شؤون أمنية وعسكرية / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:
مغربنا1-maghribona1
شكلت الأحداث التي تلت انهيار النظام الليبي، وتزايد خطر الهجمات الجوية على المنشئات الحساسة، الشرارة التي دفعت قيادة القوات المسلحة الملكية المغربية لتغيير عقيدة الدفاع الجوي بإضافة بعد الدفاع الصاروخي المتوسط والبعيد إلى منظومة الدفاع الجوي للتراب الوطني، خاصة مع تطور المخاطر القادمة من السماء، سواء مع تطور أدوار المسيرات الجوية، وتطور الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز وغيرها من التهديدات القادمة من الجو وكذا البر والبحر وحتى الغواصات. هذه الوضعية جعلت من الضروري الاستثمار في ترسانة دفاعية متعددة المستويات قادرة على حماية سماء المملكة والمنشآت الحساسة، ببعد ردعي!
ففي السابق، اقتصرت وسائل الدفاع الجوي للقوات المسلحة الملكية على بعض الأنظمة قصيرة المدى لمرافقة الأرتال المدرعة وحماية القواعد العسكرية، وكانت مهمة الدفاع الجوي حكرا على الطائرات الاعتراضية، التي لا يمكن ان تواجه هجومات صاروخية مثلا بكفاءة كبيرة. أما خلال العشرية الأخيرة، فقد قامت القوات المسلحة الملكية باستثمار مهم في تعزيز المدفعية أرض-جو عبر تكوين عشرات الضباط وضباط الصف والجنود على قدر عال من الكفاءة قادرين على تشغيل مجموعة من الأنظمة الحديثة قصيرة و متوسطة المدى، في حين يجري التحضير بشكل متسارع لانتشار أولى الانظمة بعيدة المدى للدفاع الجوي المسلمة حديثا مع متم هذه السنة وبداية السنة المقبلة.
ومن أهم الأنظمة التي تتوفر عليها المدفعية الملكية أرض-جو:
• نظام الدفاع الجوي قصير المدى الصيني TYPE-90 /AF902 FCS مكون من مدافع رشاشة عيار 35 ملم و صواريخ PL9 قصيرة المدى، و الذي يستخدم في حماية المنظومات الدفاعية و القواعد العسكرية و مراكز القيادة الميدانية و مهام أخرى.
• نظام الدفاع الجوي الصيني SD50 (تنين السماء) الذي استقبلته المملكة قبل سنوات كأول نظام صاروخي متوسط المدى، والذي تم نشره مُؤخرًا لحماية بعض المنشآت، النظام قادر على العمل بشكل ذاتي أو في إطار المنظومة الوطنية للدفاع الجوي، سواء لحماية القوات المناورة برا وبحرا وجوا وكذا حماية المنشآت الحساسة، بمدى عملياتي يصل إلى 50 كم وعلو 20 كم. يمتاز النظام برادار خاص يصل مداه إلى 150 كم، كما يمكنه استخدام المعلومات التي قد تأتي من باقي أجهزة الرصد والتتبع لمختلف وحدات القوات المسلحة الملكية -نظام تونغوسكا الروسي (TUNGUSKA M1) وهي مدرعة مجهزة بمدافع رشاشة وقاذفات صواريخ قصيرة المدى هدفها مرافقة تحركات القوات البرية وحمايتها من التهديدات الجوية القريبة وعلى علو منخفض.
• نظام MICA-VL الفرنسي، وهو نظام قصير المدى، بدأ تسليم أولى وحداته السنة الماضية، بمدى عملي يصل إلى 20 كم وارتفاع 9 كم. النظام يمتلك تكنولوجيا عالية في رصد وتتبع الأهداف السريعة ما يجعله جد فعال في الدفاع ضد الأخطار الصاروخية (باليستية، مجنحة كروز…).
• نظام BARAK-MX نظام متوسط-بعيد المدى من المنتظر أن يتم نشره قريبا، أثبت فاعلية كبرى خلال الحرب في كاراباخ، خاصة ضد الصواريخ الباليستية من نوع إسكندر الروسية، ذو بعد ردعي مهم. النظام يعمل لصواريخ مختلفة ذات مدى من 35 إلى 150 كم، لتشكل أول نظام بعيد المدى ستشغله المدفعية الملكية.
وعكس ما قد يعتقده البعض، فإن تشغيل مثل هذه الأنظمة الحديثة وذات التكنولوجيا العالية والقدرات الحساسة، يتطلب استثمارا مهما لتكوين العنصر البشري وجعله قادرا على الاستخدام الأمثل لها، وهو الأمر الذي يتطلب وقتا كبيرًا جدًا لا يمكن اختزاله في أسابيع أو أشهر. مصر كمثال، والتي كانت أول دولة تجعل من الدفاع الجوي فرعًا ذاتيًا غير مرتبط لا بسلاح البر أو الجو، كانت تحرص أن يكون مشغلوا ترسانتها الدفاعية الصاروخية من المهندسين وليس أقل من ذلك، حتى تضمن الفاعلية الكبرى لدفاعاتها.
من جانب آخر، من المنتظر حسب تقارير إعلامية، أن يقوم المغرب بطلب شراء منظومة باتريوت للدفاع الصاروخي في السنوات المقبلة، وهو نظام ذو بعد ردعي قد لا يكون له إضافة عملياتية مهمة، لكن وصوله للمملكة لن يكون في غذ قريب نظرًا لتكلفته العالية والوقت الكبير لتكوين العنصر البشري القادر على تشغيله.
المصدر:فار ماروك
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك