أنتلجنسيا المغرب:فهد الباهي/م.إيطاليا
في مشهد أقرب إلى الخيال منه إلى
الواقع، خرج وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة "محمد سعد برادة"
من قلب معرض "جيتيكس" بمراكش ليُبشر المغاربة بأن 96 في المائة من
المؤسسات التعليمية بالمغرب أصبحت متصلة بشبكة الأنترنت، و90 في المائة منها مجهزة
بالوسائط الرقمية.
تصريح قد يبدو مبهرًا في الوهلة
الأولى، لولا أنه يصطدم بواقع تعليمي مزرٍ، لا تخطئه عين تلميذ أو أستاذ.
الكلمة اليوم لنساء ورجال التعليم،
ممن يعرفون جيدًا أن الأقسام تفتقر إلى الطاولات، والمدارس تئن من غياب المراحيض
والسبورات، بينما بعضها تحوّل فعليًا إلى مأوى للطيور بدلًا من أن يكون فضاءً
للتعلم.
في مغرب الواقع، لا الأنترنت يشبع
البطون الفارغة ولا الوسائط الرقمية تغني عن الكراسات الممزقة.
الوزير "برادة" أعتقد ربما
كان يتحدث عن دولة في المريخ، لأن مغرب المدرسة العمومية ما زال يصارع من أجل
البقاء فقط، وما زال التلاميذ يقطعون الكيلومترات للوصول إلى "أقسام" لا
تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء.
التصريحات الرسمية تطير عاليًا، أما
الحقيقة، فهي تحت سقوف مهترئة تنتظر الإصلاح قبل الاتصال.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك