... رأي / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:
أنتلجنسيا المغربc
هو سلوك قديم، وظاهرة اجتماعية يطبعها السوء. كلنا رأينا أو حضرنا أو سمعنا عن تصرفات بعض حفظة القرآن الكريم (الطُّلبة) الذين ينتقلون من عرس إلى جنازة ومن جنازة إلى عرس إلى حفل تسمية (عقيقة) إلى ختان إلى أي حفلة... كيفما كان نوعها ومهما يكن أصحابها. الهدف واضح ومعروف. قراءة القرآن الكريم والأذكار والدعاء لصاحب الدار و (الزردة) ثم المغادرة بملغ من المال يُوزّع عليهم بالسوية.
متاجرة بكتاب الله لا ريب فيها. صحيح هناك من تدفعه الحاجة، لكن صحيح أيضاً أن منهم من ابتلي بهذه العادة السيئة موهما نفسه انه يقدم خدمة بمقابل. ونسي ما يتلوه من كتاب (ولا تشتروا بآيات الله ثمنا قليلاً)
في أوروبا وبلاد الغرب عموماً. الاسترزاق بالدين ، زيادة على ما ذكرت، يأخذ أبعاداً أخرى. يصل بعضها إلى النصب والاحتيال وأكل اموال الناس بالباطل.
التحايل على المسلمين بحجة جمع المال لصالح بناء مسجد أو شراء موقع لتحويله إلى مسجد، أو إصلاح، أو لصالح الطلبة والقيمين الدينيين وغير ذلك.
على أن الاسترزاق بالدين يمكن أن يأخذ أشكالاً أخرى. بعضهم يتظاهر بالصلاح والتقوى والورع ليكسب ثقة الناس لقضاء حاجة معينة، زواج قرْض، بيع وشراء الخ... وهذا أيضاً مظهر من مظاهر استغلال الدين من أجل الدنيا.
شيء آخر ربما أهم وأخطر. استغلال الدين والتظاهر بالتقوى لكسب ثقة المنتخبين والظفر بأصواتهم في أي انتخاب كان... برلمان، بلدية، أو غير ذلك...
وتجدر الإشارة إلى أن الأمر هو نفسه في ساحات العلمانية والحداثة والديموقراطية والسياسة وغير ذلك... غير قليل من هؤلاء أبضاً يظهر التفاني في النضال وخدمة الصالح العام والوفاء لحزبه ومبدئه... وفي الواقع ما هو سوى متاجر بتلك المبادئ ومتظاهر بالمواطنة الصادقة وما إلى ذلك ليكتشف الناس فيما بعد أن الخدعة كانت كبيرة، وأن الاستغناء على ظهر المواطنين كان هو الهدف.
وبناء عليه، فكما أن هناك مسترزقين بالدين هناك مسترزقون بالنضالات المتنوعة بما في ذلك الاسترزاق بالإلحاد.
هذا وإن عالم النساء أيضاً له نصيبه من هذه الآفة الخلقية كالتظاهر بالحجاب والنقاب والحياء... وهو غير صحيح. وطبيعي أن هناك مخلصات لله ولدينه... لا يمكن التعميم والتشكيك في كل متدين ومتدينة.
عافانا الله وإياكم من هؤلاء وهؤلاء.
أنتلجنسيا المغربc
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك