مغربنا1_الرباط
بعدما نشر منابر إعلامية جزائرية بأن رئيس أركان الجيش الجزائري، سعيد شنقريحة، شرع في تعزيز القوات المنتشرة بالقرب من الحدود الجزائرية المغربية، من خلال إرسال عدد أكبر من القوات وأفضلها تجهيزًا من عدة مناطق جزائرية ليتم نشرها في محيط منطقة “حماڭير”، أعلنت وسائل إعلام موريتانية نشر الجيش المورتاني تعزيزات على حدود البلاد الشمالية.
وكشفت صحف مورتيانية اليوم الخميس، بأن ولايات الشمال الموريتاني تشهد زيادة في نشاط المركبات العسكرية التي تحمل الجنود بالقرب من المناطق الحدودية القريبة من ولاية تيندوف مقر مخيمات جبهة البوليساريو، تزامنا مع أنباء عن تحركات غير عادية وحشود للجيش الجزائري في جوار الحدود المشتركة مع المغرب.
تعليقا على ذلك، يرى الخبير في الشؤون السياسية و الإستراتيجية؛ هشام معتضد، أن التحركات الأخيرة غير عادية للجيش الجزائري على مستوى حدوده الغربية وخاصة في مناطق التماس الجغرافي مع المغرب، تترجم عزم النظام العسكري الجزائري تهيئة السياق المناسب لإدخال المنطقة في مناوشات عسكرية لخلق صراع مسلح مع القوات المسلحة الملكية المرابطة على طول الحدود الشرقية للمغرب.
وبحسب معتضد الذي كان يتحدث لصحيفة “آشكاين” الرقمية، فإن خيار الحرب تعد الورقة الاستراتيجية الرابحة للنظام الجزائري من أجل صرف نظر الرأي العام الداخلي بالجزائر عن الأوضاع الكارثية التي آلت مختلف القطع الحيوية والاساسية في البلاد، لذالك يشدد المتحدث بأن إطالة أمد القيادة العسكرية والمدنية الحالية على سدة الحكم في الجزائر رهينة بخلق سيناريو الحرب لتبرير الاستمرار في تدبير المرحلة بعيدًا عن المطالب الشعبية للجزائريين التي تنادي بمغادرتهم الفورية والمحاسبة القانونية والسياسية.
ويوضح الخبير في الشؤون السياسية و الإستراتيجية، بأن تنزيل رؤية خلق حرب إقليمية مع المغرب، ليس فقط خيار جزائري محض، وإنما وراءه أجندات خارجية تكن العداء للمغرب ويزعجها التموقع الجيوسياسي والجيوستراتيجي الجديد للرباط على الساحة المتوسطية والاقليمية والقارية، لذلك يؤكد متحدث “آشكاين” أن هذه “حربا جزائرية بالنيابة على أطراف خارجية ومعروفة تريد إشعال المنطقة للحد من تنميتها الاقتصادية والاجتماعية وخاصة لتحييد دورها الاستراتيجي الجديد على مستوى مختلف الأسواق القارية”.
“كل المؤشرات تشير إلى اقتراب تنفيذ مخطط إشعال المنطقة”، يسترسل المتحدث، مستدركا “فبالإضافة إلى حشد موريتانيا جيشها على حدودها والانقلابات الأمنية والاضطرابات السياسية التي تعيشها جبهة البوليساريو والحضور الإيراني في الساحل والصحراء، هناك تقارير استخباراتية وعسكرية دولية تتوقع اندلاع الشرارات الأولى للمعاكسة العسكرية بين الرباط والجزائر في أي لحظة”.
وخلص معتضد إلى التأكيد على أن الرابح الأكبر في إدخال المنطقة إلى ساحة حرب مفتوحة هم أصحاب الاجندات الخارجية التي تؤطر النظام العسكري والمدني الجزائري، مبرزا أنه رغم أن هناك مكاسب مؤقتة للنظام العسكري الجزائري في إشعال فتيل الحرب على مستوى الساحل والصحراء إلا أن شعوب منطقة غرب افريقيا الشمالية بدون استثناء ستؤدي ثمن حماقة وأنانية هذا النظام الذي همه الوحيد البقاء في السلطة إلى أبعد مد وتنفيذ المخططات الخارجية في المنطقة لمن يدفع أكثر.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك