقيدة إثنى عشرية كاملة وعمامات تحضنها مرجعيات و أحزاب خارج البلد ، ولا يهمني من صار سلفيا في هوامش أحياء بلجيكا ولا من صار سكيرا ولا من طلع فوق التلة يراقب نزول سيدنا قدر و يتفتحو بيبان سبعتو رجال ويطلع الفرج المنتظر .. وليس المهم أن نحمل المسؤولية لأي كان باعتباره المخطئ والمسؤول بل هي مجرد أسئلة يجب أن تثار بهدوء و يجيب عنها كل من أحس أنه يمتلك بعض جواب أو مفتاحا من ألف مفتاح للعبرة والاتعاض .. لأن ما يهمنا في الأخير هو وطننا الحبيب المغرب الذي قدر لنا قدرا واختيارا أن يكون هويتنا ووطننا و مقامنا وفناءنا ونهايتنا وقبرنا ولحدنا .. حركة الإختيار الإسلامي بلغت حينها مرحلة الإنفجار و التشظي ومباشرة بعد المؤتمر سيعلن عن الإنشقاق إلى اسمين حركيين عبر مراحل و لن يعترف بأي منهما رسميا .. البديل الحضاري والحركة من أجل الأمة .. رحمة الله عليك أخي حسن .. ليلتها نهاية صيف 87 ، زرتنا في حي النهضة وقد رتب أخونا عبد الكبير كل أشواط المراحل الطويلة في العلاقة مع حركة الجند التي سأصير انطلاقا من هذه اللية جنديا من جنودها .. ومن الإسم يبدو بالإحالة وبالشعور أني فحال الى داخل للعسكر .. والله تا دوزيام حلوف فعلا .. حلاليف حلاليف .. تشهد دار سي امحمد في حي النهضة على لحظة أداء القسم والعهد كطقس مركزي للإنتماء رسميا للحركة .. والهالة المحيطة به نفسيا وروحيا وإيمانيا .. فأن تقرر الانتماء لحركة سرية .. حركة ثوية .. واضح أنك أصبحت تؤمن بالسلاح وسيلة للتغيير .. وأنت الآن في قلب الحركة الثورية المسلحة .. وليس الآن مجال الحديث عن ثقافة التوباماروس المسلحة في أمريكا اللاتينية التي كان الجند يتداولون المؤلفات حولها وثقافتها وأدبياتها في السلوك والأمن وطططط ... حنا عسكر ولا ينقصنا إلا اللباس الكاكي .. هكذا يجب أن نتصرف .. اللهو أكبر .. وأنا فعلا سأتصرف على هذا الأساس .. التنظيم السري يجعلك تعتقد أنك تنتمي لحركة كبيرة بحجم العالم وتشابك علاقاتها .. فالمسؤول يكفي أن يلمح للمعلومة وأنت تؤولها بما يزرع فيك من أحلام وربما هي فقط هلوسات وفقط .. وليس من حقك أن تسأل .. لا يا بابا .. السؤال غادي يجبد عليك النحل ويمكن ان يشك في أمرك .. كن جنديا وفقط وامتثل لقرارات الفوق .. القيادة .. وبمناسبة القيادة فلا أحد منا كان يعرف من هي هذه القيادة ولا من هم أفرادها وما هي تراتبيتها .. فقط همس هنا وهناك .. وهناك .. من لا يعرف اسم السي محمد المرواني حينها ؟؟ _ المعرفة والمعلومة لا تعطى حسب الطلب وإنما حسب الحاجة هذا قانون التنظيم السري .. وهذا واحد من المفاهيم الخمسة عشر التي تشكل الأرضية التوجيهية للحركة بما فيه من جهاز مفاهيمي يتم بناؤه وتشكيله خطوة خطوة .. من أول مفهوم عن معنى الحركة الإسلامية .. المفهوم الأول الذي يجسد قمة الوضوح في هوية الحركة .. _ الحركة الاسلامية أداة للثورة ونواة للدولة .. إذن فأنت في قلب الثورة والتغيير ليس بعيدا وقد يحدث غدا .. كل العالم يغلي واختطاف الطائرات والعمليات ضد الرموز الأمريكية في العالم . وأنا أحسني واحدا من هذا الجسم الكبير الذي يمثل ثورة المستضعفين ضد الطاغوت الأمريكي رأس الإستكبار العالمي .. واحد القاموس كبير وخطير .. ترسانة مفاهيم حقيقية ، عميقة وكبيرة .. صحيحة ايه صحيحة نظريا لااااكنها لم تكن مناسبة موضوعا حقا .. _ الصحة والمناسبة ، مفهوم آخر من مفاهيم الجهاز النظري وعليك كي تقرر أو تحكم على أي شيء فيجب أن تتوفر فيه الصحة من حيث الشرع والمناسبة من حيث شروط التنزيل وططططط .. المهم كنت أحس أني وحدي قد أمثل كتيبة متحركة .. أقولها قبل أن أحسها سخرية بكل وجع السخرية مع الأسف .. رحمة الله عليك أخي حسن .. أنت الأن حسمت تنظيميا أمر انتمائي للجند ، الاسم الذي سيتم تلطيفه إلى حركة الاختيار الإسلامي .. وأنا وعبد الكبير رفيقي في البيت سنشكل أول خلية أعرفها مع زيارات المسؤول الطلابي أخونا عبد النور من شعبة الفلسفة الذي سيشكل حلقة الوصل بيني وبين التنظيم لسنوات طويلة بعدها .. كان يوما مشهودا يوم طلعت جريدة الإصلاح بصور كبيرة تكفر من خلالها نظام الجمهورية الاسلامية والامام الخميني .. ونحن كنا نغلي من الحنق على من رأيناهم خونة حينها لنقوم بإنزال من كل المعاهد لمقر جريدة الإصلاح بحي أكدال قرب مسجد بدر .. كانت كل القيادة السطالينية للجماعة الاسلامية موجودة وبن كيران يتوسطهم مع المرحوم عبد الله باها وعز الدين التوفيق وهلم تجديدا وإصلاحا .. كان بودنا أن نقج السي بنكيران ليلتها .. المبدئية والسخونية والصدق والإيمان فعلا .. ولكن مع كثير من الإندفاع وربما كثير من الغباء .. مجرم من يصمت حين يجب الكلام مجرم من يقتل ألف سؤال في عقله مخافة التهمة وباسم السرية والثقة .. وايلي .. واش ما تيقش ف الاخوان .. الإخوان والدماغ كايمشي لمصر والسجون والابتلاء والجنة والدموع .. والخميني والثورة وهو نازل من الطيارة الفرنسية .. المهم روينة .. والأخطر أن شرط العمر والشباب يجعلك هكذا .. والسلام .. كنت من زمن طويل مواظبا على مجلة العالم اللندنية أتصيد أحاديث الإمام علي و الفقه الجعفري الذي ستعتبره الحركة مذهبا خامسا إضافة للمذاهب الأربعة .. حينها لم يكن التشيع بكل الهالة الموجودة حوله الأن بمعنى الكل يتهم والكل يتخندق .. لاء .. كان زمنا آخر والسلام .. وهاهو السيد حسين فضل الله تصل أشرطته تباعا وكذا أشرطة هادي المدارسي زعيم منظمة العمل الإسلامي .. وهذا له يقينا تأثيره الكبير فينا .. وأراك يا من وحلتيها دابا .. تسنن تشيع تخرمز .. المهم روينة .. شخصيا أنا كنت أعيش هذا الانفتاح بكل رحابة ولذة اكتشاف و بحث حقيقي .. كان يمكن للتجربة هذه أن تثمر عملا كبيرا من خلال لحظة الوحدة بين الفصائل الاسلامية المغربية ووصولها مراحل متقدمة اقتربت من إعلان حزب موحد .. لكن شيوخ التنظيمات كانوا يرون في قيادة الاختيار الاسلامي مجرد شباب متهورين يطبع تفكيرهم النزق والانفعال وليسوا ناضجين كفاية .. خافوا هاد البراهش الصغار يورطوهوم ف شي سلاح أو ف شي مصيبة .. المهم قلبوا عليهوم وباي باي الوحدة وداكشي .. هل تتذكرون تفجيرات أطلس اسني الارهابية في مراكش ؟؟ نعم ، ولي مع ليلتها مصادفة غريبة .. فقد كنا أيامها في مخيم صيفي واعر .. ثلاثة أيام من النقاش المتواصل والأوراق والبرامج ، الوادي والعومان وأشجار اللوز كلما طلعتي الفوق ف أوريكا و الصهد كيقتل .. ربما كان عدد الحاضرين من الإخوة عشرين او ثلاثين لا أتذكر فعلا ولا يهمني أن أتذكر فأنا لحظتها كنت أنتمي لتنظيم سري لا تهمك الأسماء ولا من هم ولا من أين جاؤوا ولا وظائفهم ولا أشمن قرينة مع من نتا جالس .. يجمعنا اللقاء ومدارسة الأوراق وجمع الوقفة سير فحالك وأنت تلتف حولك حاضي جنابك بالي يتبعك شي واحد .. يحضيك شي واحد .. شكون قال .. هادشي لي عطا الله .. فعلا لا أتذكر سوى ثلاثة أربعة أشخاص بحكم معاشرتنا القريبة بعدها .. وعند الفجر اخذت طريق العودة إلى مدينة بني ملال حيث كنت أشتغل .. والعافية شاعلة .. الصيف .. كان يرافقني حينها أحد الإخوة المسؤولين وطنيا ، وبمجرد ما وصلنا إلى البيت .. أخبرونا أن شخصين كادا يكسران باب البيت قبل الفجر يطلبون فتح الباب .. ولأن الجيران خرجوا والصداع ناض ف العمارة ، انسحب الغرباء .. عاوتاني الخلعة على صباح .. ما عرفت أش هاد الشي .. وما كان علي إلا أن أجمع باليزتي وأجر إبناي الصغيرين حينها وأهرول لأول حافلة تنقلنا لمدينة الجديدة لقضاء أكثر من شهر هناك في بيت أخي .. هربة وعطلة وتفجيجة .. أتابع الأخبار عبر الراديو فقط وكل صباح الحوزية والسردين مشوي .. ومازال العاطي يعطي ..  

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك