... رأي / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:
أنتلجنسيا المغرب
من كان يظن أن الأمور ستتغير بهذا الشكل المفاجىء،بعدما كانت شوارعنا تعج بحجيج من الناس:الواقفون،المهرولون،الضاحكون،
اليائسون، الراجلون.. أرصفة مفعمة بالحياة وإن اختلفت في معانيها من شخص لآخر حسب حظه ونصيبه منها.
لا حديث اليوم وفي كل لحظة الا عن الضيف غير المرغوب فيه، إنه فيروس كوفيد19 .
أصبح اسمه ملازما لعدد الاصابات والوفيات التي في ارتفاع مهول من بلد لآخر.
اختلفت الروايات والتنبؤات والتحليلات،إلا أن النتيجة واحدة وهي اكتساحه للكرة الأرضية.،فهولايفرق بين الجنس ذكرا أو أنثى،ولا بين الديانات مسلم،مسيحي،يهودي...
ولا حتى بين الطبقات الاجتماعية،فهو يوازي بين الغني والفقير،بين المشهور والنكرة...
أكيد ستتذكر المجتمعات ما فعله بها فيروس صغير،فلا أسلحة الدمار الشامل ردعته،ولازعامات الدول الكبرى قهرته.
فهاهي أمريكا بإمكانياتها الضخمة تئن من قلة الحيلة أمامه،وها هي أوروبا تحصي وفياتها وتبكي حظها.
ماذا حصل؟ماذا وقع؟
هل هو غضب الله؟
هل هو تمرد الطبيعة؟
هل هي مؤامرة؟
لازلنا في غياهب الصدمة لما نشاهده ونسمع من خسائر بشرية،وإن تبجحنا بأقمارنا الاصطناعية،وغواصاتنا المائية،فلا سبيل الآن إلا التضرع بالدعاء للواحد القهار أن يجنبنا شر البلية.
والحقيقة وإن كان عدونا غير مرئي،فإن فيروس الجهل أصبح ساطعا للعيان لما نراه من سلوكات وتصرفات من بني جلدتنا،فلا زلنا لم نأخذ الأمور بجدية ولم نتعظ من الدول التي اجتاحها هذا الفيروس.
فرض الحجر الصحي ولكن لا حياة لمن تنادي،فأحياؤنا لم تخل من حركة قاطنيها رغم الوصلات الدعائية التي تنصح بالحيطة والحذر.
أهو الجهل؟أم التحدي؟أم الاستهتار؟
لم تشفع معهم لا نصائح الاطباء والممرضين،ولا أوامر السلطة ولا نداءات الإعلاميين.
فضيفنا ينتشي بهذه التجمعات، ولم لا وهو أصبح يزور حتى الرضع الصغار.
أكيد رغم هذه المحنة فلا بد أن نعي الدرس جيدا ونحولها إلى منحة.
فحياتنا ستتغير ولازم أن تتغير،وأن نمنح لأنفسنا فرصة التفكير مستقبلا في الأولويات والضروريات.
فأزمة كورونا أظهرت لنا قيمة قطاع الصحة ورجالاته،والتعليم وأساتذته،ورجل الأمن وتضحياته،دون أن ننسى رجل النظافة ومكانته وفي المقابل سقوط الفن الرديء ومهرجاناته.
علمتنا أزمة كورونا أن تحن القلوب بعدما غشيتها الغلظة والقساوة،ويسمو مبدأ التآزر بين الجيران،وأن تطرق أيادي المحسنين أبواب المحتاجين والفقراء،فما أحوجنا اليوم إلى إحياء قيم العطاء.
ألزمتنا جائحة كورونا أن نهتم بنظافة أنفسنا أولا ثم بيوتنا وشوارعنا،خصوصا واننا تربينا على مبدأ أن النظافة من الإيمان.
تعلمنا أن الحضن الاسري لا يوازيه أي حضن،
فكم كانت بيوتنا محتاجة الى هذا الشمل العائلي الذي يذيب كل صقيع صنعناه بانفسنا مع ازواجنا وأبنائنا بحجة كثرة المشاغل و ضيق الوقت ؟
فمع هذا الحجر الصحي رجع الدفء الى أرواحنا التي لم تكن في حاجة إلا إلى نظرة أو ابتسامة في وجوه أحبائنا.
أكيد عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم،وأن بالوعي والتلاحم والوفاء سننتصر على هذا الوباء.
أنتلجنسيا المغرب
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك