أنتلجنسيا المغربc
لم يتوقع سكان فاس العالمة في يوم من الأيام أن مدينتهم ستفقد خصوصيتها الحضارية التي عرفت بها عبر التاريخ ، باعتبارها رائدة المدن العالمية بمآثرها وتاريخها الحضاري و الاجتماعي و العلمي .
فقد تحولت تحولا جذريا في آخر أيامها حتى أصبحت مضرب الأمثال في الإهمال و الأوساخ و العشوائية ... الصور كثيرة في هذا المجال تكاد لا تحصى ولا تعد . ولتقريب المواطن من هذه الأوضاع المزرية اللاحضارية و المشينة تكفي الإشارة إلى بعض النقط التي تشوه صورة و سمعة هذه المدينة التاريخية ، الأثرية .
فعربات الباعة المتجولين في أبواب المساجد و أزقة المدينة الجديدة و القديمة أصبحت عنوانا بارزا للعشوائية بدون رقيب و لا حسيب يسهر على تنظيم هذه الظاهرة الخطيرة بإحداث أسواق نموذجية ( رغم أن العملية انطلقت مؤخرا بإشراف من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ) . و يكفي مسؤولي الجماعة " النائمين في العسل " أن ليقوموا ولو بزيارة واحدة خفيفة إلى محلات بيع السمك بسوق الأطلس المعروف ليشاهدوا و يقفوا على بؤرة الوسخ و العفن لعدم وجود ولو صنبور واحد للماء ، و هنا لابد من وضع سؤال : أين هي مراقبة المصالح الصحية ، أين هي مصلحة المواطن و العناية بصحته و وقايته من الأمراض و الجراثيم حيث الأسماك وسط أمواج من الذباب بلا رقيب و لا حسيب .
و أخيرا أين الضمير و الحس الاجتماعي و الوقائي الذي انعدم عند هؤلاء " ممثلي السكان يا حسرة " وقت جائحة كورونا ؟ و أين الوعود الانتخابية بالسهر على مصالح المواطنين في هذه المدينة ؟ أليس من واجب السلطة أن تحاسب و تحاكم من أهملوا صحة الموظفين و المواطنين في مقاطعة سايس ، أليس من حق السلطة أن تحاسب هؤلاء على إهمالهم و استهتارهم بأرواح المواطنين في هذه الظروف الاستثنائية الصعبة .
لهؤلاء المهملين و الانتهازيين و الوصوليين والقناديل التائهة ،أقول لهم باللغة التي يدعون أنهم يعرفونها "إذا لم تستحيوا فافعلوا ما شئتم " لأن فاس و تاريخ فاس لن ينسى لكم هذا الإهمال و هذا الاستهتار بمصالح المواطنين الأبرياء ، و فاس لابد أن تجد في يوم من الأيام من يرحمها و يغيثها من هذه الأيدي العابثة ، التي لا هم لها إلا المناصب و المصالح الحزبية الضيقة و الاغتناء.
توفيق العلمي
عضو المجلس الوطني للحزب
عضو الكتابة الإقليمية للحزب
أنتلجنسيا المغربc
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك