أنتلجنسيا المغرب:إدارة النشر
الإدارة العامة لمراقبة التراب الوطني (DGST)، التي كانت تُعرف سابقًا بـ "المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني"، تُعتبر واحدة من أهم الأجهزة الأمنية في المغرب.
تأسست عام 1973، في فترة تميزت بتحديات سياسية وأمنية كبرى على المستوى الوطني والدولي. جاء تأسيس هذه المؤسسة استجابة لحاجة المغرب إلى جهاز استخباراتي متخصص في مكافحة التهديدات الداخلية والخارجية التي تهدد استقرار الدولة.
كانت السنوات الأولى من إنشاء DGST تتسم بتركيزها على الأمن الداخلي، حيث اضطلعت بدور محوري في مواجهة التحديات الأمنية المرتبطة بالاضطرابات السياسية في سبعينيات القرن الماضي، فضلًا عن مواجهة التنظيمات الإرهابية التي بدأت تظهر بشكل متزايد في تلك الفترة.
رؤساء DGST: قيادة عبر الزمن
توالى على قيادة DGST عدد من الشخصيات الأمنية البارزة، التي ساهمت في تطور الجهاز وتعزيز مكانته كإحدى أكثر وكالات الاستخبارات فعالية في المنطقة. من بين هؤلاء الرؤساء:
عبداللطيف حموشي (الرئيس الحالي منذ 2005): يعتبر عبداللطيف حموشي من أبرز الشخصيات الأمنية في المغرب. تحت قيادته، حققت DGST نجاحات كبيرة في مجال مكافحة الإرهاب والتصدي للشبكات الإجرامية. يُعرف حموشي برؤيته الاستراتيجية التي مكنت الجهاز من التكيف مع التهديدات المتغيرة، خاصة مع ظهور الإرهاب العابر للحدود.
الرؤساء السابقون: لم تُنشر أسماء جميع الرؤساء السابقين للجهاز بشكل رسمي، نظرًا للطبيعة الحساسة لهذا المنصب، لكن يُعرف أن كل رئيس ساهم في تعزيز القدرات الأمنية للجهاز وتوسيع نطاق عملياته.
اختصاصات DGST: درع المغرب الداخلي
تتمثل المهام الرئيسية لـ DGST في رصد ومكافحة التهديدات الأمنية الداخلية التي تشمل:
- مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.
- محاربة التجسس والتصدي للاختراقات الأجنبية.
- مكافحة الجريمة المنظمة، بما في ذلك الاتجار بالمخدرات والهجرة غير الشرعية.
- حماية الأمن السيبراني ومكافحة التهديدات الرقمية.
تعمل DGST بتنسيق وثيق مع الأجهزة الأمنية الأخرى، مثل المديرية العامة للدراسات والمستندات (DGED) المسؤولة عن الاستخبارات الخارجية، وشرطة الأمن الوطني. هذا التكامل يعزز من فعالية المنظومة الأمنية المغربية.
الإنجازات الكبرى لـ DGST
خلال العقود الأخيرة، حققت DGST نجاحات بارزة جعلتها واحدة من الأجهزة الاستخباراتية المرموقة عالميًا:
مكافحة الإرهاب: تمكنت DGST من تفكيك مئات الخلايا الإرهابية التي كانت تخطط لشن هجمات داخل المغرب وخارجه. ومن أبرز الإنجازات:
- تفكيك خلية إرهابية في 2003 عقب تفجيرات الدار البيضاء.
- إحباط عدة مخططات إرهابية مرتبطة بتنظيم "داعش" في السنوات الأخيرة.
- المساهمة في منع هجمات إرهابية في دول أوروبية بالتنسيق مع شركاء دوليين.
التعاون الدولي: يتمتع الجهاز بسمعة جيدة على المستوى الدولي بفضل تعاونه مع وكالات استخباراتية عالمية. وقد قدمت DGST معلومات استخباراتية مهمة أسهمت في إحباط هجمات إرهابية في فرنسا، إسبانيا، والولايات المتحدة.
محاربة الجريمة المنظمة: لعبت DGST دورًا أساسيًا في تفكيك شبكات التهريب والاتجار بالمخدرات، التي تعمل على الصعيدين الوطني والدولي.
تعزيز الأمن السيبراني: في ظل التهديدات الرقمية المتزايدة، أطلقت DGST مبادرات لتعزيز الأمن السيبراني وحماية البنية التحتية الحيوية.
التطورات التقنية واللوجستية
استثمرت DGST بشكل كبير في التكنولوجيا الحديثة لتتبع التهديدات ورصد الأنشطة المشبوهة. يمتلك الجهاز مراكز تحليل بيانات متقدمة، كما يعمل على تدريب كوادره على أحدث تقنيات التحليل الأمني والاستخباراتي.
التحديات المستقبلية
رغم النجاحات التي حققتها DGST، تواجه المؤسسة تحديات مستمرة، منها:
- التصدي لتهديدات الإرهاب الإلكتروني.
- تعزيز التعاون مع الدول الأفريقية لمواجهة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء.
- مكافحة التطرف الفكري داخل المجتمع.
درع المغرب المنيع
تُعد الإدارة العامة لمراقبة التراب الوطني DGST ركيزة أساسية في حماية أمن واستقرار المغرب. بفضل احترافيتها وتفاني العاملين فيها، تمكنت من ترسيخ مكانتها كواحدة من أقوى أجهزة الاستخبارات في العالم العربي وأفريقيا. ومع تزايد التهديدات الأمنية، تظل DGST رمزًا للالتزام الوطني والاستعداد الدائم للتصدي لكل ما يهدد أمن المملكة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك