أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا
في مشهد عبثي لا
يصدق، اهتزت إحدى مؤسسات التعليمية، ثانوية ابن رشد التأهيلية بسيدي المختار
مديرية "شيشاوة"، على وقع اعتداء تلميذ منحرف على أستاذه داخل الفصل،
فقط لأن هذا الأخير قام بواجبه واتصل بعناصر الدرك الملكي لحمايته من عنف لفظي
وجسدي متصاعد. المفاجأة كانت في سلوك التلميذ، الذي رفض الامتثال للدرك وواجههم
بعنجهية وقاومهم بقوة، ما اضطرهم لتكبيله بالقيود، حماية له ولمن حوله.
لكن ما زاد
الطين بلة، هو خروج عدد من التلاميذ في مسيرة نحو مركز الدرك الملكي للمطالبة
بإطلاق سراح "زميلهم"، مهددين بمقاطعة الدراسة، وكأنهم يباركون العنف ضد
الأساتذة ويرفضون أي تدخل للقانون في فضاء تربوي من المفترض أن يُعلّم القيم
والاحترام. حالة من الفوضى واللامنطق، تعكس مدى خطورة الانزلاق التربوي الذي بتنا
نعيشه داخل مؤسساتنا.
الوضع بلغ
مستويات لا تُحتمل، ولا يمكن الصمت عنه. التلميذ الذي يعتدي على أستاذه يجب أن
يُعرض على النيابة العامة لا أن يُطلب منه فقط التوقيع على التزام أو إحضار ولي
أمره وكأننا في مسرح للتهريج. لا بد من تطبيق القانون بصرامة، فكرامة الأستاذ هي
خط الدفاع الأخير عن المدرسة العمومية، وإن سقطت، سقط معها كل شيء.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك