اولادهم واولاد الشعب

اولادهم واولاد الشعب
... رأي / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:

الوالد او الوليد كما ينطقها المغاربة كنا نطلقها على الشيخ عبد الكريم مطيع . وذلك تيمنا بما لها من دلالات عميقة وما تختزله في ثناياها من الحنان والعطف. وعندما التحقت بفرنسا بداية الثمانينات. وجدت مجموعة كبيرة من خيرة ابناء المغرب يدورون في فلك حركة الشبيبة الاسلامية. منهم مجموعة من الطلبة في ابرز الجامعات الفرنسية . ومجموعة من العمال المغاربة الذين استقروا هناك وصلحت احوالهم المادية . والتحقنا بهم نحن مجموعة من المهاجرين الذين لا اوراق ثبوثية لهم ولا استقرار. وانتقل الجميع الى ليبيا التي فتحت لنا معسكراتها وافخم فنادقها واغدقت علينا بعطاء وكرم حاتمي . جميعنا وكذلك اولاد الشيخ الخمسة -م – أ –ح- ح –أ – كانت تجمعنا لحظات مع الشيخ نحسب ان ما يجري علينا يجري عليهم. وكان الشيخ يطلب من الاخوة الطلبة مساعدة ابنائه في دروسهم وفروضهم. كما ازداد للشيخ في هذه الفترة ابنة اطلق عليها اسم –م-. على نفس الريتم عشنا مرحلة انتقالنا الى الجزائر كبلد مضيف. ما بين مدن وهران وسيدي بلعباس والبليدة وكذلك نادي الصنوبر والمنتجع السياحي زرالدة وبعض الفنادق الفخمة بالجزائر العاصمة – الاوراس والبير بروميي-. شهر العسل هذا بالحزائر سوف لن يعمر طويلا. وكان لاعتقال مجموعة بدر ومحاكمتها سنة 1985 وما ترتب عن ذلك من توتر في العلاقات المغربية الجزائرية . وما اقدمت عليه المخابرات العسكرية الجزائرية من محاولات اختراق الحركة وتفريق عناصرها على عدد من المدن . كل هذا وغيره عجل بالتفكير في الرحيل والخروج. المقصود من خلال هذا السرد المختصر للاحداث ما الت اليه اوضاع ومصائر العديد ممن سبق ذكرهم. اما الطلبة فقد تفرقت بهم السبل واحوال كثير منهم اما استقرار نسبي او تشرد دون ماوى في بلدان اروبا. امحمد زين الدين نموذجا . اما العمال فقد صبروا واحتسبوا بعما اعلنوا انسحابهم من الحركة وطالت مدة هجرتهم حتى التحق اغلبهم بالمغرب في اطار تسوية اوضاعهم القانونية عبر وساطة وزارة حقوق الانسان والمجلس الوطني لحقوق الانسان . اما الفئة الاخرى فقد توفي ثلاثة منهم في ظروف غامضة لا يعلم اغوارها الا الشيخ مطيع . – الاخ حسن مشفي والاخ عبد الله نظيفي – والاخ عبد القادر ح -... فيما الاخرون مروا بعدد من السجون والاعتقالات ومنهم من استقر به الامر بالمغرب ومنهم من ما يزال دون هوية ولا وثائق الاخ عبد الاله زياد نمودجا. كما ان سجون المغرب ومعتقلاته السرية قد خبرت العدد الكبير من ابناء الحركة والذين قضوا السنوات الطوال في دهاليزها. مجموعة ال 71 الاسلامية والتي حكمت في سنة 1984 ومجموعة بدر التي حكمت سنة 1985 . ومجموعة اطلس اسني سنة 1994 والتي اطرها الاخ زياد . بعدما ضحى الشيخ بكل هذه المجموعات الشبابية ما بين قتيل ومهجر ومشرد نراه اليوم قد تربع على عرش الحركة وحيدا بعدما استثمر في ابنائه وانتهى به الاستقرار بعاصمة بريطانيا لندن. فيما اولاده الخمسة وبنته الوحيدة . تخرجوا ما بين مهندس وطبيب ومدير شركة ليدرك الجميع فيما بعد ان كلمة الوالد استغلت في غير محلها . وقال المغاربة قديما -- اللي ما ولدو ما يحن عليه . لقد تجنبت ذكر عدد من الاخوة بالاسماء وما الت اليه اوضاعهم سواء ببلدان المهجر او بعد مغادرتهم اسوار السجن بالمغرب. والمجال امامهم للرواية والحكي على تجربتهم. ردا على الشيخ عبد الكريم مطيع – اطال الله في عمره – حتى يسمع ويقرا ما نكتب وما نحكي وحتى يعلم الجميع ان اهداف السياسيين بالمغرب حماية بيضتهم والذود على مصالحهم واهليهم

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك