... رأي / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:
أنتلجنسيا المغربc
لن يسألك أحد الآن عن الدخول الثقافي، ولا حتى عن الدخول السياسي. فكورونا أعفت الجميع من التساؤل عنهما. فالعمل الثقافي متواصل، نسبيا، من خلال الوسائط المتفاعلة، والناشرون يعملون بدون أفق لما يمكن أن ينتظرهم، وهم يعولون كثيرا على المعارض، متسائلين عن إمكانات إقامتها. أما المجتمع السياسي فأبانت الجائحة أن حضوره مثل غيابه، وإن كانت تطفح بعض الممارسات التي تكشف الواقع الحقيقي الذي يعيشه. لكن التعليم يطرح سؤالا كبيرا: كيف نتعامل معه في ظل استمرار الجائحة، بل واستفحالها بعد رفع الحجر الصحي؟
هذا النوع من الأسئلة يفرض علينا نفسه بإلحاح كلما وجدنا أنفسنا أمام حكومة جديدة؟ أو ظرف استثنائي مثل ما وقع مع الجائحة. إن كل حكومة جديدة تحاول أن تكحِّل عين التعليم لتشفيه من الرمد المزمن، فتكحِّلها عليه بأن تعمي إحدى عينيه. كما أنه كلما حلت وضعية اقتصادية جديدة، تقدمت اقتراحات لتعيد النظر في ما جرى، فإذا هي أسوأ من اختها وسابقاتها. ومع كارثة كورونا، فرض علينا التعليم عن بعد، فتبين لنا أن فشلنا في «التعليم عن قرب» لا يمكن إلا أن يقدم صورة أفظع عن مزاولتنا «إياه عن بعد». وكان الرهان خلال الحجر الصحي، حيث تم اعتماد التعليم عن بعد، على أن الجائحة ستضع أوزارها، خلال الصيف أو بعده، وستعود حليمة إلى عادتها القديمة: التعليم الحضوري؟ لكن بدا لنا أن التوقعات مجانبة للصواب، وأن عدد الإصابات في يوم واحد، أحيانا، يكاد يوازي ما تم خلال أشهر الحجر الصحي بكاملها. ونقول الشيء نفسه تقريبا عن عدد الوفيات، وتعدد البؤر التي اتسعت، مع فروقات بسيطة، لتعم كامل التراب الوطني. فكيف يمكننا التعامل مع هذه التطورات الجديدة، ونحن على أبواب الموسم الدراسي والجامعي المرتقب يوم 7 سبتمبر/ أيلول 2020؟
وضعت الوزارة المسؤولة عدة سيناريوهات بعد أن ظهر أن كل ما كان يروَّج له عالميا، ويقال عن كون درجة الحرارة يمكن أن تذيب الفيروس، وتقضي عليه نهائيا؟ أن الحرارة المحلية بكل أنواعها: حرارة الطقس، وحرارة الخروج من الحجر الصحي، وحرارة عيد الأضحى، لم تزد على أن جعلت الجائحة أكثر انتشارا وأسرع فتكا، فهل جاءت السيناريوهات المقدمة لتراعي كل الاحتمالات الكائنة والممكنة؟
أنتلجنسيا المغربc
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك