إدارة جديدة للاستخبارات الأمريكية

إدارة جديدة للاستخبارات الأمريكية
شؤون أمنية وعسكرية / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:

مغربنا 1 المغرب  أحمد مولانا باحث سياسي في ظل فوز جو بايدن بالانتخابات الأمريكية يُنتظر حدوث تغييرات في إدارات الأجهزة الأمنية الأمريكية المختلفة فضلا عن اعتماد السياسات الأمنية التي تقررها الإدارة الجديدة، وهو الملف الذي سلطت عليه دورية انتليجنس أون لاين الضوء مؤخرا بشكل موسع وهو ما ستستعرضه الفقرات القادمة . فمن الناحية التقليدية يُعد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أحد آخر الترشيحات التي تسميها الإدارة الأمريكية خلال الفترات الانتقالية ومن المعتاد اختيار مدير جديد وهي القاعدة التي لم تُتجاوز سوى في حالات معدودة من أبرزها تمديد خدمة رئيس السي آي إيه السابق جورج تينت ليعمل في فترة الجمهوري جورج بوش الابن الأولى حتى عام 2004 رغم توليه لمنصبه في عهد الديموقراطي بيل كلينتون في عام 1997. لكن من المنتظر رحيل مديرة الوكالة الحالية هاسبل في يناير 2021. وبحسب دورية انتليجنس أون لاين فبغض النظر عمن سيتولى هذا المنصب فسيكون لديه جدول أعمال مشحون بعدد من القضايا المحورية التي تناولها مؤخرا تقرير بعنوان“قانون تفويض الاستخبارات (IAA)” لعام 2021، والذي كُتب تحت إشراف آدم شيف الرئيس الديمقراطي للجنة الدائمة للاستخبارات بمجلس النواب. الصين الأولوية رقم واحد ورد ذكر الصين في تقرير (قانون تفويض الاستخبارات) المكون من 157 صفحة حوالي 60 مرة، وهو ما يشير إلى إدراج الصين على رأس أولويات الاستخبارات الأمريكية باعتبارها المنافس الرئيس لأميركا على صدارة النظام الدولي. أما روسيا ورد ذكرها في التقرير 11 مرة فقط، وأفغانستان ذُكرت مرتان، بينما لم يرد لكوريا الشمالية ذكر على الإطلاق ومن ثم فمن المرجح أن بايدن سيواصل المواجهة التي بدأها دونالد ترامب مع الصين. وقد أخبرت الإدارة الجديدة العديد من الدول الأوروبية أنها لن تتساهل في المسائل المتعلقة بشبكات الجيل الخامس والكابلات البحرية التي تنخرط فيها شركات صينية. ومن المتوقع أن يلعب توماس دونيلون مستشار الأمن القومي بإدارة أوباما الأولى دورا رئيسيا في ظل إدارة بايدن. حيث أنه من بين المرشحين لشغل منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية. وكان هو مهندس سياسة “محور الارتكاز الآسيوي“ وهي استراتيجية أمريكية تبنتها إدارة أوباما الأولى، وتعتمد على دعم الروابط الدبلوماسية والعلاقات التجارية والأمنية للولايات المتحدة مع منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وأُعيد تسميتها لاحقا بـاستراتيجية “إعادة التوازن في آسيا“ وتهدف إلى إيجاد وضعية أمنية جديدة لواشنطن تمكّنها من التعامل مع الفرص والتحديات التي ستواجهها في آسيا خلال القرن الحالي. ومن الجدير بالذكر أنه في شهر أكتوبر المنصرم زار وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للنمو الاقتصادي والطاقة والبيئة كيث كراك القاهرة حيث طلب من المسئولين المصريين الانضمام إلى ما أسماه (أكثر من 40 دولة و50 شركة اتصالات في “الشبكة النظيفة” التي تستبعد البائعين بالغي الخطورة مثل الحزب الشيوعي الصيني لتطوير بنية مصر التحتية لتكنولوجيا الجيل الخامس، والعمل بدلا من ذلك مع شركات أمريكية، حيث أن الشركات الصينية تقدم خدمات منخفضة التكلفة لكنها تمثل تهديدا لأمن البيانات) ودعا كراك الحكومة المصرية إلى التقدم للحصول على تمويل من مؤسسة التنمية الدولية الأمريكية التي أعلنت في ديسمبر 2019 أنها ستستغل جزءا من ميزانيتها البالغة 60 مليار دولار لمساعدة الدول النامية لشراء معدات من شركات أمريكية لتأسيس شبكاتها من الجيل الخامس وهو ما يأتي في ظل المساعي الأمريكية لتقويض وتحجيم النفوذ الصيني عالميا بما فيه مصر التي يقع فيها مركز هواوي الذي يخدم منطقة شمال أفريقيا، ويُدعى أوبن لاب. وسبق أن أجرت هواوي تجارب لتغطية الجيل الخامس بإستاد القاهرة خلال كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم التي نظمتها مصر العام الماضي. وكالة الاستخبارات المركزية في مواجهة أرامكو بحسب دورية انتليجنس أون لاين ففي الشرق الأوسط ستكون السعودية والإمارات على رأس أولويات مجتمع الاستخبارات الأمريكي، حيث تم تصنيف كلا البلدين في تقرير “اللجنة الدائمة للاستخبارات بمجلس النواب” على أنهما مصدر قلق، وذكرهما 33 و18 مرة على التوالي، في حين ذُكرت إيران أربع مرات فقط، وذُكرت قطر مرة واحدة فقط كضحية للحصار الإقليمي المفروض عليها. ووفقا للتقرير فقد هددت السعودية الأمن القومي الأمريكي حينما شنت حرب أسعار تخص النفط بشكل غير متوقع في مارس 2020، فطلب الكونجرس من مجتمع الاستخبارات الأميركي تخصيص المزيد من الموارد لتعقب قطاع النفط السعودي الذي يترأسه بشكل مباشر كل من محمد بن سلمان وأخيه غير الشقيق عبد العزيز بن سلمان. كما تريد واشنطن معرفة المزيد عن توجهات السعودية فيما يتعلق بالملف النووي في ظل تواصل الرياض مع بكين فيما يخص بناء قدراتها النووية المدنية والعسكرية، كما دعا التقرير إدارة بايدن إلى التوقف عن تقديم الدعم الاستخباراتي للحرب في اليمن. ضوء أحمر أمام بكين في الخليج انخراط الصين في الخليج سيكون أيضا على رأس جدول أعمال المدير الجديد لوكالة الاستخبارات المركزية، حيث طلب شيف وفريقه من مجتمع الاستخبارات تقريرا عن الطائرات المسيرة وأي تعاون دفاعي آخر قائم بين بكين وأبو ظبي، كما سيخضع التقارب بين الإمارات وروسيا للتدقيق في الوقت الذي تُقيّم فيه الولايات المتحدة مسألة استمرارية نقل التكنولوجيا الخاصة بها إلى الإمارات. فوفقا لدورية انتليجنس أون لاين فإن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد الذي كان يُنظر إليه في السابق على أنه زعيم إقليمي يتعرض حاليا لانتقادات في الدوائر الأمريكية بسبب إشعاله للحروب في ليبيا وأثيوبيا وأماكن أخرى. من الرئيس المحتمل للسي أي إيه؟ بالإضافة إلى توماس دونيلون، يُطرح اسم مايكل موريل الذي خدم ضمن صفوف السي آي إيه 33 عاما، وارتقى في المناصب حتى شغل منصب (نائب مدير الوكالة) لمدة 3 سنوات في الفترة من مايو 2010 إلى أغسطس 2013، وكان هو حلقة الوصل مع مدير المخابرات العامة المصرية الراحل عمر سليمان خلال ثورة يناير وفقا لما أورده في كتابه(الحرب العظمى في زماننا- حرب السي آي إيه ضد الإرهاب من القاعدة إلى تنظيم الدولة)، والذي نشر الطبعة الأولى منه في عام 2015. أما المرشح الثالث فهو داريل بلوكر العضو المخضرم في إدارة العمليات التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية، والذي خدم في داكار والرباط وإسلام أباد كما شغل منصب نائب لمدير مركز مكافحة الإرهاب التابع لوكالة الاستخبارات المركزية في عام 2013 قبل أن يتقاعد في عام 2018، وفي حال تعيينه سيكون أول مدير أمريكي من أصل أفريقي لوكالة الاستخبارات المركزية التي يشغل البيض 84% من مستوياتها العليا. وفي ذيل قائمة المرشحين يأتي قائدي فريق استخبارات بايدن الانتقالي: ستيفاني أوسليفان النائبة السابقة لمدير مكتب الاستخبارات الوطنية (ODNI)، وفنسنت ستيوارت الرئيس السابق لوكالة استخبارات الدفاع (DIA) التي هي بمثابة جهاز الاستخبارات العسكرية الأمريكية. وفي المحصلة يبدو أن فترات أكثر رقابة وتمحيصا ستكون بانتظار الرياض وأبوظبي بعد انتهاء عهد ترامب الذي حظيا فيه بغطاء سياسي وضوء أخضر لتنفيذ ما يحلو لهما في محيطهما الإقليمي

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك